رحلة عبر الزمن في مهرجان "رمضاننا كدا 3"

  • 7/2/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وكأننا نعود إلى ذلك الزمن الجميل.. الذي تتجلى فيه الحياة ببساطتها ونقائها وحلاوتها. فها هي بوابة جدة القديمة عادت لتفتح لنا ذراعيها للعام الثالث على التوالي بمهرجان "رمضاننا كدا"، وتأخذنا لرحلة عبر الزمن. ما أن تطأ قدماك مدخلها حتى يتسلل إلى عروقك ونبضك مشاعر الحارات القديمة وكأنها عادت للحياة، فالمنشدون يهللون ويرحبون بك ويسمعونك أجمل كلمات الترحيب الجداوية، والأتاريك تبتسم لك بأنوارها على مد البصر من كل جانب، وأصوات الأطفال يلعبون "الغميضة" والعجلة، "فتاحي ياوردة"، والكبار منشغلون بحرفهم ومهنهم، فهذا المكوجي، وهنا الفوال، والبقّال، وبائع الشريك والدندرمة، والسمبوسة، والسوبيا، والرجال يلبسون "العِمة" ويلتفون حول مركاز العمدة، والنساء بالزي القديم "الملاية" والنقاب الأبيض، وفي جانب آخر ترى الكركون ، والكتاتيب وشيخهم الملقّن، وتسمع صوت السقا ينادي لسقيا المنازل. كما تبهرك المباني القديمة وشموخها رغم شيخوختها إلا إنها ازدهت وازدهرت ما أن رأت أبناءها حولها وعالمها حي نابض.. مبدعو المدينة من فنانين والفوتوغرافيين يوثقون تفاصيل ذكرياتهم معها ومع زمانها بأجمل اللوحات والصور في معارض فنية مخصصة في أعرق بيوت الحارة كبيت باديب وبيت باعشن وبيت سلوم، وبرحة الفنون التي يفترش فيها التشكيليون أمكانهم ويشاركوننا ذكرياتهم عبر الألوان، وجدارية الرسم. جانب آخر من الفعاليات هناك المتاحف كمتحف الضيافة، وتذكار البلد، وبيت جدة وأيامنا الحلوة، وفعالية "بارع" في رباط باناجه المخصصة لتدريب الشباب والشابات على المهارات الحرفية، كما يقدم بيت أرامكو محاضرات ثقافية تحكي للحضور عن تاريخ مدينة جدة وعاداتها وقصصها القديمة، ويقدم المهرجان أيضاً رحلات مميزة لزواره، وهناك أيضاً سوق الجمعة وهي مساحة مخصصة كبازار لبيع منتجات الأسر المنتجة ورواد الأعمال في المنطقة، فهو يحتوي على 300 محل لبيع الأطعمة والملابس والإكسسوارات، وهناك فعاليات أخرى كفعاليات رجعولها، وماكنتوش، وثريا جان، ومكتبة جدة التي يوقع عدد من الكتاب كتبهم فيها، وأيضاً فعاليات الشخصيات الجداوية، ومركاز جداويون، ومتحف الشلبي للتراثيات، والمقعد الحجازي، سور جدة التاريخية، فعالية ماجي، مقعد الدانة، ركن الحلواني، وقالوا عنا، وغيرها الكثير من الفعاليات. مجهود جبار "سيدتي" التقت بعض الزوار الذين اتضح أنهم انقسموا مابين الرضى والعتب.. وفاء يريمي مصورة فوتوغرافية أشادت بالجهود المبذولة من قبل القائمين على المهرجان وتقول: "نشكرهم فعلاً على ماقاموا به من جهود، عندما تدخل المهرجان تشعر وكأن الزمن انتقل بك لماضي جميل، فكل الديكورات والتجهيزات تسافر بك إلى عالم آخر". عتب محب من ابن البلد هكذا أردنا أن نعنون مختصر حديثنا مع المدرب الدكتور محمد باشا مستشار العلاقات الأسرية والنفسية التي قال: "هذا العام لدي عتب بسيط، نحن الشباب حُرمنا من الدخول لأماكن معينة من المهرجان بعذر أنها مخصصة للعائلات فقط، رغم أني ابن هذه الحارات وبيت عائلتي فيها، وهذا أحزنني كثيراً، وأريد أن أقول "رمضاننا ماكان كدا" وهذه حقيقة، نعم توجد بعض المهن والديكورات القديمة لكن هناك سيطرة على الشركات المستحدثة بعيداً عن التراث، يمكن للقائمين وضعهم في أماكن مخصصة بعيداً عن الأجواء التراثية، كما أن المتاحف أعتقد أنها بحاجة لإعادة نظر فهي تقدم للزوار قطع قيمة لها تاريخها العريق تفتقر لبطاقات تعبر عنها". رحلة ثرية وأُمنية فتحية محسن ربة منزل وأم أتت بأبنائها السبعة وأحفادها لحارتهم القديمة وحكت لهم حكايات طفولتها والأزقة التي مرت بها، وتحدثت إلينا بسعادة عن ما شعرت به من هذه الزيارة قائلة: "لدي أبناء وأحفاد لهم عدة سنوات مغتربين خارج المملكة أتيت بهم هنا ليعرفوا تاريخ حارتي وحياتي، كانت رحلة ثرية رغم الزحام وحرارة الجو، والفضل يعود لتنظيم السائرين بشكل دقيق، لكن أتمنى ألايتحول هذا المهرجان مستقبلاً لهدف استثماري تجاري بحت، فقط هذا ما أتمناه". زوار المهرجان بلغ عدد زوار المهرجان 25 ألف زائر منذ انطلاقته، كما أتى إليها العديد من الشخصيات الاعتبارية والمهمة من المسؤولين وعلى رأسهم الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.

مشاركة :