سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً عند السيدات في العالم، ومن الأمراض التي تصيب النساء بالرعب، وتصاب امرأة من بين كل 9 سيدات في العالم بسرطان الثدي، حسب أحدث الإحصائيات التي صدرت حول هذا المرض، يقول الأطباء إن هذه المعلومات الصحية ساعدت أكثر في فهم وتشخيص مرض سرطان الثدي، والنظر في الخيارات العلاجية المتنوعة تبعاً لدقة التشخيص والأعراض المبكرة لسرطان الثدي، ونوع المرض، وتقدم وتطور التشخيص الطبي فيه بدرجات عالية، اختصر الزمن في تحديد نوع العلاج المناسب لكل سيدة، وبلغت حالات الإصابة بمرض سرطان الثدي عام 2012، طبقاً لآخر إحصائية صادرة عن منظمة الصحة العالمية مليوناً و680 ألف حالة إصابة، توفي منهن حوالي 521 ألف حالة. ظل سرطان الثدي (Breast Cancer) من الأمراض المقلقة، والذي يسبب انتشار السرطان في الجسم كله، حتى وقت ليس ببعيد، إلى أن تقدمت أساليب الاكتشافات المبكرة عن هذا المرض، وإنتاج الكثير من العلاجات التي تعطي تأثيراً إيجابياً مرتفعاً، فخففت من حدة الخوف والرعب من سرطان الثدي، ويقول الأطباء إنه يمكن أن يصيب الرجال أيضاً ولكن بنسب أقل بكثير من المرأة، وسرطان الثدي هو نوع من الأورام الخبيثة الشائعة، وينتج عن نمو غير طبيعي لخلايا الثدي، وهو من أكثر أنواع الأورام التي تصيب السيدات في مختلف الأعمار، ويبدأ من البطانة الداخلية لقنوات اللبن أو الفصوص التي تغذيها باللبن. وخطورة سرطان الثدي أنه قادر على الانتشار في بقية أجزاء الجسم الأخرى، وعندما يهاجم السرطان الثدي يتغير لون الجلد وشكله، ويصبح شكل الجلد أقرب إلى قشرة البرتقالة، والسبب هو مهاجمة القنوات الليمفاوية وإغلاقها وحدوث استسقاء في الثدي. ويبشر الأطباء مرضى سرطان الثدي بأن الأمل أصبح كبيراً في الشفاء، ويبعث على التفاؤل أكثر من السنوات الماضية، ففي الـ 25 سنة الأخيرة توصل الأطباء إلى إنجازات رائعة في الكشف المبكر وأيضاً العلاج بنسب مرتفعة جداً لمرض سرطان الثدي، فانخفضت أعداد الوفيات بهذا المرض، وظل الكشف عن سرطان الثدي حتى عام 1976 يعني استئصال الثدي بالكامل، وإزالة جميع أنسجته مع الغدد الليمفاوية الموجودة في الإبط والعضلات تحت الثدي، أما الآن فلا تحدث عمليات استئصال الثدي كاملاً إلا في حالات نادرة جدا، وأصبح الآن العلاج المتوفر يعطي نتائج جيدة لجميع أعمار السيدات. ويقول الأطباء إن السبب الرئيسي للإصابة بمرض سرطان الثدي غير معروف، إلا أن هناك بعض الأسباب التي ربما يكون لها دخل مباشر أو غير مباشر للإصابة بهذا المرض، ومن الممكن أن تكون المسببات في الاستخدامات الطبيعية اليومية، أو العوامل الأخرى مثل العامل الوراثي الذي يزيد من فرصة الإصابة بالمرض، فالنساء اللواتي لديهن تاريخ وراثي من المرضِ، أكثر عرضةً للإصابة به، كما أن التعرض للإشعاعات له دور بالإصابة في المرض، كما يمكن أن يكون بسبب وجود بعض النتوءات والكتل الحميدة في الثدي، أو بسبب كثافة أنسجة الثدي، أو البلوغ المبكر أو انقطاع الطمث المتأخر، أو الإفراط في شرب الكحول، أو كثرة التدخين، أو السمنة المفرطة، أوتناول بعض الأدوية التي تحتوي على هرمونات تحدث ارتباكاً وضرراً، أو تاريخ عائلي بالإصابة بهذا المرض. ويوضح الأطباء أن من أسباب سرطان الثدي التقدم في العمر، فأكثر من 82% من النساء اللاتي يعانين من سرطان الثدي من تخطت أعمارهن 50 عاماً، وكلما تقدمت المرأة في السن زاد احتمال إصابتها بسرطان الثدي، كما أن لعامل الإستروجين دوراً أيضا للإصابة بهذا المرض، فالنساء الأكبر سناً اللاتي دخلنا في سن اليأس أكثر عرضةً للإصابة بمرض سرطان الثدي، والسبب أن الجسم تعرض لهرمون الإستروجين لفترة أطول، والتعرض لهرمون الإستروجين يبدأ عند بداية الدورة الشهرية، وينخفض بشكل كبير عند انقطاع الطمث، والإصابة أيضاً بالسمنة المفاجئة بعد سن اليأس، وانقطاع الطمث يجعل النساء أكثر عرضةً لزيادة في الوزن، وبالتالي احتمالية الإصابة بمرض سرطان الثدي. وينبه الأطباء على بعض الأدوات التي تستعملها المرأة في الحياة اليومية العادية ويمكن أن تؤذيها، ومنها الشامبو، وفي آخر تحذير للمنظمات العالمية قالوا إن هناك 100 نوع من الشامبوهات تسبب السرطان، لأنها ملأى بالمواد الكيماوية الضارة جدا مثل الصوديوم، وأيضا ستائر البانيو أو الحمام البلاستيك يمكن أن تتسرب منها مواد كيماوية سامة، والبديل استبدال الستارة البلاستيكية بأخرى صحية، وأيضا يحذر الخبراء من معطر الجو الرديء، لأنه مكون من مواد كيماوية مسرطنة، يمكن أن تصيب خلايا الجسم بالضرر، وتسبب حساسية الصدر، وتؤثر في الصحة الإنجابية، كما يحذرون من استخدام مزيل العرق الرخيص، المصنوع من مواد مضرة، تلتصق بالجسم فترة طويلة، وتتفاعل معه ويمتصها، وينصح الأطباء باستخدام مزيل عرق مكون من مواد طبيعية. ويوضح الأطباء أن حوالي 50% من الشمع يحتوي على فتيل رصاص وخصوصا الشمع المعطر، وهذا الفتيل يصدر رصاص أكتر 6 أضعاف من الفتيل العادي، وهذه الكمية خطر كبير على الأطفال، وتسبب تسمم الرصاص، والتعرض المتكرر للرصاص يسبب أضراراً كثيرة على جسم الأطفال والكبار، ويشير الأطباء إلى وجود كيماويات في الإيبوكسي، والماركر البيرمينات، والألوان الأكريليك، والأسمنت المطاطي وكلها مواد مرتبطة بالسرطانات وضمور الأعضاء، والأطفال أكثر عرضة للأمراض من هذه الكيماويات لأن جهاز المناعة لم يكتمل، وينصح الأطباء الأمهات بالبحث عن الألوان التي لا تحتوي على أي مواد كيماوية للأطفال. ووضع الأطباء بعض الشروط للوقاية من هذا المرض، ومنها الاستمرار في الرضاعة الطبيعية للأطفال لأطول فترة ممكنة، وعدم اتخاذ قرار فطام الطفل بحجة المحافظة على الشكل العام للجسم، حيث إن الرضاعة الطبيعية من العوامل التي تساعد على تجنب مرض سرطان الثدي، وأيضاً الحرص على تناول العقاقير المثبطة لهرمون الإستروجين بعد بلوغ سن الستين، عند السيدات اللاتي يحتمل أن تتوافر لديهن عوامل الإصابة بسرطان الثدي، وينصح الأطباء بتجنب الأدوية التي تحتوي على الهرمونات عند انقطاع الدورة الشهرية، وتجنب شرب الخمور تماماً، وتجنب التدخين الإيجابي والسلبي، والالتزام بنظام غذائي صحي متكامل، وتجنب زيادة الوزن والإفراط في الوجبات الدسمة التي تخل بحيوية الجسم ونشاطه ووزنه، وأخيراً ممارسة نوع من التمارين الرياضية بشكل منتظم وممنهج، حتى ولو كان المشي يومياً ما يقرب من نصف ساعة. ويوضح المختصون أن هناك مضاعفات لمرض سرطان الثدي ومنها: انتقال الورم وانتشاره في مناطق أخرى في الجسم، والإصابة بالتهابات كبدية مختلفة، والإصابة بفقر الدم، كما يؤدي استئصال الثدي في كثير من الحالات إلى اضطرابات نفسية وعصبية وإحساس بفقدان عنصر مهم من عناصر الأنوثة في المرأة مما يجعلها عصبية ومكتئبة وحزينة. يقول الأطباء إن في المراحل الأولى والمبكرة لمرض سرطان الثدي لا تظهر أية أعراض، ولكن تظهر فيما بعد، ويشير الأطباء أن من هذه الأعراض نمو وتضخم الأنسجة المكونة للثدي، وخروج سائل من الحلمة يعتبر مؤشراً مهما ًومؤكداً على الإصابة بسرطان الثدي، سواء إذا كان هذا السائل مخلوطاً بالدم أو إفرازات صفراء، ويعتبر الإفراز باللون الأحمر المخلوط بالدم علامة لإصابتها بسرطان الثدي، وتظهر نتوءات صلبة تحت الجلد في منطقة الثدي والإبط، وحدوث تغيرات غير طبيعية وملحوظة في ثدي المرأة، مثل وجود أورام وانتفاخات، وتراجع الحلمة أو تسننها، وتغير حجم أو ملامح الثدي، وتغير في ملمس الجلد وطبيعته ولونه في منطقة الثدي، وتسطح أو تسنن الجلد الذي يغطي الثدي، وظهور احمرار أو ما يشبه الجلد المجعد على سطح الثدي، مثل قشرة البرتقال، والشعور بألم وتيبس وثقل في الثدي. كما أن الأعراض يصاحبها آلام في الصدر أو الإبط، وهذه الآلام غير مرتبطة بفترة الحيض، حيث تختلف عن آلام فترة الحيض، لأن آلام الحيض تختفي بمجرد زواله، بينما آلام سرطان الثدي تبقى مستمرة طوال الوقت، ويظهر تورم في إحدى الإبطين، وارتفاع في درجة حرارة الثدي بمعدل مُلاحَظ عن بقية أعضاء الجسم، ويصاحب المرض الإحساس بحكة في الجلد، واحمرار حول الحلمة، وظهور قروح، لأن الخلايا السرطانية تعمل على سد الأوعية الليمفاوية، ما تسبب احمراراً، وظهور دمامل وبقع حمر في الجلد. ويقول الأطباء إن المرأة تشعر في المرحلة المتقدمة من السرطان، بضيق في الصدر، وصعوبة في التنفس، وسعال مستمر ومزمن، مما يدل على أن السرطان انتقل إلى الرئتين، وأثبتت الدراسات الحديثة أن الشعور بالتعب والإجهاد والأرق هو العرض الأكثر شيوعاً وانتشاراً بين حالات مرضى سرطان الثدي، وعلاج السرطان يسبب حدوث خلل في الجهاز الهضمي، نتيجة عدم اتباع نظام غذائي صحي، وأيضا يؤدي الى الشعور بالغثيان، والتقيؤ، وقلة النوم، وتفقد المرأة المصابة بالمرض الشهية وبالتالي فقدان ملحوظ بالوزن. وينصح الأطباء وخبراء التغذية بتناول بعض الأطعمة لمحاربة سرطان الثدي، ويوجد كثير منها متوفر بشكل طبيعي بالوجبات، والتي أثبتت فاعليتها، ومنها الكرنب وهو من العائلة الصليبية والتي تنتمي للخضراوات، ويحتوي على مواد مضادة للسرطانات بأنواعها المختلفة، ويحمي من سرطان الثدي عن طريق تنشيطه لهرمون الإستروجين، وأثبت الباحثون أن البروكلي يحتوي على مادة sulphurophanes، وهي سبب طعمه المر، وتقوم هذه المادة بتعزيز أداء إنزيمات الكبد، والتي تخلص الجسم من السموم، ونسبة هذا الإنزيم منخفضةً عند النساء المصابات بسرطان الثدي. وأثبتت الكثير من الدراسات أن الثوم والبصل بهما مواصفات مكافحة السرطانات، وخاصة سرطان الثدي والبروستاتا، وكذلك مادة الكويرسيتين الموجودة في البصل لها تأثير مضاد لسرطان الثدي، ويعمل أيضاً على الحفاظ على الأنسجة في الجسمِ، وتثبيط تلف الخلايا، ويحتوي البصل على فيتامين E،C، المضادين للأكسدة، وتقوية المناعة وحماية الجسم، ويحتوي الثوم والبصل على الكثير من المواد المضادة للسرطان، مثل الأليسينو والسيلينيوم، وأيضا سمك الماكريل والسلمون، يعملان على تخفيف الخطر من الإصابة بسرطان الثدي، بسبب احتوائهما على الأوميغا 3، وهو عنصر يثبط نمو الأورام السرطانية، ويقوي جهاز المناعة. ويقول الأطباء إن الطماطم تحتوي على مضادات قوية للأكسدة، مثل الفلافينويدز ومادة الليكوبين الموجودة في قشرة الطماطم، وتلعب دوراً في تخفيف خطر الإصابة بسرطان الثدي والأنواع الأخرى، وتحتوي أيضاً على عناصر الكالسيوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والحديد، والفسفور، مما يجعلها مفيدة جداً في تقوية مناعة الجسم، وأيضا التوت البري يحمل خصائص مضادة للسرطان، بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة، مثل حمض الإيلاجيك، والأنثوسيانينن، والبيتروستيلبين، وتساهم مضادات الأكسدة في إعاقة وإيقاف انقسام الخلايا المسرطنة في الثدي في مراحل الانقسام الأولى. وأكدت الدراسات أن تناول ملعقة صغيرة من الكركم يساعد على الوقاية من السرطانات ومقاومتها، إضافة لتعزيز عمل العلاج الكيميائي، وتخفف من آثارها الجانبية، فالكركم غني بعناصر مهمة لتقوية المناعة، مثل الألياف الغذائية، والبروتينات، والكثير من المعادن، مثل: الكالسيوم، والنحاس، والصوديوم، ومضادات الأكسدة، والتي تعطيه إمكانية مضادة الخلايا السرطانية، والميكروبات، وينصح الأطباء في المراحل الأولى من السرطان بتصوير الثدي بالأشعة السينية وغيرها من أدوات فحص الثدي، والتي يكون فيها الورم صغيراً، وذلك لإمكانية الكشف المبكر عن المرض وبالتالي سرعة علاجه.
مشاركة :