ظاهرة جديدة بدأت بالانتشار في ساحة الدراما العربية، وهي ظاهرة التأليف الجماعي للأعمال الدرامية، التي يسهم في كتابتها وصياغتها للشاشة الفضية أكثر من مؤلف واحد، يقوم بوضع رؤيته الخاصة مع فريق عمل يكون في الغالب أشبه بورشة كتابة درامية، يتشارك فيها ثلة من كتاب السيناريو الذين يتكفلون بوضع المخططات الأولية للأعمال الدرامية للاستقرار على رؤية موحدة للأحداث التي يبقى الحكم الأول والأخير فيها الجمهور. دراما بنكهة خليجية لم تبتعد الدراما الإماراتية عن هذا الخط الجديد الذي كرسته الدراما العربية، فقد عمد صناع مسلسل «الحرب العائلية الأولى» إلى الاستعانة بكل من المؤلف محمد نبوي وعلاء حسن لكتابة أحداث العمل الجديد الذي قام بإخراجه السوري بطال سليمان، وتقاسم بطولته كل من أحمد الجسمي ونخبة من نجوم الدراما الإماراتية والخليجية. في الوقت الذي نجح فيه مسلسل «حزاوي خليجنا» في جمع ستة كتاب خليجيين، اشتركوا في صياغة أحداث هذا العمل الجديد، الذي قدم في قالب درامي متنوع وشخصيات متعددة، جسدتها نخبة من نجوم الخليج العربي في حلقات منفصلة جمعتها «حزاوي» تراثية منوعة ومعالجات درامية مختلفة، توالى على تأسيسها كل من: جمال سالم من الإمارات، شريدة المعوشرجي من الكويت، عيسى الحمر من البحرين، محمود عبيد من سلطنة عمان، سعد مدهش من السعودية، تيسير عبدالله من قطر، فيما أوكل إخراج العمل لجمعان الرويعي. أما المسلسل الكرتوني «شعبية الكرتون» فلايزال في نسخته الـ11 داعماً لهذا التنوع المثري، عبر ورشة عمل ضمت نخبة من المبدعين الشبان، أمثال عبدالله الشويخ وعبدالعزيز الحشاش وعبدالله محمد، الذين انضموا إلى جهد التجديد والبحث المتواصل، الذي بدأه المخرج الإماراتي حيدر محمد، الذي نجح في تقديم حلقات هذا الموسم برؤية ثاقبة، تناولت أهم وأبرز القضايا الاجتماعية بقالب كوميدي ساخر ومحبب إلى ذائقة المشاهد الإماراتي والخليجي. قائمة طويلة من الأعمال التي قد يصعب على المشاهد العربي حصرها في خضم حمى السباقات الرمضانية، التي تأتي في مقدمتها باقة الأعمال المصرية المعروضة على الشاشات، ولعل أبرزها مسلسل «فوق مستوى الشبهات»، الذي توافق مع خيارات منتجيه، وفاجأ الجمهور بحبكته الدرامية الناجحة، التي ألفها للشاشة كل من الكاتب عبدالله حسن وأمين جمال، فيما تولت في البداية ورشة «سرد» التي أسستها الكاتبة مريم نعوم، نسج خيوط القصة الأصلية، قبل أن تجرها تفاصيل خلافات عابرة مع الشركة المنتجة إلى إسناد كتابة المسلسل إلى ورشة ثانية تولت استكمال تفاصيل الحكاية، لتسلمها إلى رؤية المخرج هاني خليفة، وبطولة النجمة يسرا، التي ظهرت في المسلسل إلى جانب شيرين رضا وسيد رجب، الذي أمتع الجمهور بأدائه الذي غير هذا العام تصنيفه ومسماه. التجربة نفسها انسحبت هذا العام على مسلسل «سقوط حر»، الذي قامت بكتابته ورشة «سرد»، بإشراف مريم نعوم، التي شاركها في صياغة العمل الكاتب وائل حمدي، فيما تولى إمضاء العمل المخرج التونسي شوقي الماجري. ومن أبرز الأعمال المرتكزة على فرق العمل الجماعية وورش التأليف مسلسل محمد منير الجديد «المغني»، الذي أخرجه للتلفزيون شريف صبري، فيما تشارك سيناريو وحوار العمل كل من السيناريست أحمد محيي ومحمد محمدي، بعد أن سجل العمل اعتذار السيناريست وليد يوسف عن كتابة حلقات المسلسل الذي تدور أحداثه حول قصة حياة محمد منير، والمواقف والأحداث التي جسدت مسيرته الفنية الطويلة. بالمقابل يسجل النجم محمود عبدالعزيز للمرة الأولى مشاركته في عمل درامي ثنائي كتبه كل من المؤلف وائل حمدي وشريف بدر الدين وهو «رأس الغول»، الذي أخرجه أحمد سمير فرج، وتصدر بطولته إلى جانب النجم محمود عبدالعزيز كل من ميرفت أمين وفاروق الفيشاوي، في الوقت الذي جمع مسلسل «نيللي وشيريهان» كل من المؤلف مصطفى صقر وكريم يوسف، ليلتحق بهم الثنائي دنيا وإيمي سمير غانم في بطولة العمل الكوميدي الاجتماعي الجديد، الذي حقق نجاحاً كبيراً في الشارع المصري، جع ل رجل الأعمال المصري ومنتج العمل إيهاب طلعت يعد الجمهور بعمل رمضاني قادم، سيجمعه بدنيا سمير غانم، بحسب الصحافة الفنية المصرية. أعمال ناجحة تتوالى الأعمال الدرامية العربية الجديدة، لتثبت نجاحات أصحابها تارة، وتخذلهم طوراً، فيما تظل في معظمها شاهدة على هذا الميل الجديد الذي بات يلون مشهد الكتابة الدرامية من خلال ما بتنا نسجله من النتاجات الجديدة المقدمة، مثل «صد رد» الذي ألفه الثلاثي محمد صلاح العزب ومحمد إسماعيل وتامر عبدالحميد و«قضاة وعظماء» الذي كتبه ياسين حسن ومصطفى صلاح، ومسلسل «بنات سوبر مان»، الذي أشرف على كتابته كل من أحمد شوقي وكريم حسن بشير، فيما سجل الجزء السادس من مسلسل «ليالي الحلمية»، الذي قام الراحل أسامة أنور عكاشة بتأليف أجزائه الخمسة، دخول كل من الكاتب أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين على الخط هذا العام ليسلما موسمه الجديد مرة أخرى للمصري مجدي أبوعميرة.