الشباب العمود الفقري لمسيرة التنمية والازدهار

  • 7/3/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: آلاء عبدالغني أكد المشاركون في مجلس الخليج الرمضاني الذي استضافته جامعة باريس السوربون - أبوظبي، أن الشباب هم في مقدمة أولويات الدولة، وهم العمود الفقري لمسيرة التنمية والازدهار، والثروة التي تفتح أبواب المستقبل على مصراعيها بمفاتيح الإنجاز والإبداع والابتكار وريادة على جميع الصعد. وأشاروا إلى أهمية استحداث وزارة الشباب ومجلس الإمارات للشباب لتشجيع هذه الفئة على العطاء، وإيجاد بيئة حاضنة لأفكارهم وطموحاتهم وإشراكهم كعناصر فاعلة في عملية صنع القرار، واستثمار طاقاتهم في البناء والتنمية، والاستفادة من أفكارهم لخلق مبادرات طموحة تسابق الزمن للحاق بركب طموحات الدولة الذي لا تحده قيود الزمان ولا المكان. ونوهوا إلى أهمية وجود مناهج دراسية في المدارس والجامعات عن السعادة والتسامح، تماشياً مع توجهات الدولة والقيادة الرشيدة التي أوجدت وزارتين لإعلاء هاتين القيمتين، اللتين تعدان الآن بذرتي الاستقرار، وصمام الأمن والأمان، حيثما توافرتا كان الوطن منيعاً متكاتفاً ويداً واحدة في وجه كل ما يستهدف تعكير صفوه، لافتين إلى أن الإمارات ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه هي نموذج يحتذى به في التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي بين مختلف الأطياف والجنسيات والأعراق، وكذلك في توفير جميع مقومات الرفاهية والسعادة لشعبها ليغدو أسعد شعب، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يديم نعم الأمن والأمان والاستقرار والسعادة على الدولة وجميع قاطنيها. قالت روضة جاسم المريخي، خريجة بكالوريوس إدارة أعمال ولغات: إن استثمار الدولة في الشباب لا يقف عند حد، واهتمامها فيهم منقطع النظير، من خلال إطلاق وزارة الشباب ومجلس الشباب، وعمل مجالس للشباب في كل إمارة للاستماع لأفكارهم ورؤاهم كونهم العنصر الأساس في مسيرة تنمية الدولة، وعلى كاهلهم تقع مسؤولية بناء المستقبل، لافتة إلى أن تشجيع الدولة للشباب على الابتكار جعل إبداعاتهم لا تنحصر في مجال واحد، كما أن ذلك أطلق العنان لأفكارهم ولطاقاتهم الكامنة، لأنهم وجدوا البيئة الحاضنة التي تحولها من مجرد فكرة إلى واقع وحقيقة معاشة، ليكون كل واحد منهم قادراً على خدمة الوطن كل من موقعه، فالشباب إذا وجد منصة مخصصة لدعمه وتمكينه ومن يؤمن بمواهبه وقدراته ويفتح أمامه الفرص ويذلل كافة السبل لتحقيق طموحاته وأحلامه، ينطلق نحو المستقبل بخطى واثقة ويبذل كل ما في وسعه ليكون على قدر المسؤولية التي منحت له. وأكدت أهمية دور الأسرة في ترسيخ مفاهيم التعايش والتسامح والأخوة والمحبة وقبول الآخر في أذهان أبنائهم، وتربيتهم على احترام الآخر والتعايش معه، لتأتي بعدها مسؤولية المدرسة والجامعة في تعزيز هذه القيم وإعلائها، مشيرة إلى أن هذه القيم متأصلة في أبناء الإمارات، وهي غرس غرسه فيهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسقته ونمّته القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله. مسبار الأمل وبدوره، أكد محمد خضيري، خريج ماجستير التسويق والإدارة والاتصالات والإعلام، أن الدولة توفر البيئة المحفزة للشباب من أجل التميز، كما تسعى القيادة الرشيدة من خلال العديد من المبادرات إلى تشجيع المبتكرين، كما أن إيمانها العميق بقدرات أبناء الدولة نتج عنه الكثير من الإنجازات السباقة على مستوى المنطقة والشرق الأوسط، وها هي الإمارات تستعد للوصول إلى المريخ بمشروع مسبار الأمل الذي ينجز بسواعد إماراتية، للتأكيد على أن لا عوائق يمكن أن تقف أمام تحقيق الأحلام ما دامت الإرادة والعزيمة متقدة، كما أن هذا الإنجاز له أبعاد وانعكاسات كبرى على الأجيال والدولة. وأشار إلى أنه لتشجيع الأطفال والشباب على القراءة ينبغي استثمار التكنولوجيا بإيجابية، لأن البداية تكون من التعليم، حيث يمكن الاستفادة من مجالات التعليم الرقمي، من خلال عمل تطبيقات أو برامج يمكن جلب نجوم محببين للأطفال والشباب كنجوم الفن أو الرياضة ككرة القدم، يتحدثون فيها بأسلوب القصص عن أهمية القراءة ويشجعون النشء عليها، بتناول جوانب إيجابية تتناسب مع معتقدات وعادات وثاقة المجتمع، لافتاً إلى أنه يمكن كذلك تسخير الألعاب الإلكترونية ليكون لها آثار إيجابية كذلك، باستخدام الرسوم الكرتونية أو أبطال الألعاب لتوجيه رسائل ذات قيم وأهداف سامية للأجيال، موضحاً أنه يجب على الشركات العاملة في مجال الاتصالات أن تطلق مثل هذه التطبيقات والمبادرات الهادفة من منطلق المسؤولية المجتمعية، لأن الأطفال والشباب هم من تقع على عاتقهم مسؤولية بناء الأمة، وإذ ساروا في الاتجاهات الصحيحة صلح المجتمع، وبهم تتحقق نهضة الأوطان وتزدهر. تعليم القرآن الكريم ولفت إلى أن أفضل طريق لتحسين اللغة العربية لدى الأطفال تبدأ من تعليمهم القرآن الكريم، والاستعانة بمدرسي اللغة العربية أو طلاب الحقوق أو اللغة العربية، أو أئمة المساجد بصفة تطوعية لتخصيص جلسات مع الأطفال والنشء لتعليمهم أصول اللغة العربيةـ وتقويتهم فيها، لأنها رمز للهوية والانتماء، إلى جانب نشر الأمثال والحكم باللغة العربية ولصقها على الجدران وفي الممرات والصفوف المدرسية. قراءة تتوافق مع الميول ومن جانبه، لفت علي عمر الشامسي، طالب لغة فرنسية، نائب رئيس المجلس الطلابي في جامعة باريس السوربون- أبوظبي، إلى أن تشجيع الأطفال على القراءة يبدأ بتحفيزهم على القراءة في أي مجال يناسب ميولهم وأهواءهم كالكمبيوتر أو الموسيقى، ثم ينتقل بعدها للبحث في صفحات الكتب عن مجالات أخرى مرتبطة بها. تحدي التخصص الجامعي وأشار إلى أن أكبر تحد يواجه الشباب هو اختيار التخصص الجامعي، لأنه هو الذي يحدد توجهاتهم المستقبلية، وعليه يبنون حياتهم، ويحدد مصيرهم، فإذا كان دخول أحد التخصصات تلبية لرغبة الأهل أو للبقاء مع أصدقاء الدراسة، فإن الناتج يكون الندم في وقت لا ينفع فيه، وضياع سنوات من عمر الطالب هباء منثوراً. وأكد أهمية دور الأهل في التعرف الى مكامن الإبداع لدى أبنائهم وتنميتها، وتوجيههم للتخصص فيها، لئلا يسير الأبناء في طريق بعيد عن رغباتهم ويتمنون أن يعود بهم الزمن إلى لحظة التسجيل في التخصص مرة أخرى لاختيار مجال دراسة آخر، لأن عجلة الزمن تدور إلى الأمام فقط ولا يمكن لها أن تعود إلى الوراء إلا في أفلام الخيال. علاقة الأهل بالأبناء ومن جهته، أكد محمد منصور المرزوقي، طالب لغة فرنسية، دور الأهل في تنشئة أبنائهم التنشئة السوية، والتقرب منهم، والاستماع لهم، وتنمية مواهبهم، لافتاً إلى أن والده شجعه منذ الصغر على القراءة من خلال تقديم إحدى القصص الجذابة والشيقة له كهدية، وبعدها بدأ تعلقه بالقراءة، لينطلق إلى المكتبات باحثاً بنفسه عن الكتب التي يختارها لتنمية ثقافته المعرفية. ولفت إلى أن اهتمام الأهل بأبنائهم ينعكس على جميع جوانب حياتهم إما سلباً أو إيجاباً، فالمنزل المستقر الهادئ الذي تسوده المحبة والاحترام والألفة، والذي يتقارب أفراده ولا يهمل أي منهم القيام بدوره المنوط به، يخرج منه شاب سوي وناجح يتحمل المسؤوليات والأعباء، ويكون قادراً على الانخراط في المجتمع، وعلى أن يكون فاعلاً في عملية البناء لخدمة وطنه، بينما المنزل الذي تتداعى أعمدته، وينشغل كل فرد فيه بنفسه وأموره الحياتية، متناسياً أنه جزء من مجموعة، كما عقد اللؤلؤ، تتبعثر حباته عند أصغر مشكلة ويواجه أفراده مطبات لا يستطيعون تجاوزها، وقد يكونون عالة على مجتمعاتهم. حرية الاختيار ومن جانبه، نوه محمد الموسوي، طالب لغة فرنسية، إلى أن من أكبر التحديات التي تتمخض عنها العديد من المشكلات التي يعانيها الشباب، هو عدم ترك حرية الاختيار من قبل الأهل لأبنائهم في أمور حياتهم، وخاصة المصيرية كاختيار التخصص الجامعي أو اختيار شريكة الحياة، ما يؤدي إلى مشاكل جمة يعانيها الابن أو الابنة لاحقاً، إذ إن بعض أولياء الأمور يتجاهلون حقوق فلذات أكبادهم ويهمّشون حريتهم في اتخاذ مساراتهم وقراراتهم. بل ويُصرون على تحديد شخصياتهم، من خلال فرض قراراتهم على أبنائهم دون أن يتركوا لهم حرية اتخاذ القرار الذي ينسجم مع قدراتهم ويماشى مع رغباتهم، ليأخذ الأهل فقط جانب الإرشاد والنصيحة فيوضحون لهم أفضل الخيارات كمقترحات وما نتائج كل طريق يختارون المضي فيه، وبالتالي تكون لديهم القدرة على موازنة اختياراتهم بحيث ينتقون الأفضل منها، ما من شأنه أن يجعلهم أكثر قدرة على العطاء ويرفع من شعورهم بالمسؤولية، ويبعدهم عن اتخاذ قرارات مصيرية غير مناسبة بذريعة تلبية رغبة الأهل. مشاركة الشباب بالمجالس وبدورها، أكدت روضة الهاملي، طالبة لغة فرنسية إلى ضرورة مشاركة الشباب في مجالس المواطنين ومجالس الأحياء، لاكتساب الخبرة ممن هم أكبر سناً منهم وترتقي كذلك بفكرهم وثقافتهم من خلال الاستماع إلى مختلف الأحاديث التي يتم تداولها هناك من شعر وفكر وثقافة، إضافة إلى الأحاديث المتعلقة بالإسلام من قرآن وأحاديث نبوية وذكر، بحيث ينعكس ذلك على بناء شخصيتهم، وإكسابهم مهارة النقاش والتحدث بلغة سليمة، ويقوي مفردات اللغة العربية لديهم ويزيدهم تمسكاً بها. أهمية تطوير مناهج اللغة العربية شدد الشباب المشاركون في المجلس على أهمية تطوير مناهج اللغة العربية، بحيث يمكن توجيهها نحو غاياتها الحقيقية، بحيث تكون مزودة بعناصر الجذب والتشويق إلى جانب تطوير طرق تدريسها، وذلك حرصاً على تمكين الناشئة من مهارات الّلغة العربية، وإكسابهم المعارف المتصلة بها، وغرس قيم الاعتزاز بها، والمحافظة عليها في نفوسهم، لبناء شخصية ذات كيان متميز، وبهدف الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافة العربية الأصيلة بقيمها وعاداتها ورسالتها النبيلة. وأشاروا إلى أهمية تشجيع النشء على القراءة تماشياً مع مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بأن يكون عام 2016 عاماً للقراءة وانعكاسات ذلك على الفرد والمجتمع بتخريج أجيال قارئة ومثقفة، إلى جانب نشر المعرفة وجعل القراءة أسلوب حياة، مثمنين كذلك إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي وهو تحدي القراءة العربي الذي يشارك فيه أكثر من مليون طالب عليهم قراءة 50 مليون كتاب خلال عامهم الدراسي، وإطلاق سموه لحملة أمة تقرأ، لتوفير 5 ملايين كتاب للأطفال اللاجئين وبناء 2000 مكتبة في العالم الإسلامي. وقدموا عدة مقترحات بغية تشجيع النشء على القراءة، أولها الاهتمام بتدريس الأطفال لكتاب الله تعالى، وتنظيم نوادٍ ولقاءات ثقافية للأطفال والشباب، مؤكدين دور وسائل الإعلام واستثمار الإعلام الرقمي كذلك في تعزيز وتشجيع القراءة، من خلال موضوعاتها الهادفة.

مشاركة :