يعد الكذب صفة ذميمة يتحلى بها بعض الأشخاص وتنبذها جميع الأعراف والأديان. فهو يقوم على تزييف الحقائق جزئيا أو كليا أو خلق روايات وأحداث لا صلة لها بالواقع. ويعتقد كثيرون أنه يكفي النظر مباشرة إلى الشخص الكاذب أثناء التخاطب معه لتلحظ ظهور علامات لديه مثل العصبية وعدم التواصل في النظر معك أو مع أي من يتحدث إليه الكذاب، لتكتشف أن هذا الشخص يكذب. ولكن تلك العلامات قد تكون غير كافية لتحمينا من هذه الآفة التي يمكن أن تصادفنا في حياتنا اليومية لذلك وضع علماء النفس علامات ستساعدنا على اكتشاف الكذب وكيفية التعامل معه. 1-الترابط في سرد القصة: يعاني الشخص الكاذب من السهو في بعض الأحيان، الناتج عن اختراع سيناريوهات مغايرة للواقع، ما يرهق دماغه فيجعله يغير في تفاصيل القصة التي يسردها. لمعرفة ما إذا كان ما يقوله كذبا، حاولوا معاودة السؤال في وقت يكون فيه الشخص مشغولا، وغير قادر على التركيز جيدا فيما يقوله. إذا غير في التفاصيل والأحداث، فيمكن أن يكون كلامه غير صحيح. انتبهوا أيضا إذا كان الحديث منطقيا، فالأشخاص الذين يكذبون، يمكن أن يخترعوا أحداثا غير متناسبة مع الظروف أو الواقع الذي يعيشونه. 2- ثق بحدسك: إذا شعرت أن الشخص الذي تتعامل معه يكذب، فإما يكون الشعور ناجما عن خوف أو عن عدم ثقة لخلل فيك أنت، أو أن يكون هو بالفعل كاذبا. لذلك ثق بشعورك وحاول ألا تتجاهله خوفا من مواجهة الشخص أو من خسارته. 3-انتبه إلى لغة الجسد والوجه: عند سؤالك الشخص الذي يكذب عن مضمون الحديث، راقب لغة الجسد. ستجده مضطرباً حتى لو حاول أن يظهر تماسكه، لكن بعض التحركات البسيطة، يمكن أن تشير إلى أنه غير مرتاح. ذلك أن الجسد والنفس مرتبطان ومتواصلان خصوصاً في الأوقات الحرجة. انظر إلى اليدين فستجدهما في وضعية انطواء، كأنه يحاول إخفاء أمر ما. حتى الكتفان تكونان في بعض الأحيان مشدودتين ومتوترتين. ولون بشرة الوجه يصبح أكثر احمراراً، وذلك هو تعبير طبيعي عن خوفه من أن ينكشف. كما أن نظراته تصبح غير مباشرة، وينقلها في جميع الاتجاهات أثناء الحديث. والتعرق وعض الشفتين أيضاً هما مثابة إشارات يمكن أن تكون موضع شك، كما نبرة الصوت ورجفانه، إذ يصبحان غير منسجمين، فضلاً عن التردد خلال الكلام. ويبقى الأهم وهو مراقبة الشخص حين يقول الحقيقة، قبل الحكم عليه. فإذا لمستم فرقاً في التصرف، يكون شككم في مكانه. 4-هل يسحب الطرف المقابل نفسه من الحديث؟: الأشخاص الذين يكذبون يحاولون سحب أنفسهم من الحديث الجاري والتركيز على أشخاص آخرين، بهدف المراوغة ونقل التركيز. وهم يعتقدون بذلك أن المستمع لن يركز عليهم بل على الآخرين، وإن كان استحضار هؤلاء في أحداث القصة غير مهم أو ثانويا. 5-كثرة التفاصيل: القاعدة الأساسية للتحادث المثمر هي الوضوح والإيجاز، لذلك فإن الأشخاص الذين يكثرون من شرح التفاصيل يجازفون بصدقيتهم. فالفكرة لا يمكن أن تصل بوضوح للمستمع، إذا لم تكن واضحة في ذهن الشخص نفسه. وحين يكذب يصبح في موضع الشرح، ما يمكن أن يوقعه في تناقضات ومغالطات في السرد. م . م/م.ب;
مشاركة :