أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الأربعاء اتخاذ إجراءات أمنية عاجلة لمواجهة الكراهية والعنصرية التي اتخذت منحىً تصاعدياً منذ الاستفتاء على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ودعا كاميرون في رده على أسئلة نواب مجلس العموم إلى ضرورة وقف الاعتداءات العنصرية المقيتة ضد المهاجرين فوراً، مؤكداً أن المدعي العام سيصدر توجيهات جديدة لمحاكمة الأشخاص المتورطين في مثل هذه الاعتداءات اللفظية. وذكر أنه قام خلال القمة الأوروبية الثلاثاء في بروكسل بطمأنة قادة عدد من الدول ومنها رومانيا وبولندا والتشيك التي أعربت حكوماتها عن القلق من ارتفاع حالات معاداة المهاجرين الأوروبيين منذ استفتاء الخميس الماضي. وأوضح كاميرون أن وزارة الداخلية البريطانية ستقوم بإحصاء كل حالات الكراهية والعنصرية ضد المهاجرين وستتخذ مزيداً من الإجراءات لمكافحة هذه الظاهرة. وتعهد بأن تعمل حكومته على تقديم دعم مالي إضافي لمساعدة المنظمات والجمعيات المتخصصة في محاربة الكراهية والعنصرية، مشيراً إلى أن الحكومة ستصدر قريباً خطة عمل شاملة للقضاء على جرائم الكراهية. وشهدت مناطق عدة في بريطانيا وخاصة في مدن شمال إنجلترا منذ يوم الجمعة الماضي اعتداءات لفظية ضد مسلمين ومهاجرين أوروبيين، بينما تعرض مركز ثقافي بولندي غربي لندن إلى تخريب جزئي وتركت على جدرانه كتابات عنصرية. ودعا كاميرون رئيس حزب العمال المعارض جيريمي كوربين إلى الاستقالة أمام نواب البرلمان. وقال قد يكون لصالح حزبي أن يبقى، لكنه ليس في مصلحة البلاد وأود أن أقول، بحق السماء ارحل يا رجل. وكان نواب العمال صوتوا الثلاثاء بحجب الثقة عن كوربين بأغلبية 172 مقابل 40 صوتا معارضا، لكن كوربين رفض الاستقالة، علما أن كاميرون نفسه أعلن استقالته عقب تصويت البريطانيين في استفتاء لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي. وانتقد الوسطيون في حزب العمال القيادة الاشتراكية للحزب منذ أشهر لكن الكيل طفح عندما اتهم كوربين بعدم تأييد حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي. وكان كاميرون قال الثلاثاء إنه يشعر بالأسف لخسارته استفتاء بريطانيا على عضوية الاتحاد الأوروبي لكنه سيعمل مع خليفته للتأكد من أن بلاده ترتبط بعلاقات وثيقة مع التكتل. وقال كاميرون للصحفيين كنت أتمنى الفوز في الاستفتاء... أشعر بالحزن لذلك. وأضاف لكن ما يشغلني هو أن تقيم بريطانيا علاقة سليمة مع أوروبا. وقال إنه سيفعل كل ما بوسعه للتشجيع على علاقة وثيقة. من جهته قال ستيفن كراب أول مرشح يطرح نفسه لخلافة كاميرون رئيساً لحكومة بريطانيا إن استعادة السيطرة على سياسة الهجرة ستكون على رأس أولوياته. وأيد كراب - الذي شغل منصب وزير العمل والمعاشات في حكومة كاميرون- معسكر البقاء في الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء على عضوية بريطانيا في التكتل. وكتب كراب في مقال بصحيفة ديلي تليغراف لا يمكن أن نسمح بأن تعلو في انتخابات القيادة تلك تصنيفات مثيرة للانقسام مثل مؤيد للبقاء أو مؤيد للخروج. وذكر أن حكم الشعب على الاتحاد الأوروبي كان واضحاً ولن تكون هناك رجعة فيه. وكتب قائلاً إن إجراء استفتاء ثان لإعادة النظر في المسألة أمر غير مطروح للمناقشة. وقال: أريد أن أقود حكومة تفي بتوقعات 17 مليون شخص أيدوا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتابع واحدة من أهم الرسائل التي نخرج بها من هذا التصويت هو أننا بحاجة لاستعادة السيطرة على سياسة الهجرة في المملكة المتحدة. لذا فإن حرية التنقل بالنسبة لي خط أحمر. (وكالات)