لم ولن امل الكتابة عن حمد الدعيج وغيره من الرموز الكويتية المشرفة. ليس فقط لأني اتتبع خطاه وأحصي أعماله الجليلة والمتميزة في مختلف المجالات، بل لأن من واجبي ورسالتي كإعلامي تقديم النماذج الكويتية المشرفة التي تثبت مدى ما تتميز به الشخصية الكويتية من قدرات وامكانات اذا ما تم استثمارها وتنميتها بالشكل الصحيح، بالإضافة الى ان الأجيال الحالية تحتاج إلى النموذج والقدوة والمثل التي يجب أن تحتذي به في مختلف المجالات. ومن هنا أعني دائما من خلال قلمي ومنصتي الإعلامية «أرجوحة» أن أقدم هذه الرموز والنماذج الكويتية لعلها تكون بمثابة قناديل نور تضيء لشبابنا الكويتي طريق التميز والطموح وإثبات الذات. ورحلتي اليوم مع حمد الدعيج في رمضان، فإذا كان النشاط هو دأبنا جميعاً في شهر البركات والطاعات بفضل الله، فما بالنا بالباحثين عن التميز والنجاح في مختلف المجالات، مع الارتكاز على قاعدة ايمانية قوية تمكنه من مجابهة صعاب الحياة وتحدياتها بقلبٍ مطمئن بالمحبة في الله والطمع في ثواب الدنيا والآخرة. كالطيور يبدأ حمد السعي مبكراً في طرقات الخير، فكما أخبرني أكثر من نشمي في بلد النشامى، بأن سفيرنا في الأردن دائم التجوال في طرقات الخير ما بين توزيع المساعدات على إخواننا المحتاجين والفقراء، وزيارة إخواننا السوريين اللاجئين في الأردن، وبين العديد من دروب العمل الخيري التي لا يتوقف عن البحث عنها والجد والاجتهاد فيها. وهو مع كل مساعيه في مختلف طرقات الخير لا يهمل الواجبات ولا يتقاعس عن أداء الفرائض في جماعة بفضل الله تعالى، فهو دائم التواجد والحضور في صلاة الجماعة، فاللهم اجعل قلبه وقلوبنا جميعاً معلقةً بمساجدك وبيوتك في الأرض، وأن نكون من الذين تظلهم بظلك يوم لا ظل إلا ظلك... اللهم آمين. درس اليوم مع حمد الدعيج هو درس عن الزراعة والحصاد، درس عن التوازن بين الدنيا والآخرة، وهو درس عن تلك الدعوة الطيبة في القرآن الكريم والتي يوصينا بها ربنا عز وجل في سورة البقرة الآية 201 «وَمِنهُم مَن يَقولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً»، فكما يقول العلماء ان الإسلام روحٌ وسطية تجمع بين الحُسنيين، فهو لا يسمح بالفلسفة المادية القائلة إن المادة هي الحقيقة المطلقة «لا بعث ولا حياة أخرى»، ولا يتفق مع النظرية المسيحية التي تزدري الحياة، وتقول: «مملكتي ليست من هذا العالم»، بل طريق الإسلام طريق وسط بينهما، يجمع بين خيري الدنيا والآخرة. ففي أول أسبوع من هذا الشهر الفضيل، رافق سفيرنا الدعيج، الملك عبدالله الثاني في زيارته المعتادة لبلده الثاني الكويت، واستقبل طائرتي مساعدات مقدمة للاجئين وعشرات الوفود الممثلة لجمعيات خيرية كويتية وتوزيع طرود الخير لجيوب المحتاجين ومشاركة القيادة الأردنية والشعب والعساكر في شهداء العمل الجبان ناهيك عن زياراته المتكررة لأبناء الكويت والاطمئنان على أحولهم ودعواتهم إلى ديوان السفارة. ويعمل هذه الأيام على قدم وساق لإقامة مأدبة أفطار للمسؤولين والقيادات الأمنية والشعبية والإعلامية والتعليمية في بيت الكويت في الأردن، هذا باختصار من دون التفاصيل. فاللهم اجمع لأخي حمد من خيري الدنيا والآخرة، اللهم اكتب له في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقه عذاب النار، اللهم وفقه إلى ما تحب وترضى، واجعل عمله خالصاً لوجهك الكريم، واغفر له ولنا واخرجنا من رمضان مغفوراً لنا برحمتك يا أرحم الراحمين. أرجوحة أخيرة: إلى كل أبنائي وبناتي من شباب الكويت الكرام ومن الأجيال الناشئة، ابحثوا عن نماذج الخير والقدوة الحسنة تجدوها في كل المجالات، فالكويت كانت ولا تزال أرض الرجال في كل مجال. اللهم بلغنا ليلة القدر واجمعنا في جنانك، فاجتهدوا أيها المؤمنون، فالخيل تدفع في أقصى قواها عند خط النهاية، وكل عام وأنتم بخير. mnawr@yahoo.com
مشاركة :