«ولدت وعشت طفولتي في الكويت، وقضيت فترة مراهقتي مع أصدقائي بمنطقة النقرة مكملاً دراستي الثانوية في مدارسها». هكذا استهل الفنان والملحن المصري مصطفى شوقي حواره مع «الراي»، مشيراً إلى أنه تأثر كثيراً بالفن الكويتي وفنانيه الكبار نبيل شعيل وعبدالكريم عبدالقادر ونوال الكويتية وغيرهم، كما تأثر أيضاً بالشاعر عبداللطيف البناي والملحن الراحل راشد الخضر، ومشيراً إلى بدايته الفنية التي كانت في العام 2003 من خلال ألبوم غنائي بعنوان «حبيبته». الطريف أن شوقي رأى أن من يستمع إلى الأغاني التي يقدمها وهو لا يعرف جنسيته الحقيقية، قد يعتقد للوهلة الأولى أنه سوداني أو خليجي أو ليبي، معتبراً هذا دليلاً على أن الشخصية العربية هي الموجودة والمسيطرة في صوته. شوقي الذي انقطع سنوات عن الغناء مركّزاً خلال تلك الفترة على التلحين فقط، أرجع السبب إلى القرصنة الإلكترونية وانتشار الأغاني في مواقع الإنترنت ما جعل شركات الإنتاج تقلل من نشاطها تفادياً للخسارة المادية، وما جعله في تلك الفترة يتعاون مع الفنان حميد الشاعري في عدد من الأعمال الناجحة، حتى جاءته الفرصة التي كان ينتظرها عندما استمع إلى صوته المنتج والمخرج والشاعر نصر محروس، فوقّع معه أخيراً عقداً لتقديم خمسة ألبومات غنائية خلال الفترة المقبلة. وتطرق في حواره إلى أمور أخرى عديدة، منها عدم لجوئه إلى برامج الهواة خلال فترة ركوده، ورأيه في المغنين الذين يظهرون كل يوم على الساحة الغنائية، وأيضاً في الفيديو كليبات التي اعتبرها أحد الأضلاع المهمة في صناعة الأغنية، وفي ما يأتي التفاصيل: • نعرف أنك من مواليد الكويت، فما الذي استفدته من نشأتك هنا؟ - ولدت وعشت طفولتي هنا في كنف والدين تربويين عملا كموجهين في وزارة التربية أحدهما في اللغة العربية والآخر في الرياضيات، وقضيت فترة مراهقتي مع أصدقائي بمنطقة النقرة مكملاً دراستي الثانوية في مدارسها. وأمضيت فترة مهمة في حياتي بالكويت مكوّناً شخصيتي على المستويين الإنساني والفني، وخلال تلك الفترة تأثرت بالأغاني التي قدمها كبار النجوم مثل نبيل شعيل وعبدالكريم عبدالقادر ونوال الكويتية وغيرهم الكثير، والتي صنعها نجوم في مجالهم هم عبداللطيف البناي والملحن الراحل راشد الخضر، جنباً إلى جنب استماعي إلى الأغاني المصرية القديمة التي قدمها محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ. • بما أنك مقلّ كثيراً في ظهورك الإعلامي... حدّثنا عن بدايتك الفنية وانطلاقتك في هذا المجال؟ - بدايتي الفنية كانت من خلال ألبوم غنائي أطلقته في العام 2003 حمل عنوان «حبيتيه» من إنتاج شركة «feeling art»، بعدها أطلقت فيديو كليب لأغنية «إمسك حرامي» وكليب لأغنية «الله يصبرني»، ومن ثم تعرفت إلى الفنان حميد الشاعري في العام 2006 والذي أعتبره مدرسة خاصة، فتعاونت معه في العديد من الأغاني الناجحة، كما ركزت على مجال التلحين فتعاونت مع كبار الفنانين منهم نانسي عجرم، ديانا حداد، مصطفى قمر، مي سليم، لطيفة التونسية، حميد الشاعري، راغب علامة، وليلى غفران، وقبل عام أطلقت كليب أغنية «المود». أما آخر كليب أطلقته، فهو لأغنية «أمي مدرسة الأيام». • هل تعتقد أن غناءك اللون الخليجي بإتقان يجعلك مميزاً عن سائر زملائك في مصر؟ - من يستمع إلى الأغاني التي أقدمها وهو لا يعرف جنسيتي، قد يعتقد لوهلة أنني سوداني أو خليجي أو مصري أو ليبي، فالشخصية العربية هي الموجودة والمسيطرة في صوتي، وهو ما يلفت نظر كل جمهوري إليّ. • لكنك انقطعت فترة طويلة عن الغناء، وركّزت على التلحين فقط، وفي الآونة الأخيرة عدت للغناء مجدداً... ما سبب هذا التذبذب؟ - بسبب القرصنة الإلكترونية وانتشار المواقع على الإنترنت، ما سبّب مشاكل لشركات الإنتاج الكبيرة، ودفعها إلى التقليل من إنتاجها، لذلك لم تكن لدي فرص كبيرة مع شركات الإنتاج في تلك الفترة للتواجد، وأيضاً الظروف السياسية التي مرّت بها مصر خلال السنوات الأربع الماضية جعلت المنتجين يشعرون بالخوف والبعض منهم أقفل شركته، لذلك اكتفيت فقط بالتعامل مع الفنان حميد الشاعري حيث قدمنا مجموعة كبيرة من الأغاني. • وأخيراً وجدت فرصتك الحقيقية مع المنتج نصر محروس... حدثنا عن ذلك؟ - نعم هذا صحيح، وجدت فرصتي الحقيقية مع شركة «فري ميوزيك» التي يملكها المنتج والمخرج والشاعر نصر محروس، الذي قدّم للساحة مجموعة من أفضل الفنانين ممن أثبتوا جدارتهم مثل تامر حسني وشيرين عبدالوهاب وبهاء سلطان وغيرهم، وفعلاً تشرفت بتوقيع عقد معه على إنتاج خمسة ألبومات، وأتمنى أن يحوز كل ما سأقدمه من أعمال غنائية على رضا الجمهور. • غياب عشر سنوات ظهر خلالها مطربون كثرٌ... ألا تخشى أن يكون البساط قد سُحب من تحتك؟ - لو ركّزت في العشر سنوات التي مضت وفي شكل المطربين الذين ظهروا على الساحة بعيداً عن برامج المواهب الغنائية التي تدعم من يشارك بها، لوجدت أنهم قلّة... هذا إن كانوا موجودين أصلاً. وهذا يعني فعلاً أن شركات الإنتاج شبه اندثرت، ولا يوجد سوى واحدة أو اثنتان على مستوى الوطن العربي كله من تعمل بثقل ووزن، وهذا هو ما سبّب مشكلة لتقديم أصوات كثيرة خارج نطاق البرامج. • رغم ما تقوله حول اندثار شركات الإنتاج، لكن هناك عدداً من المغنين يظهرون على الساحة بين فترة وأخرى... كيف ذلك؟ - ظهور فنان في الساحة الغنائية كل يوم أمر سهل جداً، إذ ليس عليك سوى تسجيل أغنية واحدة وتحميلها على «يوتيوب» وقد يحالفك الحظ بأن تنجح وتحقق أصداء، لكن الصعوبة تكمن في الاستمرارية، لأن الظهور على الساحة بات له نوافذ عديدة غير التلفاز منها المحطات الموجودة في الإنترنت وبرامج «السوشيال ميديا» كافة. • الفيديو كليبات أيضاً تساعد على نجاح الأغنية والفنان؟ - مئة في المئة أؤيد هذا الأمر، إذ إن الفيديو كليب يعتبر من ضمن الأضلاع المهمة في صناعة الأغنية، لأن المشاهد يريد صوتاً وصورة وتعتبر بذلك وجبة متكاملة. وعلى الصعيد الشخصي أقدم دوماً ما أريد تبعاً للون الذي أتبعه، وليس كما يشاع «مثل ما الجمهور عاوز، لأنو ما فيش حاجة اسمها مثل ما الجمهور عاوز» وهذه المقولة ليست في قاموسي، والسبب أننا لا نعرف ما الذي يريده الجمهور أساساً، وفي حال كنّا نعرف لكان أي فنان حقق النجاح. • كملحن مع من لا زلت ترغب في التعامل؟ - كملحن أحترم التعامل مع أي فنان يقدّم ألحاني بشكل جميل، بغضّ النظر عن الأسماء سواء كانوا مشاهير أو في بداية المشوار، ولو هناك أصوات متميزة ستضيف إلى ألحاني وستغنيها بشكل رائع أتشرف بالتعامل معها. • بعد السنوات التي قضيتها في الفن، هل ترى أنك حققت جزءاً من طموحك؟ - بحمد الله أنا أصعد السلم إلى الأعلى، ومع ذلك لا أنكر أن صعودي بطيء نوعاً ما لأن الحظ لم يسعفني في الماضي، وبالمقابل هناك زملاء فنانين لي ظهروا معي في الوقت نفسه وحققوا شهرة واسعة بدعم من شركات إنتاج كبرى، مثل تامر حسني، شيرين عبدالوهاب، خالد سليم، ومحمد حماقي، لكن بالرغم من ذلك ما زلت مستمراً في الصعود ولم أرجع إلى الخلف أبداً. • على أي أساس تنتقي أغانيك؟ - دوماً تراني أختار كلمات الأغاني التي تقدّم مواضيع إنسانية، وفي الوقت نفسه لا أبتعد في بعض الأحيان عن أغاني الحب، لأنني على قناعة بأن الفنان يجب أن ينوّع حتى لا يشعر المستمع بالملل، وكذلك الأمر ينطبق على الشاعر والملحن. • بما أنك تتقن اللهجة الخليجية، ألا يوجد تعاون مع شاعر أو ملحن خليجي قريباً؟ - تشرفت بالتعاون قبل مدّة مع الشاعر الكويتي يوسف الشطي من خلال أغنية «إقضب إيديني»، وأطمح إلى التعاون مع المبدعين في الساحة الكويتية على جميع الأصعدة من ملحنين وشعراء وأيضاً أن أقدم ألحاناً للمطربين هنا، خصوصاً أنه حصل اتفاق مبدئي في السابق مع الفنان حمود ناصر لم يكتمل وأيضاً مع بشار الشطي ولم يكتمل.
مشاركة :