تحاور البيان سفراء وقناصل الإمارات في الدول المختلفة، ملقية الضوء على الأنشطة والفعاليات التي تنظمها بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج لإطلاع القارئ على الدور المحوري الذي تؤديه في هذه الدول. وساهمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وبعثاتها الدبلوماسية بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في بناء علاقات متينة قائمة على التعاون البناء والاحترام المتبادل مع مختلف دول العالم، وبلغ عدد البعثات التمثيلية للدولة في الخارج 102 بعثة منها 80 سفارة و18 قنصلية و4 بعثات دائمة، فيما بلغ عدد بعثات الدول الأجنبية المعتمدة في الدولة 110 سفارات و73 قنصلية و16 منظمة دولية. اعتادت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة، في العاصمة الفلبينية مانيلا، على أن يكون لها قصب السبق والريادة في العطاء، وخصوصاً في شهر رمضان، مكرسة بذلك نهجاً سار عليه أبناء الإمارات منذ عهد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. نهج العـــطاء الذي لا ينضب، كرسه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفــــظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، فكانت الإمارات سباقة بمد يد العون للشعب الفلبيني المتضرر من الكوارث الطبيعية، وكان آخر هذه المساعدات، توجيه سموه بتخصـــيص 10 ملايين دولار كــتبرع لضحايا إعــصار هـــايان، الذي ضرب الفلبين في عام 2013. بعثة الدولة في مانيلا بجمهورية الفلبين، تقوم بجهود حثيثة في مجال تعزيز العلاقة الثنائية بين شعبي البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية، وذلك عن طريق القيام بعدد من الأنشطة والبرامج. وقال موسى عبد الواحد الخاجة سفير الدولة لدى الفلبين لـ البيان، إن السفارة منذ سنوات عديدة، تقوم بتقديم المساعدات الإنسانية في المجالات المتعددة، مثل توزيع التمور خلال شهر رمضان، وزكاة الفطر وكسوة الأطفال وإعداد وجبة الإفطار. وأضاف أن هناك العديد من الهيئات الخيرية والإنسانية العاملة في الفلبين، مثل مؤسسة زايد للأعمال الإنسانية والخيرية، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية والخيرية، التي تقوم بإعداد وجبة الصائم خلال شهر رمضان، وزكاة الفطر وكسوة العيد للأطفال والفقراء، إلى جانب أعمال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، المتمثلة في البرامج التعليمية والصحية، عن طريق بناء وتأهيل المدارس والمراكز الصحية في مناطق سامار الشرقية والغربية، وتوزيع المواد الضرورية لضحايا إعصار موفا في جنوبي الفلبين، كما عملت مؤسسة دبي للعطاء الإنسانية، على تنفيذ برنامج الأسس السليمة، وتطوير المهارات، وتوفير التعليم للمراهقات في الفلبين في أكتوبر 2014، وتم إطلاق مشروع مؤسسة نور دبي لمكافحة العمى في نوفمبر 2014، ومشروع مؤسسة آل مكتوم لتوزيع الكسوة للأطفال المحرومين في الفلبين في شهر سبتمبر من عام 2012. أوقات وعن كيفية قضاء أفراد البعثة وأبناء الجالية الإماراتية، شهر رمضان في الفلبين، سواء من حيث الفعاليات المجتمعية وزيارات الأصدقاء والصلاة وقضاء يوم رمضان، قال السفير موسى الخاجة: خلال الشهر المبارك، يتناول أعضاء البعثة والعديد من أبناء الجاليات المسلمة المقيمة في الفلبين، وجبة الإفطار مع بعضهم البعض، ويقومون بأداء صلاة المغرب والعشاء والتراويح في أحد المساجد. وفي الغالب، تتكون وجبة إفطار الصائم من الأكل المتنوع الخليجي والعربي والآسيوي والهندي، وذلك بسبب تنوع ثقافات المسلمين الذين يتشاركون في تناول وجبة الإفطار، وأما بالنسبة لعدد ساعات الصوم فهي 15 ساعة، وتقل ساعات العمل ساعتين عن فترة الدوام الرسمية خلال الأشهر الأخرى، وفي ما يختص بطبيعة العمل، فإن البعثة تقوم بجميع المهام والأعمال الموكلة إليها من قبل الدولة، أو من قبل البلد المستضيف. ويقوم أعضاء البعثة الدبلوماسية بتبادل الزيارات والمساهمة بإعداد إفطار الصائم، وغيرها من العلاقات الاجتماعية المتعارف عليها خلال هذا الشهر المبارك. مأكولات شعبية وتابع السفير الخاجة: يتشارك المسلمون في جميع أنحاء العالم، في العادات والتقاليد المعروفة خلال شهر رمضان، خاصة في المسائل المتعلقة بأداء الشعائر الدينية خلال الشهر المبارك، حيث إنه في الفلبين، يقوم المسلمون بتبادل الزيارات والدعوات في ما بينهم، وفيها يتم تقديم المأكولات الشعبية المحببة للفلبينيين، سواء في المساجد الكبيرة أو على مستوى المجتمعات المسلمة الموجودة في العاصمة مانيلا، وأما في جنوبي الفلبين، والتي يقطنها غالبية المسلمين، فإن عاداتهم مشتركة خلال الشهر المبارك، وتتخلل اليوم، العديد من الأنشطة وتبادل الزيارات بين الأسر وأفراد المجتمع المسلم، وهنا، تشترك العادات والتقاليد والطقوس اليومية في الكثير من الأمور بين المسلمين. الاحتفال بعيد الفطر ويقوم أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي، بالاحتفال بعيد الفطر، بأداء شعيرة الصلاة في سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة الفلبينية مانيلا، وبعد الانتهاء من الصلاة، يتم تبادل التبريكات والتهاني بالعيد، وإلى جانب قيام رؤساء البعثات وأعضاء السلك الدبلوماسي بتبادل الزيارات في ما بينهم وبين الأصدقاء من المسلمين الموجودين في مانيلا. وأما على مستوى الأسر وعوائل الدبلوماسيين، فتقوم هذه الأسر بتبادل الزيارات العائلية. يشار إلى أن السفير موسى عبد الواحد الخاجة، يعتبر ثالث سفير للدولة لدى جمهورية الفلبين، وقد قدم أوراق اعتماده للرئيسة السابقة جلوريا أرويو في الـ 25 من فبراير 2010. وتضم البعثة، بالإضافة إلى السفير عيسى عبد الله السماحي، السكرتير الثاني، إلى جانب الموظفين المحليين. تميز وأكد السفير موسى الخاجة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الفلبين، ترتبطان بعلاقات سياسية ودية، تقوم على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما، والاعتراف المشترك بالمواثيق والمعاهدات الدولية، وقد شهدت علاقات البلدين، تطوراً ملموساً في العديد من المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية منها، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بصورة ملحوظة عما كان عليه في السابق. زيارات متبادلة وعن مستوى الزيارات المتبادلة بين مسؤولي حكومتي البلدين، أشار السفير إلى أن الرئيسة السابقة جلوريا مكاباغال ارويو، قامت بعدة زيارات إلى الدولة، وقام سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، بزيارة الفلبين في أكتوبر 2010، كما قام نائب الرئيس الفلبيني جيمومار بيناي، بزيارة للدولة في مطلع عام 2011، وكذلك في مطلع عام 2013، للمشاركة في أسبوع أبوظبي للاستدامة، والقمة العالمية السادسة لطاقة المستقبل، ممثلاً لرئيس جمهورية الفلبين، بينيغيو سيميون أكينو الثالث، وزيارته الأخيرة للدولة في منتصف شهر يناير 2016، وأما من جانب المسؤولين الكبار في الدولة، فقد جاءت زيارة معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، والوفد المرافق له إلى الفلبين، في الفترة 24-26 فبراير 2014، ضمن تعزيز أطر التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية، والبحث عن فرص الاستثمارات. وأضاف الخاجة: تعتبر الدولة الشريك التجاري الأهم على مستوى الدول العربية للفلبين، فتحتل المركز الأول عربياً في إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية، أما بخصوص إجمالي التجارة بين البلدين، فتأتي في المركز الـ 13 عالمياً، والثاني عربياً، بعد المملكة العربية السعودية. وتمثل كل من طيرن الاتحاد والإمارات، أهم الدعامات الأساسية للعلاقات التجارية بين البلدين، بالإضافة إلى التبادل التجاري في النفط والسلع والبضائع الأخرى، وقد بلغ الميزان التجاري لعام 2014، حوالي 256.177.716 دولاراً أميركياً، وفقاً للتقارير الصادرة من وزارة الاقتصاد في الدولة. وترى جمهورية الفلبين في علاقاتها الخارجية مع دول العالم المتعددة، وبالخصوص دول مجلس التعاون الخليجي، أنها دول تتوفر فيها فرص عمل جيدة للعمالة الفلبينية المهاجرة، وعلى ضوء ذلك، تقوم الحكومة الفلبينية بوضع خطط استراتيجية، تهدف إلى الاستفادة من الإمكانات والقدرات التي تتوفر في تلك الدول. وتابع: هناك علاقات قوية في مجال العمل، حيث تشير البيانات الرسمية إلى أن الإمارات العربية المتحدة، تعتبر من أهم الدول الجاذبة في المنطقة للعمالة الفلبينية، وذلك لما تتمتع به الدولة من إمكانات متعددة، والفرص التي تتناسب مع العمالة الفلبينية بكل فئاتها، منها الاحترافية والماهرة والعمالة الأخرى في مجال الخدمات، وغيرها من المهن. وتقدر عدد العمالة الفلبينية في الدولة، بمليون فلبيني، يقيمون في الدولة، ويعملون في العديد من المهن والتخصصات، الأمر الذي أسهم بصورة فعالة في دفع العجلة الاقتصادية لكلا البلدين، حيث تقوم العمالة الفلبينية بإرسال حوالات مالية سنوياً إلى الفلبين، لدعم أسرهم، وتحسين مستوى معيشتهم، عن طريق توفير الاحتياجات الضرورية لهم. وتعد الدولة، واحدة من الدول الهامة التي ترسل منها الحوالات المالية إلى الفلبين، ويقدر إجمالي الحوالات المالية المرسلة من قبل العمالة الفلبينية في العالم، بإجمالي يصل ما بين 29 إلى 32 مليار دولار أميركي سنوياً. وجدير بالذكر، أن لدى الشعب الفلبيني صورة جيدة عن الدولة، وقد ترتكز هذه الصورة في حاضر ومستقبل الدولة، ومن خلال معرفة الشعب الفلبيني بالتطور والتقدم الذي تشهده الدولة، وفي المجالات المتعددة، ويشير المسؤولون الفلبينيون خلال المناسبات الرسمية والشعبية دوماً، إلى الجهود التي تبذلها الدولة في توفير الأمن والسلامة وبيئة العمل السليمة للعمالة الفلبينية في الدولة، وإلى جانب الجهود الإنسانية خلال فترات الكوارث والأزمات، ببناء المراكز الطبية، وتأهيل المدارس والمرافق الحيوية، وغيرها من الخدمات التي تقدمها المؤسسات والجهات المعنية في الدولة. استثمارات إماراتية متنوعة في مانيلا أكد الســـفير موسى عبـــد الواحد الخاجة سفير الدولة لدى جمــــهورية الفليبين، أن من الاستثمارات القـــائمة بين الإمــــارات والفلبـــين، وجود شركة Dnata Philippines، وهي مملوكة بنســـبة 100 % من قبـــل دنــاتا، وقد تم تأسيــــسها في مطـــار نينيوي أكينو الدولي في مانيلا في عام 1998، وتتضمن عملياتها، توفــــير الخدمات للمسافرين، ونقل الأمتعة وخدمات التدريب، ويبـــلغ عدد العــــاملين في هذه الشركة 400 موظف، للقيام بتنفيذ خـــدمات أكــثر من 2800 رحلة جوية سنوياً، لكل من طيران الإمارات والخــطوط القــــطرية والخطوط الصينية وخــطوط هاواي الجوية، وكذلك شركة موانئ دبي العالمية، والتي تملك حصة كبرى في شركة آسيان تيـــرمينال أينـــكورفورتيد، والتي تعـــمل في مجـــال إدارة وتشغيل وتطوير الموانئ الفلبينية، ومنها مانيلا سوت هاربور، وميناء بتانجاس، ومرفأ ماريفيليس بمقاطعة بتاآن. صورة مشرقة والجدير بالذكر، أن وجود قرابة المليون فلبيني مقيم في الإمارات العربية المتحدة، يعد مصدر تعريف للمجتمع الفلبيني، حيث تبلورت صورة مشرقة وجميلة عن دولة الإمارات، في ما تتميز به من تقدم وتنمية مستدامة في العديد من المجالات، الأمر الذي أسهم بصورة كبيرة، بأن تتجه الأنظار من كل صوب تجاه الدولة، حيث أصبحت الدولة مصدر استقطاب جاذب للعمالة الفلبينية، التي تأمل في إيجاد فرص عمل للدولة. وأشار الســـــفير الخاجة، إلى أن جميع مواطنــــي الدولة السياح القادمون إلــى الفلبين، يقومون بالتعريف بأصالة شعب دولة الإمارات من ناحية الثقافة والحضارة والعادات والتقاليد، وذلك عبر تصرفاتهم واحترامهم للشعب الفلبيـني، وعكس الصورة الجمــــيلة عن الــــدولة والحياة المــزدهرة، ولا يخفى أن سفارة الدولة تقـــوم بتعزيز وتوطيد العلاقات بشتى الطرق الدبلوماسية والشعبية، وفي مجال المساعدات وغيرها. 7107 تتكون جمهـــــورية الفـــلبين من مجمــــوعة من الجزر أرخبيل، عددها 7107 جزر، تقع في منطقة جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادي، وهي مكونة من ثلاثة أقاليم رئيسة، لوزون وبيسايا ومينداناو. وتعبير مانيلا العاصمة الوطنية للفلبين، ويقدر عدد سكانها بثمانية مليون نسمة تقريباً، ويعد مناخها مناخاً استوائياً، وهي من أغنى مناطق التنوع الحيوي في العالم.
مشاركة :