رمضان في نيوزيلندا.. فرصة لتعريف المجتمع بالإسلام

  • 7/2/2016
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

يتميز شهر رمضان بنكهة خاصة عند الأقلية المسلمة في نيوزيلندا، الذين يتطلعون بشغف شديد لعيش أيام وليالي رمضان، خاصة أن هذا الشهر يتيح لغير المسلمين في نيوزيلندا معرفة المزيد عن الإسلام، فمن الشيء الإيجابي أن ترى غير المسلمين يأتون لحضور هذه المناسبات الإسلامية ويتفاعلون معها، كما أن رمضان هو الشهر الذي يذكر المسلمين بكل أولئك الذين حول العالم ممن لا يملكون الماء والغذاء للنظر إليهم نظرة أخوة إنسانية والعمل على تخفيف معاناتهم الاستعداد لاستقبال رمضان. يستعد مسلمو نيوزيلندا لاستقبال الشهر الكريم من منتصف شهر شعبان، ويظهر ذلك جليا من خلال تنظيف المساجد وتهيئتها، بالإضافة إلى التسابق على شراء مستلزمات الشهر الكريم، وتنظم هناك بعض الجمعيات سوقا خيرية خلال شهر رمضان، يعرض فيها المسلمون بضائعهم، وتمثل تلك السوق فرصة مناسبة للمسلمين للتسوق في سوق إسلامية، تحوي الكثير من متطلبات المسلمين من الجلابيب والملابس الساترة والمأكولات، وغير ذلك من الحاجات. رؤية الهلال عندما يحين موعد التماس هلال رمضان يخرج بعض المسلمين هناك إلى المرتفعات لمراقبة هلال رمضان، وإذا ما تحققوا من ثبوت هلال رمضان نشروا خبر ذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة. يتم الإعلان عن ثبوت الشهر الكريم، يهنئ المسلمون بعضهم بعضا، ومن العبارات المتداولة بينهم في هذه المناسبة، قولهم: (مبارك عليكم الشهر) و(رمضان كريم) يقولون تلك العبارات مع ما يرافق ذلك من علامات السرور والحبور التي تعلو وجوه المسلمين في تلك الديار، وقد فتحت عليهم هذه المناسبة الكثير من الذكريات. تغير نمط الحياة يتغير نمط حياه مسلمي نيوزيلندا بمجرد بدء الشهر الكريم حيث تطرأ بعض التغيرات على حياة المسلمين اليومية، فتختلف أوقات طعامهم، وأوقات نومهم واستيقاظهم. ويحاول الشباب المسلم في نيوزيلندا الابتعاد عن المعاصي في هذا الشهر، فالجميع هناك يحترمون حرمة هذا الشهر الفضيلة، وقلما تجد من المسلمين من ينتهك حرمة هذا الشهر، سواء بالإفطار علانية، أو بارتكاب المعاصي والمنكرات. كما أن الشباب هناك حريص جدا على الالتزام بآداب الإسلام، والعمل بأحكامه، على الأقل في هذا الشهر الفضيل، وهذا لا يمنع وجود بعض الشباب الذين أثرت فيهم معالم الحضارة الجديدة، فنجدهم يمضون أوقاتهم هنا وهناك، دون أن يستغلوا هذا الشهر الاستغلال المطلوب والمرجو، لكن مع ذلك نرى الجميع يراعي حرمة هذا الشهر، ويلتزمون بأداء واجباتهم فيه أشد الالتزام. نشاط ديني مكثف تشهد المساجد هناك نشاط ديني مكثف طوال أيام الشهر حيث تعقد ندوات ومحاضرات دينية لأبناء الجالية المسلمة بلغات مختلفة، وتنظم الدورات الشرعية والتي تعتمد على زيارة بعض العلماء والدعاة من بلاد الحرمين سنويا وتعقد حلقات لتحفيظ القرآن الكريم والمواد الشرعية لمختلف أعمار الجالية من الذكور والإناث بالمساجد وبشكل دائم، ويدرس أطفال المسلمين اللغة العربية والعقيدة الإسلامية في عدة مدارس ومنها مدرسة دار السلام يوم الأحد، ويوازي ذلك دروس التفسير والسيرة النبوية والإعجاز العلمي في القرآن والسنة للرجال، بالإضافة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وذلك بإشراف الجمعيات الإسلامية ووقف المنار الداعم لمدرسة دار السلام. الإفطار الجماعي من أهم مميزات شهر رمضان في نيوزيلندا الإفطار الجماعي حيث يلتقي الجميع على مائدة واحدة، تجسد لهم كل معاني الوحدة والالتئام، وتبعد عنهم ألم الغربة ووحشة البعد والفراق، ويتعارف الجميع ويتبادلون مشاعر الأخوة والمحبة، ويتسابقون في طاعة الله، ويعيشون أجواء إسلامية ترسخ المعاني الإسلامية في أذهان الصغار قبل الكبار. ويكون الإفطار الجماعي عادة في المساجد طيلة أيام الشهر الكريم، حيث يتولى المحسنون ترتيبها وتمويلها, كما تنظم بعض الجمعيات الإسلامية الإفطار الجماعي باستئجار قاعات خاصة، تدعو المسلمين للحضور إليها، فتحضر كل أسرة ما تيسر لها من الطعام أو الحلويات للمشاركة والتعارف والتقارب، وتخفض بعض المحلات التجارية الإسلامية قيمة بعض المواد التي تستخدم في صنع الحلوى لرمضان والعيد إكراما لهذا الشهر الكريم. السباق على صلاه التراويح صلاة التراويح تتمتع بحب عظيم واحترام كبير عند المسلمين هناك، وتشهد إقبالا وحضورا مكثفا، فبعد تناول طعام الإفطار يهرع الأطفال والشباب والنساء والرجال إلى الجوامع والمساجد لأداء صلاة العشاء، ومن بعدها يستعد الجميع لأداء صلاة التراويح، حيث يصلي المسلمون في تلك البلاد النائية صلاة التراويح عشرين ركعة في أغلب المساجد، يقرأ فيها الإمام جزءا كاملا من القرآن الكريم. وعادة يتخلل صلاة التراويح درس ديني أو كلمة وعظ يلقيها بعض الضيوف العلماء الموفدين خصيصا لهذه المناسبة. ونظرا لقصر الليل في تلك البلاد فإن صلاة التراويح تنتهي وقد قاربت الساعة الثانية عشرة ليلا. ولا يمنع هذا الأسر المسلمة من التزاور والالتقاء والسهر إلى جزء من الليل، رغم ضيق الوقت، ولا يمنع ذلك أيضا من شمر عن ساعد الجد من إحياء تلك الليالي الفضيلة، بالتهجد وقراءة القرآن، وخاصة ليالي العشر الأخير من رمضان، حيث يقوم الناس لرب العالمين حتى قبيل الفجر. الاعتكاف أيضا من مميزات رمضان هناك ممارسه سنة الاعتكاف بشكل كبير في لا يخلو مسجد هناك من وجود معتكف على العبادة والطاعة، فبعض المسلمين في تلك الديار يغتنمون هذه الأيام والليالي في الخلوة والتفرغ للطاعة، بعيدا عن صخب الحياة ومشاغلها. وقد أعدت للمعتكفين في تلك المساجد أكشاك صغيرة، يخلو فيها المعتكف مع ربه سبحانه، الأمر الذي يبعث على تغذية الروح، واستشراف الرحمة، والخشوع في العبادة، والتدبر في قراءة القرآن، والتفكر في خلق الله. زكاة الفطر يحرص مسلمي نيوزيلندا على إخراج زكاه الفطر ويوزعونها على المستحقين من الفقراء والمساكين إن وجدوا، وإلا بعثوا بها إلى بلادهم الأصلية، وهم يتولون أمر ذلك بأنفسهم، إذ لا توجد جهات مختصة تتولى أمر جمع الصدقات وتوزيعها. الجدير بالذكر أن نيوزيلندا لم تعرف الإسلام إلا حديثا فقد بدأت هجرة المسلمين بأعداد كبيرة إلى نيوزيلندا بعد سنة 1390هـ، ومع ذلك وصل عدد المسلمين في نيوزيلاندا حوالي 6000، ولقد وصل المسلمون في هجرات من جنوب شرق آسيا لاسيما من جزر فيجي ونشطوا في الدعوة وأسلم العديد من النيوزيلنديين من أصل أوروبي، ويرجع أصول بعض المسلمين إلى الهند، وباكستان، وسريلانكا، وألبانيا، وتركية، ويوغسلافيا، وإندونيسيا، ومن العرب. ويتجمع المسلمون في ثلاث مناطق، في منطقة أوكلاند وخاصة في مدينة أوكلاند، وفي جنوب الجزيرة الشمالية عدد لا بأس به من مسلمي نيوزيلندا، وفي جنوب شرقي الجزيرة الجنوبية في مدينة (كريست تشرش)، ومعظم المسلمين من الطبقات الكادحة.;

مشاركة :