ذكريات في نمرود.. هنا عاشت أغاثا كريستي

  • 8/5/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عاشت أغاثا كريستي ذات يوم في نمرود، لكن لم يتبق من الوقت الذي قضته كاتبة الروايات الخيالية الأكثر مبيعا في العالم سوى ذكرياتها على أطلال هذه المدينة العراقية. المنزل المبني من الطوب الذي سكنته ذات يوم الكاتبة البريطانية بات شيئا من الماضي. ولو كانت على قيد الحياة في هذه الأيام لأصيبت على الأرجح بالصدمة جراء ما لحق بالمدينة الآشورية حيث عملت إلى جوار زوجها عالم الآثار قبل نحو خمسة عقود. فقبل ثلاث سنوات، هاجم داعش نمرود بالجرافات وآلات الحفر والديناميت في إطار هجومه العام على التراث الثقافي العراقي. واستعادت قوات الجيش العراقي السيطرة على الموقع في بداية حملتها لطرد المتشددين من الموصل التي تقع على بعد 30 كيلومترا شمالا. قبل ذلك بسنوات، كان المنزل الذي عاشت فيه كريستي بالموقع قد هدم وتوفي كل من عرفوها. لكن اسمها لا يزال يتردد على ألسنة السكان رغم أن أغلبهم لا يعرفون شيئا عن سبب شهرتها. عاش أبو عمار في أقرب قرية إلى الأطلال وقال عن الكاتبة الشهيرة "نعرف أنها بريطانية فحسب".   من الموصل إلى نمرود زارت كريستي العراق أول مرة قبل أن يحصل على استقلاله عن بريطانيا عام 1932، والتقت بالرجل الذي تزوجته لاحقا في موقع أثري في الجنوب. وقضى الزوجان بعض الوقت في الموصل وانتقلا في نهاية المطاف إلى نمرود. كتبت كريستي تقول "يا لها من بقعة جميلة. كان نهر دجلة على بعد ميل واحد وعلى تل الأكروبوليس العظيم تنتصب على الأرض رؤوس آشورية حجرية كبيرة. كانت منطقة مذهلة من البلاد، هادئة ورومانسية ومشبعة بالماضي". لكن هذا الوصف يتناقض مع الحاضر، وفق رويترز. فالتل الذي ترقد عليه الأطلال أحيط في الآونة الأخيرة بأسلاك شائكة لحمايته من اللصوص وحتى وقت قريب كانت الجثث طافية على نهر دجلة بعد أن جرفها التيار من ساحات المعارك في منطقة عليا من النهر. تماثيل مقطعة الأوصال ترقد تماثيل الثيران المجنحة الضخمة، التي كانت تقف ذات يوم لحراسة مدخل أحد القصور، مقطعة الأوصال في كومة حطام. وقال النقيب علي عدنان من الجيش العراقي "انظر هناك قدم"، مشيرا إلى مخلب عملاق منحوت من قطعة حجرية. وكان منقوشا على قطع أخرى ريش وحروف مسمارية. واكتشف ماكس مالوان، زوج كريستي، كثيرا من هذه الآثار خلال خمسينيات القرن الماضي وألف كتابا يحمل اسم "نمرود وآثارها". اهتمامها بالآثار ويظهر اهتمام كريستي نفسها بالآثار القديمة جليا في روايتيها (الموت على ضفاف النيل) و(جريمة في بلاد الرافدين) وكانت كريستي بدأت كتابة سيرتها الذاتية في نمرود. لكنها قضت معظم وقتها هناك في توثيق عمل مالوان بالصور الفوتوغرافية وتنظيف القطع العاجية التي يتم اكتشافها وكانت تستخدم كريم وجهها في تنظيف شقوق القطع الأثرية. بقاء الأمل محمد سعيد شاب أصغر من أن يكون قد التقى بكريستي لكنه على دراية بأسطورتها. عمل سعيد وهو من سكان المنطقة في أعمال التنقيب في نمرود منذ عام 1996 واعتاد مرافقة السياح بالمنطقة في أوقات كانت أقل اضطرابا. وقال وهو يقف على قطعة أرض محروقة ليست لها ملامح مميزة على حافة التل "هنا كانت غرفة أغاثا كريستي. الآن لم يبق شيء". كان سعيد حاضرا عندما سيطر داعش على المنطقة، وظل حارسا في الموقع إلى أن تلقى تهديدات من المتشددين. وخلال الأشهر التالية شاهد جرافات تعمل على التل وفي الليل كانت السيارات تجوب المنطقة ذهابا وإيابا. وكان يشتبه في أنهم تجار يتفقدون ما يمكن بيعه لملء خزائن داعش. وبعد عام قام المتشددون بتفجير الموقع. وتابع سعيد "لا يسعني وصف ما شعرت به. ظن أشقائي أنني سأموت. الآثار رمز، إنها حضارة. هذه الآثار تمثل هذه الأمة"، لكنه يشير إلى أن هناك خططا لبدء التنقيب في القصر الجنوبي في الربيع المقبل.    المصدر: رويترز

مشاركة :