موافقة الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - على إنشاء مستشفى جامعة شقراء بسعة (400) سرير في هذا الظرف الاقتصادي تأكيد على تنفيذ برنامج التحول الوطني 2020 والرؤية السعودية 2030 في التنمية الشاملة وتوسعتها لتشمل المحافظات, وتأكيد أيضاً على استثمار الموارد الطبيعية والموارد البشرية في المحافظات التي كانت في (الظل) أو على هامش التنمية التي شهدتها بلادنا خلال الدورتين الاقتصاديتين، التنمية الأولى 1975 - 1985م والتنمية الثانية 2003 - 2015م والتي ركزت فيها التنمية على المحور التقليدي والطبيعي غرب - شرق, لوجود أهم المرتكزات في الغرب مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والمصدر التاريخي لاقتصاد بلادنا قبل النفط، ثم البحر الأحمر وموارده المتعددة، وفي الشرق يوجد المصدر شبه الوحيد لاقتصادنا النفط والغاز، وأيضاً الخليج العربي. أما محور شمال - جنوب فالتنمية تركزت في عواصم المناطق وبقيت المحافظات في (ظل التنمية) لا تصلها خطوط التنمية بما يكفي. محافظة شقراء التي تقع داخلها المدينة الجامعية ويغطي نطاقها الأكاديمي (9) محافظات والمئات من المراكز والقرى والهجر والتجمعات السكانية يتجاوز تعداد النطاق الأكاديمي للجامعة نصف مليون نسمة ويكاد يغطي جغرافياً شمال غرب منطقة الرياض ويشترك في الحدود الإدارية مع منطقة: القصيم، المدينة المنورة، ومكة المكرمة، وهذا يعني من الناحية الصحية أن أقرب المستشفيات الكبيرة لهذا الشريط السكاني المتسع هي مستشفيات المناطق المشار لها بالإضافة إلى الرياض والمسافة بين الجامعة ونطاقها الاكاديمي، وهذه المناطق لا تقل عن ( 200 ) كم عبر طرق غير سريعة ولا مباشرة وبعضها طرق ذات المسار الواحد ومنها طرق زراعية ورعوية وطرق هجر. مناطق النطاق في جامعة شقراء هي مناطق بكرية من حيث الموارد البشرية والاقتصادية، داخلها أكثر من نصف مليون نسمة أسهمت الجامعة في التوطين والتخفيف من الهجرة للمدن الكبيرة في الرياض والقصيم ومكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة والطائف بسبب الرغبة في إكمال التعليم الجامعي. وهنا دور ومسؤولية وخطط التحول الوطني والرؤية السعودية 2030 في استثمار مناطق وموارد بشرية جديدة تشكل حزاماً من جبال التعدين.. المعادن النفيسة ومخزون مياه الأمطار التي تجري في شبكة من الأودية تعد من فحول أودية وسط المملكة تتميز بقربها من السطح - ضحلة - ومجاريها سطحية، والمنطقة غنية ووافرة بالطبقات الحاملة للمياه في القطاع الرسوبي، ومياه الشقوق في الدرع العربي. الشريط الواقع ما بين جبال وهضاب الحجاز غرباً وبين عارض نجد جبال طويق شرقاً يحتاج إلى تنمية حضارية، وأعتقد أن رؤية السعودة 2030 جعلته من المحاور الأساسية لتمتعه بمخزون بشري واقتصادي.
مشاركة :