أظهرت المشاريع التي قامت بها أخيراً العديد من الشركات العالمية متعددة الجنسيات في توفير حلول تقنية المعلومات والاتصالات، التي أكدت في أكثر من مناسبة أن السوق السعودية تشكل تربة خصبة لمثل هذه المشاريع، لا سيما تلك المتعلقة بالبنية التحتية للاتصالات، ويأتي ذلك في ظل إقبال العديد من الكيانات الاقتصادية اليوم على الاستثمار بشكل هائل في مشاريع دعم البنية التحتية لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة. نستضيف جيمس وو، الرئيس التنفيذي لشركة "هواوي تك إنفستمنت العربية السعودية المحدودة"، عقب اختتام سلسلة المؤتمرات التي نظمتها "هواوي" في المملكة العربية السعودية. رئيس «هواوي توقع لـ "الاقتصادية" جيمس وو الرئيس التنفيذي لـ "هواوي" زيادة إنفاق المملكة في مجال تقنية المعلومات بنسبة تزيد على 6 في المائة لتصل إلى 15.3 مليار ريال خلال العام الجاري 2013، في الوقت الذي لم يستبعد أن تتخطى تلك الزيادة نسبة 10 في المائة. وقال: "يعد نشر شبكات الاتصال المتنقلة ذات النطاق العريض المتوافقة مع تقنيات الجيل الرابع 4G LTE وتوسعها خلال العام الماضي علامة بارزة وإنجازاً محورياً. وقد توقعت مؤسسة رصد الأعمال الدولية (BMI) للأبحاث المتخصصة في دراسة وتحليل الأسواق العالمية الناشئة". وأضاف: "تأتي هذه التوقعات لتدحض الاعتقاد الذي كان سائداً لدى البعض بأن تقنيات اتصالات الجيل الرابع 4G LTE ستكون آخر المطاف بالنسبة للاستثمارات المعتبرة لفترة من الزمن". وحيث تطور المشهد الاقتصادي السعودي ككل، الذي أعطى حافزاً لهذا التوسع أوضح جيمس أن قطاع البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات في غاية الأهمية بالنسبة لدفع عجلة تقدم جميع أنواع الصناعات والقطاعات والأعمال التجارية، ابتداءً من النفط والغاز إلى التعليم والرعاية الصحية والنقل. وتكمن الفرصة الحقيقية الآن في كيفية استفادة هذه القطاعات المرتبطة ببعضها من التطور الهائل الحاصل على صعيد هذا الهيكل الجديد للعمل بكفاءة أعلى وذكاء أكثر في عصر التقنية الرقمية، مستفيدين من توفر البنية التحتية الملائمة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الوقت الراهن. فعلى سبيل المثال، توقع أحدث تقرير صادر عن مؤسسة "جارتنر" في حزيران (يونيو) 2013 أن إنفاق المملكة العربية السعودية سيبلغ 3.5 مليار دولار على التعليم و4.9 مليار دولار على الصحة و25 مليار دولار على خدمات ومعدات النقل، وجميع هذه القطاعات تتطلب دعماً قوياً من تقنية المعلومات والاتصالات. النصف الثاني من هذا العام أظهرت "هواوي" جميع مراحل ضبط وتدقيق المنتج فيما يتعلق بتوفير الحلول لشركات الاتصال، والمؤسسات التجارية، وللمستهلكين في السعودية، هذا ما أكده الرئيس التنفيذي لهواوي، الذي أوضح أن هذا ما يعرف باستراتيجية "الحوسبة السحابية وشبكات البيانات الذكية والأجهزة" الخاصة بهم التي ستبقى الجوهر على الصعيد العالمي في المملكة العربية السعودية، كونها لا تركز على خط معين كالأجهزة أو شبكات الاتصالات أو قطاع المشاريع، بل تعتبر استراتيجية شاملة تتكامل فيها الحلول والخدمات والمنتجات المقدمة لهذه الأعمال كافة بشكل جيد يلبي احتياجاتها وتطلعاتها جميعاً. وتمثل السوق الاستهلاكية بالنسبة لشركة "هواوي" فرصة هائلة للنمو في السعودية، وقال جيمس إن ذلك يتطلب على مدى الأشهر القليلة المقبلة بناء شراكات أقوى مع الموزعين، كما سيتطلب من الجميع أيضاً الاستثمار بشكل أكبر في مجال ابتكار العلامات التجارية الجديدة والأنشطة التسويقية التي تعكس صورة حقيقية لنوعية عروضنا. أما فيما يتعلق بقطاع المشاريع، فأوضح جيمس أن المؤسسات تشهد حالياً تحدياً يتمثل في قدرتها على القيام بعمليات أكثر خلال الفترة الراهنة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وفي النمو الهائل لأصولها الرقمية. ويمكن للمؤسسات من خلال تطوير مفاهيم وأفكار متنوعة بما في ذلك مفاهيم الشبكات الذكية للمنشآت وحلول safe cities (المدن الآمنة) ومراكز البيانات القائمة على الحوسبة السحابية، أن تتطلع قدماً إلى كسب مزيد من الحضور ضمن قطاع أسواقها وعملائها، وذلك عبر استخدام حلول "هواوي" للمشاريع للتأثير إيجاباً في معدل الربحية لتلك الشركات. وعلاوة على ذلك، من المرجح أن يكون قطاع الاتصالات الحافز الأكبر على النمو في جميع الاستثمارات في مجال تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية خلال الفترة المتبقية من عام 2013. فعلى سبيل المثال، وقّعت "هواوي" أخيراً مذكرة تفاهم مهمة مع شركة الاتصالات السعودية (STC) تتضمن مبادرات لتحسين أداء الشبكة، وفي مجال الاستشارات التجارية والمواءمة الاستراتيجية. وتعمل "هواوي" أيضاً من خلال عملية واسعة النطاق لتوسيع وترقية شبكات الجيل الثالث والرابع في شركة "موبايلي". كما تمكنت "هواوي" من بدء عمليات "مركز عمليات الشبكة- متعددة المزودين" (MV-NOC) لشركة "زين" الرامية لتحقيق توفير في النفقات التشغيلية وتعزيز أداء الشبكة. الجدير ذكره أن المملكة العربية السعودية تعد نموذجاً استثنائياً ومتميزاً لبلدٍ استطاع النهوض بقطاع تقنية المعلومات والاتصالات لديه إلى مستوى متقدم يرتقي إلى مستوى التطور العالمي، بل يفوقه في بعض الأوجه من خلال بخطىً سريعة ورؤية استراتيجية ثاقبة. وقد أدى التعاون بين مؤسسات عديدة مثل "الاتصالات السعودية" و"هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات" (CITC) من جهة، وبين كيانات القطاع العام الاقتصادية من جهة أخرى، إلى نتائج مذهلة على صعيد بذل جهود حثيثة لحماية وتنمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال المبادرات التنظيمية المتوازنة والمستدامة. فقد أظهر أحدث إصدار من "مؤشر الابتكار العالمي" لعام 2013، الذي دعمته "هواوي" كشريك معرفي، أن كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت تحتل موقع الريادة في الشرق الأوسط من حيث الأداء الإجمالي للابتكار.
مشاركة :