حارة الأحامدة.. رحل السكان وبقيت الذكريات

  • 1/27/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مع بدء ترقيم المنازل في الأحياء المجاورة للمنطقة المركزية، بدأ الكثير من سكان هذه الأحياء يستعدون لإخلاء منازلهم، فيما بدأ سكان حارة الأحامدة يوثقون لحارتهم ومنازلهم، حيث تمثل حارة الأحامدة أنموذجا لتاريخ حارات المدينة المنورة في ترابط النسيج الاجتماعي رغم بساطة الحياة التي كانوا يعيشونها كأسرة واحدة ولكن بعد انتقال معظم السكان من الحارة ظلت الذكريات. وليد الأحمدي -أحد سكان الحارة- يقول إن إزالة الحارة يمثل مشهدا تاريخيا للسكان الذين عاشوا طفولتهم هناك ولكن مع البدء في ترقيم الحارة من قبل وزارة المالية وأصبحت في عداد الإزالة، ما تزال ذكريات الحارة عالقة في أذهان سكانها الذين يزورنها باستمرار لتذكر الماضي والذكريات الجميلة، مشيرا إلى أن (حوش البير) الذي هو عبارة عن ساحة يتجمع بها جميع أبناء وأطفال الحارة، مازال موجودا وشاهدا على أيام الطفولة التي كانوا يقضونها هناك. ويقول عبدالسلام مفرج الحجيلى ـ أحد سكان الحارة ـ إن حارة الأحامدة من الحواري التي عاش بها فترة طويلة، وقد سميت الحارة بالأحامدة نسبة للشيخ الراحل عبدالعزيز الأحمدي الذي كان من أوائل سكان الحارة، حيث كان في بعض الأحيان يصل إلى المدينة المنورة ليلا ويجد أبوابها مغلقة ما جعله يفكر في بناء منزل خارج أسوارها للمبيت، حيث كان يعمل في تجارة التمور ويسافر إلى محافظة خيبر ليلا وكثير من سكان وادي الصفراء سكنوا بجوار العم عبدالعزيز -رحمه الله- وهكذا كانت نشأة الحارة، موضحا أن سكان الحارة ليسوا من قبيلة معينة بل إن ما يميزها أنها خليط من عدة قبائل انصهرت فيها وأصبحوا بمثابة أسر وعوائل، إلا أن الحارة قد تبدل حالها كثيرا وفقدت بريقها بعد أن كانت تنبض بحب الأهالي. ويرى إبراهيم الدخيلي أن جميع أبناء الحارة كانوا أسرة واحدة وكان كل رب أسرة له كامل الصلاحيات في تربية الأطفال وقد أنجبت الحارة كثيرا من الرموز ممن شغلوا مواقع بارزة في التعليم والطب والهندسة والأمن، وكان الحي أنموذجا في التكاتف والنظافة واكتمال المرافق والخدمات ولم يكن هناك غرباء وكان الناس جميعا أقارب ومعارف، فيما كانت النساء يتجمعن عند صلاة العصر في مزرعة الكعكي المجاورة للحي برفقة أطفالهن، يجلسن هناك كأسرة واحدة ويتحدثن عن هموم وقضايا الحارة ثم يعدن قبل صلاة المغرب إلى منازلهن، فيما كان الكبار والأطفال يصلون في مسجد الحارة، مضيفا والآن عندما نزور الحارة ونشاهد ما آلت إليه نحزن على وضعها حيث أهملت وصارت أشبه بالمهجورة بعد أن تناقصت الخدمات الأساسية وانتشرت الظواهر السلبية والأمراض بفعل الحشرات والنفايات المتراكمة في المنازل التي هجرها أصحابها. ومن جانبه يقول بندر طالع الحجيلي ـ أحد السكان ـ إن الحارة أهملت بشكل كبير رغم قربها من المنطقة المركزية وهي الآن في طور الإزالة، مشيرا إلى أن هناك بيوتا قد أزيلت، وأخرى قد تحولت إلى سكن للوافدين المخالفين بحكم قربها من المنطقة المركزية، وبات من الصعب العيش فيها في ظل الهجرة الجماعية لساكنيها، فضلا عن أن معظم المنازل شعبية، وحيث بدأت وزارة المالية في ترقيم منازل الحارة تمهيدا لإزالتها، تظل الحارة تثمل حقبة من تاريخ وسكان أحياء المدينة المنورة. وإلى ذلك يؤكد وكيل أمانة المدينة المنورة المهندس سلامة بن سليمان اللهيبي أن حارة الأحامدة تحظى بالاهتمام مثل بقية الأحياء في المنطقة.

مشاركة :