كشف موقع فونتانكا الروسي أن بعض الألبان والأجبان المباعة في سوق سانت بطرسبرغ لا تحتوي على أثر للحليب ولا تصلح سوى لملء قنديل من الكاز، بعد عرضه تجربة لجبنة مشتعلة. وفي التجربة التي عرضها الموقع تحدث الجبنة فرقعة مثل الفشار، وينبعث منها دخان رمادي ثم تحترق طيلة عشر دقائق وكأنها شعلة مغمسة بالزيت. ورغم اغلاق السلطات مصنعا لإنتاج هذه الجبنة القابلة للاشتعال، فإن مشكلة الألبان الخالية من الحليب والنقانق الخالية من اللحم وغيرها من المنتجات المغشوشة تثير القلق لدى الهيئات الحكومية والمستهلكين الروس في حين تعيش البلاد حالة ركود وتفرض السلطات حظرا على استيراد الأغذية من دول الغرب. وقالت مراسلة موقع فونتانكا فينيرا غالييفا، التي تعمل على كشف المنتجات المغشوشة بعد أن لقي شريط فيديو الجبنة المحترقة رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي: «قررنا أن نثبت أنها مشكلة عامة؛ الأمر لا يتعلق بمنتج محدد، المشكلة عموما هي أن روسيا ليس لديها ما يكفي من الحليب». وأدى اغلاق سوق استيراد جبنة بارميزان وبري إلى ظهور مصانع محلية ولكن لم يرتفع إنتاج البلاد من الحليب، لجأ بعض المنتجين إلى الحيلة. ويقول فاديم سيميكين من معهد دراسات السوق الزراعية: «هناك نقص في الحليب وتقدر الكمية بنحو ثمانية ملايين طن السنة الماضية، وفي الوقت نفسه ارتفع استيراد زيت النخيل بنسبة 25% في 2015 والشركات تستخدمه كبديل عن الحليب». وفي مؤشر على اتساع المشكلة، بدأ معهد الدراسات الزراعية الحكومي هذه السنة نشر قائمة بالشركات النزيهة التي تستخدم الحليب والكريما لصنع منتجاتها من الأجبان والألبان. أما الشركات الأخرى فتستخدم الماء والنشاء والكلس والصابون وبيكربونات الصودا وحتى الجبس لتخفيف الحليب وحفظه، وفق ما نشره معهد الدراسات الزراعية الأسبوع الماضي في تقرير فضح ممارسات مصانع الألبان والأجبان. وقالت المتحدثة باسم جمعية «روسكونترول» لحماية المستهلك ايرينا تيخميانوفا: «إن معظم المنتجين المحليين يستفيدون من غياب المنافسة في السوق فلا يكترثون لتوفير منتجات جيدة». وأضافت: «إن 60% من 46 من منتجات الأجبان والألبان المحلية التي قامت بفحصها قبل فترة قصيرة كانت تحتوي على مواد بديلة، حتى أن النسبة كانت أكبر بالنسبة لمنتجات اللحوم». يشار إلى أن روسيا فرضت الحظر على المنتجات الغربية في أغسطس 2014 ردا على عقوبات أمريكية وأوروبية لاتهامها بالتورط في النزاع في أوكرانيا. و(الجمعة) الماضية قرر رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف تمديد الحظر حتى نهاية 2017. وكان معهد الدراسات الزراعية أعلن في أبريل الماضي أن المستهلك الروسي هو الخاسر. ولفت إلى تدهور نوعية المنتجات وظهور أجبان مغشوشة في السوق.
مشاركة :