معهد واشنطن للشؤون: «الحشد الشعبي».. «حرس ثوري» عراقي

  • 7/2/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ناقش معهد واشنطن المتخصص في الشؤون السياسية والإستراتيجية في ندوة خاصة موضوع الممارسات الطائفية لـ«الحشد الشعبي» العراقي، والدور الذي يلعبه في السيطرة على إضعاف الجيش العراقي وفرض سيطرته على الدولة وتنفيذ المخطط الإيراني الهادف إلى تغيير ديموغرافي طائفي في العراق على حساب السنة. وأعرب المحلل العسكري والخبير المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية مايكل نايتس عن قلقه من أن ميليشيات الحشد الشعبي رسخت أقدامها كقوات قتالية فعّالة في العراق. بعدما أضفى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الشرعية عليها. فمن الناحية الفرضية، يتولى العبادي القيادة الرسمية على ميليشيات الحشد الشعبي، لكن في الواقع يتم التحكم في هذه الميليشيات عملياً من قبل الجماعات السياسية المدعومة من إيران في العراق، مثل «منظمة بدر» و«قوة القدس»، وهي فرع من «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني. وأوضح أنه في الصيف الماضي، وبعد سقوط الموصل وجزء كبير من شمال العراق، بدأت عمليات التصفية لاستعادة الأراضي في مناطق مثل تكريت وقرية آمرلي. وكانت تتصرف بطريقة غير إنسانية في بعض المناطق. ولفت إلى أن أمام «وحدات الحشد الشعبي» مسارين محتملين على المدى الطويل. إذ يمكنها أن تصبح قوة عابرة للطوائف تعمل على غرار «الحرس الوطني»، أو بإمكانها أن تصبح قوة عسكرية موازية على غرار «الحرس الثوري» الإيراني، وتعمل كقوة أمنية شيعية دائمة تقوض «قوات الأمن العراقية» وترفض الدعم الغربي. وسيتحقق أي من هذه النتائج اعتماداً على ما إذا كانت مختلف جماعات «وحدات الحشد الشعبي» ستتعاون مع بعضها بعضا أو تتنافس في ما بينها، وعما إذا كانت تتطلع إلى قيادة العبادي والحكومة العراقية أو إلى طهران. أما زميله الباحث في جامعة ميريلاند المتخصص في شؤون الميليشيات الشيعية فيليب سميث فقال إنه ينبغي إيلاء المزيد من الاهتمام لأنشطة التطهير العرقي التي تقوم بها «وحدات الحشد الشعبي». فمثل هذه الحوادث تحدث إلى حد كبير في جميع أنحاء بغداد، إذ تم طرد معظم السنّة، وكذلك في ديالى والممر الممتد من بغداد إلى سامراء. ويقوم التركيز الحالي لهذه الأنشطة على خلق طوق حماية حول العاصمة. وبالتالي فإنها تشبه المجازر التي وقعت في لبنان بين عامي 1975 و1978، حين كان الهدف هو حماية خطوط الاتصالات التي طوّقت منطقة العاصمة وربطت المناطق الحضرية مع الريف. وألمح إلى أن طهران كانت تشجع قيام تحالفات رمزية عابرة للطائفية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» من خلال إنشاء ميليشيات صغيرة من الأقليات داخل صفوف «وحدات الحشد الشعبي». ومن الأمثلة على ذلك، الجماعات المسيحية «كتائب بابليون» و«كتائب روح الله عيسى بن مريم»، فضلاً عن الفصائل السنية الأصغر حجما. وقد تم تشكيل هذه الميليشيات لخلق وجه غير طائفي لـ«وحدات الحشد الشعبي» وتوسيع النفوذ الإيراني خارج قاعدة إيران الشيعية التقليدية.

مشاركة :