منى أبو حمزة لـ «الراي»: أرفض مقولة... «الجمهور عاوز كده»! - مشاهير

  • 12/7/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«أرفض المقولة الشهيرة: الجمهور عاوز كده»! هكذا تقول الإعلامية منى أبو حمزة، رافضةً ما سمته «برامج تلفزيونية لبنانية تعتمد على البذاءة»، حتى إذا كانت تستقطب جمهوراً كثيراً، محذرةً من «أن مثل هذه البرامج تسيء إلى الفتاة اللبنانية لأنها تعكس صورة زائفة عنها وكأنها كذلك»، وماضيةً في الرفض حتى ذروته بقولها: «لو كنت وزيرة للإعلام لأوقفت هذه البرامج تماماً». «الراي» التقت أبو حمزة التي تلقَّب بـ «أميرة الإعلام العربي»، والتي تطل حالياً في تجربةٍ تلفزيونية جديدة، هي برنامج بعنوان «حكايتي مع الزمان»، إلى جانب مشاركتها في لجنة تحكيم برنامج «ديو المشاهير»، حيث تلفت الأنظار دائماً بأنها تتقن التعامل مع أي برنامج تقدّمه أو تشارك فيه على صعيدي المضمون والشكل معاً، الأمر الذي ينعكس نجاحاً على كل التجارب التي خاضتها حتى الآن. أبو حمزة تطرّقت في حديثها مع «الراي» إلى جوانب من حياتها الشخصية، إضافة إلى مسيرتها المهنية وإطلالاتها الحالية على الشاشة الصغيرة، ورؤيتها للتمثيل وزوايا أخرى... وفي ما يأتي تفاصيل الحوار: * تطلّين من خلال برنامج جديد بعنوان «حكايتي مع الزمان». كيف تلمسين الأصداء خصوصاً أن كل شيء يوحي بالإيجابية؟ - حتى الآن، الأصداء الأوّلية إيجابية بالفعل، لأننا لا نزال في الحلقة الثالثة. هناك تَفاعُل مع الضيوف إلى حد كبير، عدا أن المشاهدين يحبون مشاهدة النجوم، وهم في مراحل عمرية مختلفة. الجميل أن الضيوف يقولون: «قلنا أشياء نقولها للمرة الأولى». هناك جملتان تتكرّران عند كل الضيوف وهما «أنا اكتشفتُ في نفسي أشياء لم أكن أعرفها»، و«أنا أخرجتُ أشياء كانت تُتْعِبُني». * يُعرف عن الفنانين أنهم ديبلوماسيون. فهل لمستِ صدقاً حقيقياً عندهم أم أن الأمر لا يخلو من بعض الديبلوماسية؟ - إذا كانت هناك ديبلوماسية في الجزء الأول من المقابلة، فإنها تخفّ في الجزء الثاني، وتختفي في الجزء الثالث. أعماق الفنانين الداخلية جميلة جداً، وهم تَحدّثوا من دون أي تَصنُّع وكانوا حقيقيين، والحقيقة جميلة دائماً. * هل يمكن القول إن برنامجك الجديد «حكايتي مع الزمان» هو الأفضل مقارنة مع البرامج الأخرى التي قدّمتِها حتى الآن، خصوصاً أنه يتميّز بطابعه الإنساني؟ - «حكايتي مع الزمان» يتميز بأن فيه وقتاً أطول للتواصل الإنساني، بينما في «حديث البلد» يحول عنصر الوقت دون ذلك. ففيه أستقبل بين 10 و13 ضيفاً، ولكن لا برنامج يحتاج إلى الحرفية والمهنية كالتي يتطلّبها «حديث البلد»، إذ يجب إعطاء كل ضيف حقه، وأن يغادر وهو سعيد بأنه استطاع إيصال الرسالة التي يريدها، وهذا الأمر يتطلب مهارة في إدارة الوقت، إلى جانب إدارة الحوار. يجب ضبط ايقاع البرنامج، وفي الوقت نفسه ينبغي عدم التخلي عن إنسانيتنا والتعامل بشكل أوتوماتيكي مع الضيف، بل يجب أن أفهمه وأن أتفاعل معه. وهذه المعادلة تجعل «حديث البلد» من أصعب البرامج. * وبالنسبة إلى «ديو المشاهير»؟ - هو يحتاج أيضاً إلى معادلة خاصة به، لأن التعامل يكون مع أشخاص لهم حيثياتهم في مجالاتهم. يجب إعطاء الملاحظة بعيداً عن التجريح والإزعاج، مع ضرورة ألا ننسى أن هذا الشخص يتمتّع بقاعدة جماهيرية معيّنة. * البعض يرى فيك الشخص المُسالِم في اللجنة والذي يقول للكلّ «Yes»، وكأن هناك أدواراً مُوَزَّعَة مسبقاً على أعضاء اللجنة؟ - هذا الكلام غير صحيح. أنا أتصرف انطلاقاً من طبعي، وسأبدأ بـ «No» قريباً. والواقع أنني أستغرب لماذا يتم التشديد على الزر الذي أضغط عليه، في حين أنني أجد أن ما أقوله أهمّ. نحن كلجنة لا نضع علامات، وما نقوله هو للتوجيه ولا يقدّم أو يؤخّر في النتيجة. بينما في برنامج «مذيع العرب» كنا نضع علامات، وفي هذه الحالة لا يمكن أن أعطي 10 لمن يستحق 15 والعكس صحيح أيضاً. الـ «Yes» في «ديو المشاهير» معنوية، وكأننا نقول للمشترك: «برافو، أَكْمِل». * تحاولين التركيز على مضمون ما تقولينه بعيداً عن التجريج؟ - عدم التجريح إيجابي دائماً. أنا في النهاية أقيّم أداءً في أغنية معيّنة ولا أقيّم الشخص، وهو في الأساس ليس في حاجة إلى تقييمي. * منطقياً، لماذا لا يتقبّل البعض النقد مع أنهم يعرفون كما المشاهدون أنهم لا يملكون أصواتاً جميلة، بل استُعين بهم في البرنامج لأسباب أخرى يتميّز بها كلّ واحد منهم؟ - هذا الأمر سيخفّ خلال الحلقات المقبلة، وهم سيعتادون أن يسمعوا رأي أعضاء اللجنة أكثر. في النهاية كل بدايات يكون فيها تَشَنُّج. * اللافت في هذا الموسم، أن كل المشتركين لبنانيون باستثناء أويس مخللاتي، فهل يؤثر هذا الأمر في نسبة المشاهدة؟ - كل المشتركين معروفون عربياً ولديهم جمهور عربي يحبّهم. التعليقات على البرنامج في المواقع الإعلامية تأتي من كل الدول العربية، ومن المغتربين. بين المَشاهير هناك مَن برزوا من خلال الدراما المشتركة، ونسبة الممثلين المشاركين لا يستهان بها، والباقون معروفون عربياً، خصوصاً أننا في لبنان متابَعون في العالم العربي. * ما موقفك من البذاءة وقلّة التهذيب التي تطغى على بعض ما نشاهده على بعض الشاشات اللبنانية؟ - للأسف. في السابق كانت الجرأة محصورة في أشخاص معيّنين يطلّون على الشاشة، لكن المؤسف اليوم أن هناك برامج تعكس صورة عن الفتاة اللبنانية و«كأن البنت اللبنانية هيك». هذه النوعية من الفتيات التي نراها في هذه البرامج لا تشبه الفتاة اللبنانية. * مَن يتحمل المسؤولية. هل محطات التلفزيون التي لا يهمّهما سوى تحقيق نسب مُشاهَدة عالية؟ - طبعاً. أنا ضدّ مقولة «الجمهور عاوز كده». يمكن أن أتفهّم أن تكون هناك جرأة في ملابس الفنانات لدواعي الفن والاستعراض، أو عند أداء دورٍ تمثيلي أو لدى تصوير فيديو كليب، لكن لا يمكن أن أتفهم الكلام البذيء الذي يَصدر على لسان بعض الفتيات في البرامج. هذا أمر معيب، وهي تُعتبر بذاءة لمجرد البذاءة. * ولكن الناس يتابعون، بدليل أنه يُقدَّم من هذه البرامج أكثر من موسم؟ - للأسف. المشارِكات في مثل هذه البرامج لا يراعين حميميتهنّ أو أجسادهنّ، بل هن يكشفن كل شيء للمُشاهِد، ومَن يفعلن ذلك يحب الناس مشاهدتهنّ. مع أنني إنسانة منفتحة ولا توجد عندي الكثير من التابوهات، وأتقبّل الآخر، لكن ما يحصل لا يمكنني تقبّله. ما نشاهده لا يمثّل الفتاة اللبنانية. * لو كنتِ وزيرة إعلام، فكيف كنتِ تصرّفتِ؟ - كنتُ أوقفت مثل هذا البرنامج «ما بدها اتنين يحكوا فيها». * غيابك وانشغالك الدائم. هل يزعجان زوجك؟ - هو يتعاطف معي ويدعمني إلى حد كبير، لأنه يعرف أن العمل يبصر النور بعد تعب. * التشنّج الذي كنت تعيشينه خلال فترة توقيفه، كيف كنتِ تملكين القدرة على الفصل بين هذا الواقع وعملك الإعلامي؟ - التشنّج لم يكن يبدو في شكل ظاهر على الأقل، ولم أحاول أن أعكس هذا التشنج على الضيوف أو على جوّ البرنامج (حديث البلد)، لأنه لا أحد مُجْبَراً على تَحمُّل مشاكلي. أنا لا أحب تصرفات البعض الذين ينقلون مشاكلهم معهم إلى أماكن عملهم، فالآخر يمكن أن يشعر بالتعاطف معنا ولكنه ليس مجبراً على تحمّل وزر مشاكلنا. * بدأتِ العمل في سن ليست مبكرة، هل تشعرين بأنك اختصرتِ سنوات طويلة بنجاحك من خلال النجومية العربية التي حَقَّقْتِها؟ - بدأتْ مسيرتي الإعلامية في العام 2009. في الحياة كل شيء يحصل لسبب معيّن. عندما نتزوّج بعمر مبكّر نكبر مع أولادنا، وعندما نعمل بعمر متأخر يكون لدينا شغف للعمل لتعويض السنوات التي أمضيناها من دون عمل. بالنسبة إليّ لم يكن ممكناً أن تمرّ السنوات من دون أن أعمل. «mtv» مَنَحَتْني الفرصة وأنا استطعتُ أن أنطلق. في الحياة، هناك نقطة تَحوُّل يمكن أن تنعطف معها حياة المرء، وقد لا يحصل ذلك أبداً. * تُلقّبين بـ «أميرة الإعلام العربي»، هل تحبّين هذا اللقب؟ - هو لقب جميل، ودليل محبة أكثر مما هو فخامة لقب، وأشكر الناس على محبّتهم. * أعلنتِ في السابق عن رغبتك في التمثيل. أين أصبح هذا المشروع؟ - أحب الفن في شكل عام بكل أنواعه، ومن هنا أستطيع أن أبدي رأيي في برنامج «ديو المشاهير» لأنني أسمع وأحب الأغنيات والتمثيل. لكنني أجد أن التمثيل هو أصعب أنواع الفنون وأكثرها تعباً، ولذلك أرفض أن أعمل فيه باستخفاف. وفي رأيي أن مَن ليس قادراً على تكريس حياته لهذه المهنة لا يجوز أن يعمل فيها. وأنا لا وقت ولا إمكانية عندي لدخول هذا المجال. أنا صوّرتُ بعض الإعلانات وأعرف أنها مهنة شاقة ومتعبة جداً، ومَن يدخل مهنة التمثيل يجب ألا يتعاطى معها باستخفاف، او كمجرد هواية. * هل أنتِ بصدد إصدار كتبٍ جديدة؟ - برنامج «حديث البلد» سَلَبَ كل طاقتي مني. كل شيء أكتبه حالياً ينحصر في إطار العمل، كالسكريبت والمقدِّمات. ولكن بعد 8 سنوات من العمل في المجال، لا شك أنه يوجد لديّ مخزون، بالإضافة إلى الصعاب التي مررتُ بها على الصعيد الشخصي. كل شيء يعترضنا أو نعيشه يترك أثراً في داخلنا ونستخلص منه، وإذا توافر الوقت لا شك في أنه يوجد عندي أشياء تستحقّ الكتابة. لكن المسألة تحتاج إلى تَفرُّغ وصفاءٍ ذهني. * أَشَرْتِ إلى أنك تكتبين «سكريبت» حلقاتك، وهذا يعني أنك لا تكتفين بالتقديم فقط؟ - في «حديث البلد» يوجد معي فريق إعداد، ولكنني أغيّر «السكريبت» 3 مرات قبل أن أطلّ على الهواء. لأنني أتقن فنّ التلخيص. أحياناً يصلني «السكريبت» مطوّلاً جداً، ولا بد من الوصول إلى خلاصة دسمة تعطي الضيف حقه خلال فترة زمنية محدَّدة. أنا أشتغل على كل هذه التفاصيل، كما أنني أتابع المعلومات شخصياً، ولذلك يُعتبر «حديث البلد» من أصعب البرامج. أما بالنسبة إلى برنامج «حكايتي مع الزمان»، فهناك فريق عمل يسافر إلى بلد الضيوف، وأنا أعتمد على المعلومات التي تصلني منه، ولكن خلال الحوار تَصْدُر عني بعض الأسئلة في شكلٍ تلقائي، وهذا يُعتبر نوعاً من الإعداد والمُشارَكة في المضمون.

مشاركة :