صحابة الواتز أب وكفار قريش

  • 7/3/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ثمة طرفة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية لم تكن تخلو مع طرافتها من دلالة عميقة تؤكد على أن كثيرا من الطرف والنكات مرايا صادقة تعكس جوانب من الحياة في المجتمع وتكشف عن طرائقه في التفكير والتخطيط كما تكشف عن اتجاهات الرأي العام فيه. تقول تلك الطرفة على لسان أحدهم (يا أخي الواحد إذا شاف كلام الناس في الواتز اب يحس أنه عايش مع الصحابة وإذا خرج للشارع يلقى نفسه مع كفار قريش)، والطرفة على ما تتسم به من إيجاز وطرافة تترجم حالة التعجب والحيرة من المسافة بين ما يحاول الناس أن يتحدثوا به وعنه وما يريدون أن يظهروا عليه حين يتظاهرون بالحكمة والتقوى خلال تداولهم الرسائل النصية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الواتز اب وبين ما هم عليه حين يمارسون حياتهم العامة وصراعهم اليومي من أجل توفير لقمة العيش وما يحملهم عليه هذا الصراع اليومي من تجاوزات وخروج عما يقتضيه الخلق الحسن وحالة التقوى التي يحاولون أن يكونوا عليها في مواقع التواصل. هذا التناقض أوشك أن يكون سمة من سمات مجتمعنا المعاصر فالناس تحيا وفق نمط محدد من العيش ولكنها حين تتحدث تتحدث عن نمط آخر، تمارس حياتها كما تمارس كل الشعوب حياتها في القرن الحادي والعشرين ولكنها حين تتحدث تتحدث وكأنها تعيش في القرن الأول للهجرة، مسافة شاسعة بين ما يحاول مجتمعنا أن يبدو عليه وبين ما هو عليه بالفعل مسافة مرصوفة بشيء غير قليل من الرياء حينا والنفاق الاجتماعي حينا آخر على نحو ما عبرت عنه تلك الطرفة الدالة.

مشاركة :