الحظر الروسي على استيراد الأغذية ينشط سوق الأطعمة المغشوشة

  • 7/3/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يؤكد موقع "فونتانكا" الروسي أن بعض الألبان والأجبان المبيعة في سوق سانت بطرسبرج لا تحتوي على أثر للحليب ولا تصلح سوى لملء قنديل من الكاز، بعد عرضه تجربة لجبنة مشتعلة. وفي التجربة التي عرضها الموقع تحدث الجبنة فرقعة مثل الفشار وينبعث منها دخان رمادي ثم تحترق طيلة عشر دقائق وكأنها شعلة مغمسة بالزيت، ورغم إغلاق السلطات مصنعا لإنتاج هذه الجبنة القابلة للاشتعال، فإن مشكلة الألبان الخالية من الحليب والنقانق الخالية من اللحم وغيرها من المنتجات المغشوشة تثير القلق لدى الهيئات الحكومية والمستهلكين الروس في حين تعيش البلاد حالة ركود وتفرض السلطات حظرا على استيراد الأغذية من دول الغرب. وبحسب "الفرنسية"، فقد ذكرت فينيرا غالييفا مراسلة موقع "فونتانكا" التي تعمل على الكشف عن المنتجات المغشوشة بعد أن لقي شريط فيديو الجبنة المحترقة رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الموقع قرر أن يثبت أنها مشكلة عامة، فالأمر لا يتعلق بمنتج محدد، والمشكلة عموما هي أن روسيا ليس لديها ما يكفي من الحليب. وفرضت روسيا الحظر على المنتجات الغربية في آب (أغسطس) 2014 ردا على عقوبات أمريكية وأوروبية لاتهامها بالتورط في النزاع في أوكرانيا، وقرر رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف الجمعة الماضية تمديد الحظر حتى نهاية 2017. وأدى إغلاق سوق استيراد جبنة بارميزان وبري إلى ظهور مصانع محلية، ولكن لم يرتفع إنتاج البلاد من الحليب، لجأ بعض المنتجين إلى الحيلة، ويقول فاديم سيميكين من معهد دراسات السوق الزراعية "هناك نقص في الحليب" مقدرا الكمية بنحو ثمانية ملايين طن السنة الماضية، وأشار إلى أنه في الوقت نفسه ارتفع استيراد زيت النخيل بنسبة 25 في المائة في 2015 والشركات تستخدمه كبديل عن الحليب. وأعلنت روسيا أن الحظر هو فرصة لدعم القطاع الزراعي، وأوضح مدفيديف أن تمديد الحظر لـ18 شهرا إضافية تم بناء على الحاجة إلى إيجاد ظروف مريحة ومتوقعة لمزارعينا، ولكن معهد الدراسات الزراعية الحكومي ذكر في نيسان (أبريل) أن المستهلك الروسي هو الخاسر، مشيرا إلى "تدهور نوعية" المنتجات وظهور أجبان مغشوشة في السوق. وفي مؤشر على اتساع المشكلة، بدأ معهد الدراسات الزراعية هذه السنة نشر قائمة بالشركات النزيهة، التي تستخدم الحليب والكريما لصنع منتجاتها من الأجبان والألبان، أما الشركات الأخرى فتستخدم الماء والنشاء والكلس والصابون وبيكربونات الصودا حتى الجبس لتخفيف الحليب وحفظه، وفق ما نشره معهد الدراسات الزراعية الأسبوع الماضي في تقرير فضح ممارسات مصانع الألبان والأجبان. وأفادت إيرينا تيخميانوفا المتحدثة باسم جمعية "روسكونترول" لحماية المستهلك أن معظم المنتجين المحليين يستفيدون من غياب المنافسة في السوق فلا يكترثون لتوفير منتجات جيدة، مضيفة أن 60 في المائة من 46 من منتجات الأجبان والألبان المحلية، التي قامت بفحصها قبل فترة قصيرة كانت تحتوي على مواد بديلة، حتى إن النسبة كانت أكبر بالنسبة لمنتجات اللحوم. ورغم أن الناس يلاحظون تردي نوعية المنتجات، وفق استطلاعات الرأي، فلا يزال الروس يؤيدون الحظر، وفي استطلاع أجراه معهد ليفادا المستقل في حزيران (يونيو) قال 40 في المائة من المستطلعين إنهم يعارضون استيراد منتجات أوروبية، بزيادة 31 في المائة عن آذار (مارس) 2015. وأشارت غالييفا من "فونتانكا" إلى أن ارتفاع الأسعار لا يترك لذوي الدخل المحدود من خيار سوى شراء الجبن المغشوش، فليس أمامك خيار عندما لا يكون لديك سوى 300 روبل (4.7 دولارات) لإطعام عائلتك طيلة أسبوع كامل.

مشاركة :