شخصت الباحثة المتخصصة في مجال مكافحة الإرهاب الدكتورة انتصار فلمبان أسباب تنامي حركات العنف في المنطقة، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام الماضي 2013م، موضحة أن المتغيرات التي طرأت على المنطقة ساهمت في تنامي العنف. واعتبرت فلمبان أن مبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإنشاء جهاز للشرطة لدول مجلس التعاون الخليجي من المبادرات القيمة، التي سوف تساهم بشكل كبير في التصدي إلى مختلف الصور الإجرامية سواء الوطنية أو العابرة للحدود الوطنية بما فيها الجرائم الإرهابية. ودعت الباحثة أمام تعدد المخاطر الداخلية والخارجية، إلى تعزيز التعاون الأمني والقانوني والقضائي الذي يعد إحدى الركائز الأساسية التي تعمل على التصدي لمختلف المخاطر في شكل تبادل الخبرات والمعلومات والبيانات وتسهيل الإجراءات الإدارية من أجل ملاحقة الجناة والمتهمين بشكل يحقق التوازن ما بين معيار المكافحة واحترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وقالت إن بعض المجموعات المتطرفة في مصر واليمن وغيرهما من دول ما يسمى بالربيع العربي استغلت هذه المتغيرات من أجل استهداف المؤسسات الأمنية والعسكرية، مثل ما شاهدناه في كل من تونس وليبيا واليمن ومصر، وهناك عمليات إرهابية نفذت ضد مقرات البعثات الدبلوماسية أو أفراد البعثات الدبلوماسية. وحول أسباب اتساع دائرة الأنشطة الإرهابية، أفادت أن هناك أسبابا متعددة لاتساع هذه الظاهرة المدمرة للسلم والأمن الأهلي، وفي مقدمة هذه الأسباب المتغيرات العالمية والإقليمية التي شهدها العالم وخاصة العالم العربي خلال السنوات القليلة الماضية والانفلات الأمني في بعض الدول العربية نتيجة انهيار المؤسسات الأمنية، مضيفة أن عدم التوافق الوطني وتضارب المصالح ما بين الشركاء الوطنيين من أبرز الأسباب. ولفتت إلى أنه على الرغم من وجود مجموعة الاتفاقيات الدولية والإقليمية العربية لتعزيز التعاون الدولي ما بين أطراف المجتمع الدولي، تظل هذه الأخيرة غير قادرة على مواجهة التحديات العالمية والإقليمية، مما جعل مجموعة من الدول والمنظمات الإقليمية العربية وغيرها تأخذ المبادرة لطرح مجموعة من المقترحات والحلول لمواجهة هذه الظاهرة التي تعيق تحقيق التنمية المستديمة لكل أطراف المجتمع الدولي والإقليمي والمواطن العربي الذي أصبح الآن الهاجس الأمني هو من ضمن الأولويات.