يلازم سكان بلدة القاع اللبنانية الحدودية مع سوريا منازلهم الثلاثاء خوفا من تسلل مسلحين جدد بعد سلسلة تفجيرات هزت البلدة الاثنين وأوقعت ضحايا، وسط موجة شكوك تجاه اللاجئين السوريين المنتشرين بعشرات الآلاف في المنطقة. وأعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من بلدة القاع التي زارها بعد الظهر أن المعلومات الأولية أظهرت أن «المهاجمين وصلوا على الأرجح من الداخل السوري وليس من المخيمات». وقال في تصريحات نقلتها محطات التلفزة اللبنانية: إن «خطر التفجيرات قائم» في لبنان. وفجر أربعة أشخاص يضعون أحزمة أو يحملون حقائب متفجرات أنفسهم فجر الاثنين في بلدة القاع، ما تسبب بمقتل خمسة مدنيين وإصابة 15 آخرين بجروح. وقرابة العاشرة والنصف ليلا فجر أربعة آخرين أنفسهم في البلدة ذاتها ما تسبب بوقوع 13 جريحا، وأثار جوا من الرعب والتوتر في البلدة. وقال رئيس بلدية القاع بشير مطر في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «هناك تخوف من وجود إرهابيين آخرين؛ لذلك تقوم وحدات من الجيش اللبناني بتمشيط المنطقة بحثا عنهم». وأضاف «بسبب الوضع الأمني الحرج، تم تأجيل جنازة الشهداء التي كانت مرتقبة عصر الثلاثاء لأجل غير مسمى». وقالت يولا سعد من سكان القاع: «لم يمر علينا مثل هذا الخوف والرعب في تاريخ حياتنا»، مضيفة أن «معظم السكان موجودون في منازلهم ولا يخرج الواحد منهم إلا للضرورة. كما أن المحال كلها مغلقة». وقال داني نعوس، من السكان أيضا: إن «شبانا من أهالي البلدة موجودون في الطرق، ويحملون السلاح لمساندة الجيش وسط تواجد عسكري وأمني كثيف». وأكد مختار القاع منصور سعد أن «هناك حالة استنفار. كل واحد من الأهالي، رجالا ونساء، يجلس أمام منزله لحمايته بعد حالة الرعب التي عشناها البارحة». وأظهرت صور التقطها مصور «فرانس برس» في القاع رجالا وشبانا قرب المنازل وفي الساحات وهم يحملون سلاحا. وتظهر في إحدى الصور ثلاث سيدات، بينهن مسنة، يحملن السلاح، بينما ترتدي اثنتان منهن سترة عسكرية وتبدو خلفهنّ كنيسة البلدة. ودعا رئيس الحكومة تمام سلام خلال اجتماع لمجلس الوزراء الثلاثاء المواطنين إلى «الابتعاد عن مظاهر الأمن الذاتي» و «التعامل مع مسألة التفجيرات ببعدها الوطني وليس الفئوي أو المذهبي». وحتى قبل إعلان السلطات جنسيات المهاجمين، سارع سكان في بلدة القاع إلى توجيه أصابع الاتهام إلى تجمعات للاجئين السوريين موجودة في منطقة مشاريع القاع. وأكد المختار منصور سعد «منع تجول اللاجئين السوريين نهائيا خارج مخيماتهم، وعلى كل واحد منهم أن يعمل ضمن محيطه». وأعلن محافظ بعلبك- الهرمل (المنطقة التي تقع فيها القاع) بشير خضر في بيان الثلاثاء منع تجول النازحين السوريين في بلدتي القاع وراس بعلبك المجاورة لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد. وجاء في بيان للجيش اللبناني أن «وحدات الجيش المنتشرة في مناطق بعلبك (القريبة من القاع) نفذت الثلاثاء سلسلة عمليات دهم شملت مخيمات النازحين السوريين في الطيبة، الحمودية، يونين، تل أبيض، الحديدية، دورس»، مشيراً إلى توقيف «103 سوريين لوجودهم داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية». ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري يقيمون بمعظمهم في مخيمات عشوائية لاسيَّما في منطقتي البقاع وشمال لبنان الحدوديتين مع سوريا.;
مشاركة :