دبي: أحمد غنام على امتداد إمارات الدولة، رسم نحو مئة شاب وشابة من مختلف الجنسيات البسمة على وجوه ذوي الدخل المحدود، والعمال، بمبادرة أطلقتها مجموعة من المتطوعين بعنوان العطاء سعادة، تستهدف توزيع 5 آلاف صندوق مير رمضاني عليها، مع انتهاء الشهر الفضيل. وشكل المتطوعون، جسراً خيرياً ربط بين المتبرعين والفئات التي استهدفتها المبادرة، حيث تلقوا تبرعات المحسنين في نقاط مخصصة أعلنت عنها المبادرة في مختلف إمارات الدولة، وفرزت تلك التبرعات وغلّفت، ثم ضمّنت في صناديق، ووزّعت، وفق برامج زمنية على امتداد الشهر الفضيل، بمجهودات شابة آمنت بأن العطاء سعادة لا يمكن حصرها، خاصة عندما يزهر الأمل في نفوس فئات تحتاج للعطاء. أكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة أن حملة العطاء سعادة التي قادها أبناء الإمارات خلال شهر رمضان المبارك هي حملة إنسانية برسالة تحمل في طياتها مبادئ نهج العطاء الذي رسخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على هذا النهج وعززه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما حكام الإمارات، ليصبح العطاء مكوناً أساسياً للشخصية الإماراتية، وتصبح الإمارات بهذا النهج السامي رمزاً ونموذجاً يحتذى في الارتقاء بقيمة العطاء. وقالت: قيمة العطاء متأصلة في مجتمع الإمارات، وتشكل إحدى الكوامن الرئيسية في نفس كل إماراتي، قد تتجلى في بعض المواقف والمواسم لكن جذوتها لا تنقطع على مدار العام، فقد تابعت حملة العطاء سعادة التي استمرت خلال شهر رمضان وشاركت مع أخواتي وإخواني أبناء الإمارات في جزء منها، ولمست حقيقة تعبير الإماراتي عن السعادة عندما يعطي ويقدم العون... هذه السعادة تتجلى في أسمى صورها عندما يعطي الإنسان ليسعد الآخر. وتابعت: لقد أبهرتني حماسة وعزيمة أبناء الإمارات المشاركين بحملة العطاء سعادة، رأيت العشرات من أبناء الإمارات ومن مختلف الجنسيات وهم يعملون بهمة وطاقة عالية، طوال شهر رمضان الفضيل ليوصلوا المعونات والدعم إلى الفئات المحتاجة، هؤلاء رسموا أسمى معاني العطاء والتكافل الاجتماعي، منوهة بأن هذه التجارب الملهمة أكدت أن السعادة بالعطاء تفوق أي شعور، وأن أسمى معاني السعادة هي التي يشعر بها من يعطي ليرى الآخرين سعداء. وعبرت الرومي عن قناعتها أن العطاء يشكل مصدر سعادة للشخص الذي يعطي، وله أثر إيجابي كبير في صحة وسعادة الإنسان والارتقاء بها، وهذه حقائق علمية أثبتها العديد من الدراسات الإحصائية والسريرية المتخصصة، حيث أشارت دراسة أجريت على أشخاص من 122 دولة حول العالم إلى أن إنفاق المال على الآخرين يجعلهم أكثر سعادة من إنفاق هذه الأموال على أنفسهم، فيما بينت دراسة أخرى أجراها خبراء في معاهد الصحة الوطنية في الولايات المتحدة في عام 2006 أنه عندما يعطي الناس للجمعيات الخيرية، فإن ذلك ينشط مناطق الدماغ المرتبطة بالاستمتاع والسعادة، والاتصال الاجتماعي، والثقة، ليس هذا فحسب بأن العطاء للآخرين يزيد من الفوائد الصحية ويخفف من معاناة الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة. وأعربت الرومي عن ثقتها بأن هذا العطاء المتأصل سيبقى نهجاً متواصلاً لدى أبناء الإمارات ولن يقتصر على شهر رمضان بل سيتواصل عادة يومية وثقافة مستدامة، نعيش آثارها الإيجابية طوال السنة، مؤكدة أن همم بنات وأبناء الإمارات لا تعرف الحدود ولا تقف أمام التحديات، وأن عزيمتهم وإقدامهم يتجسد فيها العطاء في أبهى صوره. الخليج رافقت الشباب المتطوعين، خلال التوزيع، في منطقة القوز الصناعية في دبي، ورصدت سعادة هؤلاء الشبان، وهم يقومون بعملهم التطوّعي. ووفقاً للقائمين على المبادرة، وزّع المير في مختلف الإمارات، تعزيزاً لقيمة العطاء المتأصلة في نفوس أبناء الإمارات والمتوارثة عن الآباء والأجداد، ومن المقرر أن ينتهي توزيع ما مجموعه 125 ألف كلغ من المساعدات الغذائية على الفئات المذكورة، واشتركت في هذه المبادرة، مختلف فئات المجتمع، حتى الأطفال. وقال خليفة بن هندي، احد المتطوعين، إنها جاءت من أفكار مجموعة اسمها 1971، تعنى بتقديم العون إلى أفراد المجتمع من خلال مبادرات إنسانية، تستهدف مختلف أوجه العمل الإنساني، وأسست بالشراكة مع جمعية رؤيتي الأسرية وشركة العبار للتصميم، لتوعية المجتمع بأهمية مفهوم المسؤولية المجتمعية، وأهمية مد العون إلى فئات الدخل المحدود وإغاثتهم من خلال تشجيع بقية أفراد المجتمع على العطاء والبذل لصالح تلك الفئات، فضلاً عن السعي لتكريس مبدأ التكافل الاجتماعي والتسامح بين أفراد المجتمع. وبين أن مجموعة 1971 التي أسستها حصة السبوسي وعائشة حارب، عضوتا مجلس دبي للشباب، وخليفة بن هندي رائد أعمال، أنشئت عام 2011 بجهود فردية من الشباب المواطن، وحملت شعاراتحدنا لنعطي، واختير الاسم تيمنا بتاريخ إعلان دولة الإمارات، عقب اتحاد إماراتها السبع، التي شكلت فيما بعد نموذجاً متفرداً في البذل والعطاء، وتحقيق شروط الرفاهية والسعادة لأبنائها على المستوى العالمي، فضلاً عن تحقيقها مراتب متقدمة في منح المساعدات الإغاثية على المستويات العالمية. وأوضح ابن هندي أن المبادرة كانت محاولة جادة لتلمّس القيم الحقيقية لمفهوم السعادة، وكان العطاء وفقاً لذلك دافعها الأكبر.
مشاركة :