الجامعات البريطانية قلقة من «الطلاق» مع أوروبا

  • 7/4/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أسبوع على قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي لا يزال الأمر «موضوع النقاش الوحيد» في الجامعات البريطانية مع انعكاساته المحتملة على برامج التبادل، فضلاً عن تمويل مشاريع البحوث، وهي مخاوف تحاول هذه المؤسسات تهدئتها. في كامبريدج في جنوب شرقي إنكلترا، باتت أروقة الكليات الـ31 في المدينة خالية من الطلاب، إلا أن كلمة «بريكزيت» على كل شفة ولسان بين الأســـاتذة الذين لا يزالون فيها في مطلع الصيف. وتقول أثين دونالد من «تشرشل كوليدج»: «من المبكر جداً التكهن بالانعكاسات. لكن بعد أسبوع على الاستفتاء لا يزال القرار موضوع النقاش الوحيد». والرهان بالنسبة إلى كامبريدج والجامعات البريطانية الأخرى كبير. فأكثر من 125 ألف طالب أوروبي درسوا هذه السنة في بريطانيا، أي 5 في المئة من عدد الطلاب الإجمالي فيها، فيما 15 في المئة من الطاقم الأكاديمي هم من الأوروبيين، على ما تظهر أرقام «يونيفرسيتيز يو كاي» (جمعية الجامعات البريطانية). وحصلت هذه الجامعات من بروكسيل على 836 مليون جنيه إسترليني (995 مليون يورو) على شكل دعم وعقود بحوث في عام 2014- 2015 وحدها. وهو مبلغ كبير جداً. وبعد الاستفتاء، سعى الكثير من الجامعات إلى طمأنة طلابها الأوروبيين إلى استمرارية برامج التبادل، لا سيما مسألة الأقساط، إذ إن الطلاب الأوروبيين يدفعون أقل بكثير من بقية زملائهم من قارات أخرى. وقال مايكل آرثر، رئيس جامعة «يونيفيرسيتي كوليدج أوف لندن» (يو سي أل) متوجهاً إلى الطلاب الأوروبيين المقبلين في شريط فيديو بث عبر «يوتيوب»: «رسم التسجيل سيبقى ذاته للعام الدراسي 2016- 2017، وستتمكنون من الحصول على منح من الحكومة». وأضاف: «نأمل بألا يتغير شيء في العام الدراسي 2017-2018. ننتظر توضيحات من الحكومة في هذا الشأن». وأمام مخاوف الجامعات، سعى وزير الجامعات البريطاني جو جونسون إلى الطمأنة في تغريدة جاء فيها: «سيستمر الطلاب الحاليون في بريطانيا والذين سيأتون في العام الدراسي المقبل بالحصول على التمويل طوال مدة دراستهم». وأكدت الحكومة الإسكتلندية أنها ستسعى جاهدة إلى أن تبقى اسكتلندا «وجهة مميزة» لطلاب الاتحاد الأوروبي. وما أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عليها إعادة التفاوض في شأن مشاركتها في برنامج «إراسموس» الذي استفاد منه أكثر من 200 ألف طالب بريطاني. وتوضح دولوريس سوبرينو، مسؤولة دائرة الطلاب الدوليين في جامعة باري- سوربون، حيث 27 في المئة من الطلاب في إطار برناج «إراسموس» هم من بريطانيا: «تلقينا رسائل إلكترونية قلقة جداً غداة الاستفتاء»، مضيفة: «لن يعاد النظر في متابعة دروسهم في جامعتنا على الفور». وهي تشدد على أن المشكلة قد تطرح في السنوات التالية في حال خرجت بريطانيا من برنامج «إراسموس». وتقول عميدة كلية الفيزياء في جامعة كامبريدج أثين دونالد: «قد نصل إلى وضع لن يكون فيه من السهل على الطلاب الأوروبيين المجيء لمتابعة دراستهم هنا». وتعتبر أن مسألة تمويل البحوث هي التي تثير القلق أكثر، ففي جامعتها يمول الاتحاد الأوروبي المشاريع العلمية بنسبة الربع. وتضيف: «لا نعرف إن كان هذا التمويل سيتوقف، لذا علينا أن نسمع صوتنا». إلا أنها اعتبرت أن «انعكاسات الـ «بريكزيت» لن تقضي على الجامعات. يجب ألا نكون متشائمين. نحن هنا منذ 800 سنة وسنصمد».

مشاركة :