أكد الشاعر خليف الشمري الفائز بجائزة «شاعر شباب عكاظ 2016» عن قصيدة «رسالة إلى الشنفرى» أن «سوق عكاظ» يعتبر أحد أهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي نظرا لحجم الاسماء المشاركة فيه، والمعايير الاحترافية لجميع فروع جوائزه، إضافة لثراء الفعاليات المقدمة في كل عام، ما جعل السوق يصبح متجددا بشكل مستمر بفضل العناية الكبيرة، التي يتلقاها من قبل المسؤولين في المملكة، وعلى رأسهم سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مستشار خادم الحرمين الشريفين. وأشار الشمري في حديثه لـ«الجسر الثقافي» إلى أن فوزه بجائزة بحجم «سوق عكاظ» سيعطيه الدافعية للاستمرار بمزيد من القلق الشعري، والحذر في الإنتاج الأدبي، كما تحدث عن قصيدته الفائزة، وما تحمله من مضامين ترصد الغربة التي يعيشها بعض الاخوة في الوطن العربي. ماذا يعني لك الفوز بلقب شاعر «شباب عكاظ 2016»، خصوصاً عندما تعلم أن هناك اسماء لامعة في سماء الشعر العربي قد سبقتك بهذه الجائزة؟ بالطبع الفوز بجائزة بهذا الاسم والحجم تعني الكثير لأي شاعر، لذلك مشاعري لا توصف، وفرحتي بالتأكيد كبيرة بحجم طموح مَنْ يبحث عن تقديم كل ما هو مميز في سماء الشعر، ولا أخفي عليكم بأني اعتبر الجائزة مشجعا قويا ومحطة في مسيرتي القصيرة، خصوصا عندما أجد اسمي قد اقترن بأسماء كبيرة في عالم الشعر. كيف تلقيت نبأ فوزك بالجائزة، وإلى مَنْ تهديه؟ استمعت للنبأ في القناة الثقافية خلال المؤتمر، الذي عقده سمو الأمير خالد الفيصل، وكانت لحظات جميلة عشتها بالقرب من الاهل والاحباب، لذلك سيكون إهداء الفوز لهم بكل تأكيد، ولكل مَنْ ساهم في صقل وتنمية موهبتي الشعرية، التي سأعمل جاهدا على تطويرها وإثرائها بالمزيد. لماذا اتجهت إلى مسابقة «شاعر شباب عكاظ»، ومَنْ الذي نصحك للتقديم إليها؟ مَنْ منا لا يعرف سوق عكاظ وما تحمله من عراقة وتاريخ ثري تجعل كل الشعراء والادباء يحنون لذاك السوق، الذي احتضن شعراء خلدوا في تاريخ الكلمة والشعر والأدب، ليأتي بعدها السوق في شكله الحالي بعد إعادة إحيائه على يد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مستشار خادم الحرمين الشريفين، ليصبح أحد أهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي، ويكون «ملتقى للحياة» المتمثلة في تعدد وثراء فعالياته. ونظرا لمشاركاتي في عدد من المناسبات الادبية في محافل مختلفة، وجدت تشجيعا قويا وإصرارا من قبل رشيد الصقري نائب رئيس نادي حائل الادبي للمشاركة في السوق، وكانت ولله الحمد مشاركة مشرفة. ما هي قصة قصيدة «رسالة إلى الشنفرى»؟ وكيف ترى التنافس في جوائز سوق عكاظ؟ بالطبع فإن التنافس كبير وملهم نظرا لوجود اسماء مهمة وصاحبة تجربة على الساحة الشعرية، فيما كانت مشاركتي عبارة عن قصيدة تحكي مقاربة للغربة المأساوية التي يعيشها بعض إخواننا في الوطن العربي. ماذا تتوقع أن يقدم لك لقب «شاعر شباب عكاظ» في مستقبلك الشعري؟ الكثير من الاستمرار والدافعية، والمزيد من القلق الشعري والحذر في الإنتاج الأدبي. كلمة أخيرة لمَنْ توجهها؟ كل الشكر والتقدير الجزيل للقائمين على سوق عكاظ ممثلاً براعيه الأمير خالد الفيصل، ولأمينه الدكتور جريدي المنصوري وللجنة المنظمة، لما يقدمونه من جهود جبارة في إحياء فعاليات السوق المتجدد عاما بعد عام، ليصبح الوجهة الاولى لكل عشاق الادب والفن والثقافة عربيا وعالميا. القصيدة الفائزة حزن صعلوك متأخر«رسالة إلى الشنفرى» «أقِـمْ صدورَ» المنايا لستُ ندمانـا «قد حُـمّت» الأرضُ أشواقاً لموتانـا ضاقتْ دوربٌ من الأحلام نعرفها وأسفرَ الموتُ في هزلى مطايانا «قد كان ما كان إن صدقاً وإن كذِباً» لن يتعبَ القلبُ في تفسير ما كانا مُشرّدونَ على الماضي، بطولتُنا: أحزانُـنَـا.. وبقايانـا: بقايـانا مُسافرون.. بلا بابٍ يودّعـنا.. نودُّ أن نجعل التاريخَ مأوانا إنا صعاليكُ هذا العصرِ يا أبتي أجسامنا ذبُـلَـتْ.. شَحّـتْ عطايانا نُصادق الورقَ المحمومَ.. نسرقُـهُ.. همّاً ونُهـديهِ.. ما أقسى هدايانا يا سيّدَ الأزْد.. شِعري لا يطاوعني أفِق! نريدُ لهذا الشِـعر عِصياناً.. أفِقْ.. فقلبُ الليالي راجفٌ.. وأنا طفلٌ وصِدقي غدا زُوراً وبهـتانا والأهلُ بالسِّرِ ساروا.. ما وَفَــوا لـدَمِي والصّحبُ ضلُّوا، ووقتُ الوعي ما حانا في صُحبةٍ من وُرَيـقاتٍ.. وأسئلةٍ وحزنِ روحٍ تمطّى الأرضَ حيرانا نسـير نحو المتاهات التي هرَبتْ منّا.. ونمضي إلى المجهول: إخوانا جراحنا يا أبي تبكي.. وتلعـنُـنَا وأهلنا لم يسيروا في قضايـانا إذا نظرنا إلى المرآةِ.. أخجلَـنا أنّ الوجوهَ انزوت عنها مرايـانا من دمعنا تأخذُ الآدابُ كُحلتَـها وتـــبتـني ناطــحــاتٍ من زوايـانــــا ماذا عن الحبّ؟ هل مازلتَ تسألني؟ قد فارق الحبُّ.. إنساناً وأزمانا بالأمس جاءت من التاريخ عاشقةٌ رأت بلُمعـة هذي العين.. أحزاناً قالت أيبكي شبيهُ الصخر؟ قلتُ لها: في ذمّـة الحزن يبكي الصخرُ أحياناً «لا أرضَ في الأرض».. تسقينا وتحضُنـنَا لا قلب لـلقلب.. كي تسمو خطايانا.. نمضي على العهـد علّ الموت ينـقذُنا في صُحبة الليل.. نُذكي نار نجوانـا.. «نسـتفُّ تُربةَ أرضٍ» أنبتَـتْ وطناً كي يُنبِـتَ الجسدُ الصعلوكُ: أوطاناً! ليتَ الصعاليكَ فجراً غادروا حَـدَقي أو ليتَ عهدَ ليالي الـودِّ.. ما هانا أواهُ! كمْ «ليت» نرجوها: فتصفعنا ظُـلماً.. فليت الذي قد كان: ما كانا!
مشاركة :