بعد وفاتها بتسعة وثلاثين عاماً؛ صدرت مذكرات الروائية البريطانية الشهيرة «أغاثا كريستي» في سورية والعراق، عن دار المدى للإعلام والثقافة والفنون، بعنوان «تعال قل لي كيف تعيش»، وترجمها أكرم الحمصي إلى اللغة العربية، في هذا الكتاب المكون من نحو ثلاث مئة صفحة، تحدثت «أغاثا كريستي» عن ذكريات رحلتها مع زوجها عالم الآثار: ماكس مالوان، الذي تعددت رحلاته إلى العالم العربي من أجل التنقيب عن آثار الحضارات البشرية القديمة. وفي ذلك الوقت من مطلع القرن العشرين، كانت ثمة متاعب ومخاطر تكتنف طريق الرحلة من بلاد الإنجليز إلى العالم العربي، العالم الذي سحر «أغاثا كريستي» فكتبت عنه حقيقة في مذكراتها هذه، وجعلت منه مسرحاً لعدد من رواياتها الخيالية، منها: جريمة في بلاد الرافدين، وجريمة في قطار الشرق السريع، وغيرها من الروايات، الذي دفع «أغاثا كريستي» إلى تأليف الكتاب هو السؤال الذي تكرر عليها كثيراً عن طبيعة حياتها باعتبارها زوجة عالم آثار يقود بين الحين والآخر حملات للتنقيب عن الآثار تمتد الواحدة منها بضعة أشهر في قلب البرية. في مقدمة مذكراتها هذه تحذّر قراءها من أن يؤملوا الكثير من وراد قراءة الكتاب؛ فهو -على حد تعبيرها- ليس عميقاً، ولا يلقي الضوء على علم الآثار من زوايا مثيرة للاهتمام، ولا يقدم وصفاً جميلا للمناظر الطبيعية، ولا يحتوي على تاريخ، وتقص في كتابها قصة السفر، بدءاً من قيامها بالتسوق لشراء حاجيات السفر، مروراً بتوضيب الأغراض وحمل الحقائب، وركوب العديد من وسائل النقل، السيارة إلى فيكتوريا، ثم القطار إلى المشرق.. وتحكي عن محطات التوقف في بيروت وتدمر، قبل الدخول في عمق البرّية.. وقضاء ثلاثة أشهر في رحلة التنقيب. الكتاب مكتوب بلغة «كريستي» الرشيقة ذات المسحة الساخرة، وقد أفلح المترجم في نقل هذه الروح إلى القارئ العربي.. الذي سيسعده أن يطلع على يوميات كاتبةٍ بحجم «أغاثا كريستي».
مشاركة :