عقد ونصف هو عمر النظام الديمقراطي في #العراق، وحركة عجلة التنمية والإعمار كانت خجولة مقارنة بالمدة المنصرمة. عقود ومشاريع عديدة نفذت بواسطة كبرى الشركات العالمية في مجال الكهرباء والطاقة والخدمات الصحية والبلدية، لكن الإرهاب والفساد كانا المعوقين الرئيسيين في هدر الأموال. مؤتمرات عدة عقدت بهدف إعادة الإعمار في أماكن عديدة، وآخرها كان مؤتمر الكويت، وبناء على ذلك وضعت حكومة #العبادي خطتها التنموية للاقتصاد. رؤية العبادي بشأن #إعمار_العراق في الوقت الحاضر تأتي بالتحرك نحو الدول الآسيوية الكبرى. فالصين كانت المحطة الأولى في هذا التحرك، ويوم غد اليابان ستكون الوجهة المقبلة للعراق. لماذا اليابان؟ المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، بيّن أن نجاح السياسة الاقتصادية والتقدم العلمي والتكنولوجي دعا إلى اختيار طوكيو كمقصد تجاري آخر لجلب الاستثمارات. وتطابق سياسة الحياد التي اعتمدها العراق ونهج رئيس الوزراء العبادي مع عدم انخراط اليابان في صراع الأقطاب في العالم أو الشرق الأوسط سيضيف رصيداً دبلوماسياً مهماً للعراق الباحث عن التوأمة مع التجربة اليابانية المتشابهة في المأساة ذاتها من تجارب الحروب. أما الملفات التي ستكون على طاولة الحوار خلال زيارة العبادي، التي ستستغرق عدة أيام، ستكون بشأن تطوير العلاقات الثنائية في الملفات الاقتصادية وخصوصاً بناء المدن الصناعية وتشجيع الشركات اليابانية الكبرى للدخول كمساهم أساسي في مجال الاستثمار في العراق، وطرح ملف الطاقة كون اليابان بحاجة إلى النفط العراقي في إدامة صناعتها، والاستفادة من التكنولوجيا اليابانية لتطوير مؤسسات الدولة كافة. ولإنجاح هذه الزيارة ستشمل حقيبة العبادي اللقاء مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، كذلك سيلتقي العبادي رؤساء الشركات الصناعية والاستثمارية وسيحضر رئيس الوزراء العراقي الجلسة الافتتاحية لمؤتمر طوكيو لدعم خلق فرص العمل والتدريب المهني لتسهيل الحد من التسليح في المجتمع العراقي. هل يستطيع العراق النهوض بواقعه الاقتصادي؟ وحول إمكانية النهوض الاقتصادي بالعراق، قال الخبير الاقتصادي الدكتور أمير الموسوي لـ"العربية.نت": "يمر العراق بوقت عصيب من ناحية الإمكانات المالية كونه خرج تواً من حرب استمرت عدة سنوات مع #داعش استنزفت كامل قواه الاقتصادية، إضافة إلى هبوط أسعار النفط الذي شكل عائقاً إضافياً في سبيل التنمية والإعمار". وأوضح الموسوي: "انتصار العراق على الإرهاب وتحسن علاقاته مع إقليمه العربي وخاصة المملكة العربية #السعودية، سيعطي الدافع الأقوى لدخول الشركات الاستثمارية العربية والأجنبية ضمن رؤية العراق التي طرحت في مؤتمر الكويت". وأضاف الموسوي: "التوجه الحالي لدولة رئيس الوزراء بالانفتاح على الاقتصاد الآسيوي ستكون إضافة مهمة لتحريك عجلة الاستثمار والإعمار، كون العراق بحاجة إلى تجارب اقتصادية كتجربة اليابان في هذا المجال لتشابه الظروف التي عاشها البلدان بعد الحروب، وأن العراق يتقدم على اليابان بخطوة لامتلاكه كل مقومات الدول الصناعية من الطاقة والموارد البشرية. لذا أعتقد وطبقاً لهذه الرؤى بأن العراق سيكون له مستقبل اقتصادي مشرق". بعد الإرهاب سيكون الفساد التحدي الأصعب بالنسبة للعبادي، خاصة أنه لم يبق سوى أشهر على نهاية ولايته الحكومية، فهل يستطيع العبادي أن يسجل خطوة في مجال التنمية والإعمار؟
مشاركة :