دبي (الاتحاد) أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن الوزارة وهي تطلق الدورة الثامنة من ملتقى «رمضان في خط القرآن» تعتمد على النجاح الكبير الذي تحقق في الدورات السابقة، حيث أصبح الملتقى واحداً من أهم الملتقيات الثقافية المتخصصة على الأجندة الدولية في مجال الخط العربي والفنون الإسلامية. مؤكداً أن الهدف من تنظيم هذا الملتقى هو دعم فن الخط العربي، ليس على المستوى المحلي وحسب، وإنما عالمياً أيضاً. وأوضح معاليه، أن مشاركة 30 من أشهر خطاطي العالم من 11 دولة عربية وإسلامية، يضمن أن تخرج النسخة الخطية الثامنة من كتاب الله، كتحفة فنية نادرة تبقى للأجيال القادمة، خاصة وهي تكتب للمرة الأولى بخط المحقق والريحاني الذي أهمله الخطاطون كثيراً، ويحاول الملتقى بعثه من جديد. وأضاف معاليه أن القرآن الكريم كان وسيظل هو الملهم الأسمى لكل الخطاطين عبر العصور والأزمان، فتنافسوا على تطويره والإبداع فيه حتى صار أحد أهم معالم الفنون الإسلامية التي يهدف الملتقى لدعمها والحافظ عليها، من أجل فهم أعمق للثقافة الإسلامية التي طالما أبهرت العالم. جاء ذلك، خلال افتتاح معاليه مساء أمس الأول الملتقى، بحضور الشيخ محمد بن نهيان بن مبارك آل نهيان، ومعالي عبد الرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، ومعالي صقر غباش وزير الموارد البشرية والتوطين، ومعالي محمد المر، ومعالي الدكتور حنيف حسن، وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وعدد من المثقفين. وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان خلال كلمته: «إن هذا الملتقى السنوي إنما يأتي ليحتفي بكل محبة وامتنان بالمكانة السامية للخط العربي في مسيرة الحضارة الإسلامية، ونحتفي أيضاً بعلاقته الوثيقة بآيات الذكرِ الحكيم، ونؤكد معاً أنه إذا كان الخط العربي قد أصبح فناً إسلامياً أصيلاً يسهم في إظهار روعة القرآن الكريم وجلاله، وإذا كان الخطاطون قد أبدعوا في نقل النص القرآني الخالد والتعبير عن معناه ومدلولاته بنظام فني محكم، يظهر عبقرية اللغة العربية ومفرداتها البديعة، وإذا كان الخطاطون قد قاموا بذلك كله، فإن القرآن الكريم بالأساس كان دائماً، وسيظل الملهم الأسمى لكل الخطاطين في كل مكان، فقد أضفى القرآن الكريم على الخط العربي خصائص فريدة في الروح والإبداع والابتكار، كما جعل للخط العربي مكانة خاصة في نفوس المسلمين، بل وفي نفوس كل متذوق للفن الجميل، فأصبح الخط العربي بفضل ارتباطه الوثيق بكتاب الله المبين نموذجاً عالمياً راقياً للفن الرفيع، بل ونمطاً في التعبير يتسم بالإتقان والالتزام وهندسة العمل وارتقاء الفكر، وحسن الذوق، وهي كلها صفات حميدة نلاحظها دائماً عبر الزمان كله في عمل الخطاطين وفي قدراتهم الرائعة على تطوير إبداعاتهم دائماً نحو الأفضل والأجمل». وقال معاليه: يسعدنا وجود هذه الكوكبة من الخطاطين على أرض الإمارات العربية المتحدة ونعتز بإنجازهم، ونتمنى لهم مزيداً من التوفيق في كل ما يقومون به من عمل مشكور في خدمة القرآن الكريم، وأيضاً في سبيل تطوير هذا الفن الإسلامي المرموق الذي نشأ وتطور في مدارس قوية ومتواصلة عبر العصور. وأكد معاليه، أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، تحرص كل الحرص على تنظيم هذا الملتقى في هذه الأيام المباركة من كل عام إنما نهتدي بالتوجيهات الحكيمة، لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيسِ الدولة (حفظه الله) وسموه، يؤكد لنا دائماً، أهمية رعاية كل ما هو إسلامي أصيل، والاهتمام بكل عناصر الحضارة الإسلامية، وتقديمها للمجتمع والعالم، في أبهى صورها، بل وأن تكون دولة الإمارات، مركزاً عالمياً رائداً ومتميزاً، للثقافة الإسلامية، التي يكفيها فخراً وتميزاً، أنها ثقافة أساسها القرآن الكريم، وروحها وعمادها إنجازات الإنسان المسلم، عبر الزمان والمكان.
مشاركة :