بقلم / رئيس التحرير - صالح بن عفصان العفصان الكواري : من أكثر الأمور إيلاماً على النفس وجرحاً في القلب أن تفقد عزيزاً، ابناً، زوجاً، أخاً أو أباً مثلاً، لأن الموت وهو حق ولا مفر منه، لكنه مرير وقاس برحيل الأحبة، من دون رجعة منتظرة، أو سفر بعده عودة. تلك هي مشاعر الحزن وألم الفراق واللوعة التي تملكت كل قطري بوفاة المغفور له بإذن الله سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني "طيب الله ثراه". مهما كتبنا وسطرّنا الكلمات بلاغة ونثراً وشعراً، فلن نوفي سمو الأمير الأب حقه وهو الذي أعطى بلده قطر بلا حدود، رفع علم استقلالها وأسس كيانها وحافظ عليها دولة وشعباً في فترات صعبة شهدت خلالها الكثير من دول ومناطق العالم حركات تحررية وموجات انعتاق من الاستعمار، فلم تكن قطر استثناءً حيث كان الشيخ خليفة رحمه الله، أبو استقلالها. الآلاف بكوك وإن لم يشيعوك، حباً ووفاء بما قدمته لشعبك، فقد كنت رحمك الله مثالاً للقائد الحكيم والأب المخلص، كنت عطوفاً على أبناء شعبك، محباً لوطنك، وضعت نهج حكمه، ورسمت انطلاقة نهضته بعد الاستقلال، فلا عجب ولا غرو أن تحظى بكل هذه المحبة والدعاء الواسع، بأن يكون مثواك الأخير جنات النعيم، مع النبيين والصديقين والشهداء والمحسنين. لا مجال هنا لشرح إنجازات فقيد الوطن الكريم وقصة تأسيسه لكيان قطر بعد الاستقلال، وحتى لما قام به من مهام عظيمة وجسيمة قبل توليه الحكم، ولكن ما لا يختلف اثنان عليه، أنه رحمه الله كان مدافعاً صلداً عن حقوق قطر وقضايا أمته العربية والإسلامية، مؤسساً مع أشقائه لمجلس التعاون الخليجي وداعماً له، مؤمناً بوحدة الشعوب الخليجية، لأن الهدف واحد والمصير واحد ومشترك، وفوق كل ذلك كان إنساناً يحب الخير لكل الناس دون استثناء. ستظل أيها الراحل العزيز ، الهامة والقامة، سمو الأمير الأب، بما قدمته لقطر وأهل قطر، في عميق الوجدان، تحتل مكانك الرفيع في سويداء القلوب، فأنت صاحب فضل ومواقف وإحسان. ونحن إذ نسترجع في هذه اللحظات المؤثرة، مآثر المغفور له بإذن الله الأمير الأب، نستذكر بكل الفخر والاعتزاز الإنجازات العملاقة والطموحة، التي لا حصر لها من حيث شموليتها وحداثتها، في عهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حيث سار على هذا النهج الميمون، وتوسع في أداء الأمانة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظهما الله ورعاهما". فالاهتمام بالشأن العام، والعناية بالمواطن والأخذ بكل ما هو جديد وحديث لأجل قطر وشعب قطر وتطور ورفعة البلاد، كان هو ديدن منهج حكم صاحب السمو الأمير الوالد الذي كرسه ومضى على طريقه من بعده حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وهو النهج الذي يجسد بصدق وحقيقة ما تعيشه قطر حاليا، أمنا ورخاء وأمانا. رحم الله العظيم، رب العرش الكريم، سمو الأمير الأب وأنزله منزلة الصديقين والشهداء على ما قدمه لوطنه وأمته. إنا لله وإنا إليه راجعون editor@raya.com
مشاركة :