في سباق مع الزمن، يواصل نجوم مسرحية «البيت المسكون 3» وضع اللمسات الأخيرة من خلال البروفات «الجنرال»، من أجل أن تخرج إلى الجمهور في صورة متميزة اعتباراً من أول أيام عيد الفطر المبارك على مسرح نادي القادسية الرياضى. وفيما اكتملت جهوزية المسرح بالديكور والسنوغرافيا واستعد فريق التقنيات والإضاءة والموسيقى، بدا لافتاً أن مؤلف وبطل العرض الفنان عبد العزيز المسلم حاول أن يجعل هذا الجزء من المسرحية مختلفا تماماً عن جزءيه السابقين. وبالرغم من الرابطة العضوية التي تجمع أجزاء المسرحية الثلاثة، إلا أن المسلم سعى إلى أن تواكب الأحداث المتشابكة على خشبة المسرح المستجدات، معتمداً على خبرته وزملائه المشاركين في المسرحية، ويبدو لافتاً من خلال البروفات أن العرض حافل بالترفيه والكوميديا، وساهم في ذلك الممثلون الذين تم اختيارهم بعناية، وبينهم الفنانون أحمد السلمان، هيا الشعيبي، باسمة حمادة، عبد الله الرميان وغيرهم، وللتعرف على تفاصيل أكثر التقينا نجوم المسرحية: الفنان عبد العزيز المسلم عبر عن سعادته الكبيرة بالإقبال الجماهيري لمشاهدة الجزء الثالث من مسرحية «بيت المسكون»، قائلاً: «منذ أعلنا عن عودة (البيت المسكون) وشباك التذاكر يشهد إقبالًا كثيفًا من جمهورنا الوفي لحضور الجزء الثالث الذي تنطلق عروضه أول أيام عيد الفطر على مسرح نادي القادسية، إلى درجة أن الجمهور يُحاصر أشباح (البيت المسكون 3) في نادي القادسية»، مضيفاً: «اخترنا مسرح (نادي القادسية) بسبب قدرته على استيعاب عدد كبير من المتفرجين ولأننا نحرص على راحة جمهورنا وتوفير أفضل الأجواء له للمتعة». أما عن الجديد الذي تقدمه المسرحية، فقال: «بالتأكيد الجمهور لديه فضول لمعرفة ما سنقدمه في الجزء الثالث، ولا أستطيع أن أحرق كل المفاجآت لكن الحبكة الأساسية تتناول أسرة (بوعبيد) وصراعه مع زوجته، وهي الأسرة التي ترمز للكويت وتعبر عن عشرات الأسر، وهذا يتيح لنا تطويرها باستمرار لطرح المزيد من الأفكار والقضايا الكويتية والإقليمية التي نعاني منها الآن، وهناك مشاكل تحدثنا عنها منذ الجزء الأول قبل عشرين عامًا ولم تحل إلى اليوم، وإلى جانب القضايا والإسقاطات المهمة التي فرضها الواقع علينا واللحظة التي نعيشها الآن في الكويت والعالم العربي، نحرص على تقديم عمل يتسم بالمتعة والترفيه والكوميديا ويناسب كل أفراد الأسرة، من خلال الديكور المميز الذي نستلهم فيه روح الجزء الأول، وكذلك الخدع والإبهار الذي يميز أعمالنا في مجموعة السلام الإعلامية». وعما إذا كانت المسرحية ستتأثر بغياب أسماء كبيرة شاركت فيها مثل الراحل غانم الصالح، استطرد المسلم بالقول: «بالتأكيد خسرنا العم (بوصلاح) وهو رائد وقامة فنية كبيرة ومازلنا على تواصل مع أولاده وأسرته، ولا شك أن وجوده معنا كان له قيمته خصوصاً انه كان فناناً كبيراً وخلوقاً وكان محبًا للجميع، ودائماً ما كان يحمل معه حقيبة مليئة بالحلويات والمأكولات يوزعها علينا بلا استثناء... لكن لدينا أيضًا في الجزء الثالث قامات مهمة شاركت معنا من قبل في (البيت المسكون) سواء في الجزءين الأول أو الثاني، على رأس هؤلاء أحمد السلمان وباسمة حمادة وهيا الشعيبي». وعن سر حماسه لمشاركة عدد كبير من الشباب قال المسلم: «هذه إستراتيجية أساسية لنا في مجموعة السلام الإعلامية سواء في أعمالنا التلفزيونية أو المسرحية، باعتبار أن الشباب هم المستقبل والرهان الأساسي لنا وبعض من يقفون على خشبة المسرح معنا في الجزء الثالث كانوا أطفالًا بين الجمهور عندما عرضنا الجزء الأول، وسعيد بمشاركتهم معنا في التمثيل وتنفيذ الديكور والموسيقى ومعظم عناصر العمل يقودها الشباب». وعما إذا كان يتوقع نجاحًا أكبر للجزء الثالث عن سابقيه قال: «ربما للمرة الأولى في العالم كله تعرض مسرحية من ثلاثة أجزاء خلال عشرين عامًا، والجزء الأول حقق نجاحا كبيرا وسافر إلى البحرين وقطر، والجزء الثاني أيضًا استمر عرضه أكثر من عامين، ولدينا مشاهدات بالملايين على اليوتيوب، ولا شك أن النجاح الكبير للجزءين السابقين يفرض علينا تحديًا للحفاظ على هذا النجاح، وأثق في فريق العمل المتميز ما بين نجوم كبار وأصحاب خبرة وبين الشباب أننا سنقدم عملًا مميزًا، وسنكون عند حسن ظن جمهورنا». من جانبه كشف الفنان أحمد السلمان عن أن الجزء الجديد من «البيت المسكون» يحمل الكثير من القضايا الآنية ويواكب المستجدات ولكن في إطار من الترفيه والكوميديا، مشيرا إلى أن فلسفة مسرح الرعب تدور دائما حول توظيف الرعب والكوميديا في طرح العديد من القضايا. واعتبر السلمان أن تدفق الجمهور على المسرحية بالشكل الحاصل الآن إنما يدل على وعي جمهور المسرح بمشاهدة العروض التي تحمل في مضمونها فكراً هادفاً، ويعكس مدى اهتمام الجمهور بالقضايا التي تتناولها المسرحية، إذا ما وُضِع في الاعتبار أن العرض يتطرق إلى الأشباح الموجودة في المنطقة وكذلك القضية الإسكانية وتعدد الزوجات وغيرها، متمنياً أن يخرج العرض للجمهور بشكل متميز. بدورها، شددت الفنانة باسمة حمادة على أن الجزء الثالث من «البيت المسكون» يقدم مسرحاً جديداً في منطقة الخليج، وهو يتماشى مع مدرسة مسرح السلام التي تحمل شعار الجودة في صناعة العمل الفني، وحصدت من قبل شهادة الجودة العالمية «الأيزو»، وهو ما جعل الجمهور يذهب إلى العرض المسرحي وهو مطمئن تماما بأنه سيشاهد عملاً ترفيهياً كوميدياً وفق معايير تحترم عقله، ملمحة إلى أن المسرحية تحمل كماً كبيراً من المفاجآت. وقالت حمادة: «نحن ندرك أن الجمهور يبحث عن المتعة والترفيه عندما يذهب إلى المسرح، ولذلك قمنا بعمل كم كبير من البروفات قبل أن يبدأ شهر رمضان من أجل أن يكون هناك عرض يمتع الجميع، وفي الوقت نفسه يتطرق إلى العديد من القضايا المحلية والإقليمية، متمنيةً أن تحظى بقبول هذا الكم الكبير من الجمهور الذي يلتف حولها قبل أن تبدأ عروضها.
مشاركة :