الخجل، والخوف الاجتماعي، والمعتقدات الموروثة، من أبرز الحواجز أمام الاكتشاف المبكر لحالات أطفال التوحد، لتتأخر فرصة التعامل في سن مبكرة مع هذا النوع من الإعاقة، ما يضيّع فرصة تأهيل الطفل والارتقاء بمستواه واندماجه في المجتمع، لذا فقد طورت إدارة تأهيل ورعاية المعاقين في وزارة تنمية المجتمع تطبيقاً ذكياً «نمو»، يتيح للوالدين الاكتشاف المبكر لإصابة أبنائهم بالتوحد دون مراجعة المراكز المختصة. برنامج الإمارات للتدخل المبكر لفتت مديرة إدارة تأهيل ورعاية المعاقين في وزارة تنمية المجتمع، وفاء بن سليمان، إلى أن التطبيق يعد أحد بنود برنامج الإمارات للتدخل المبكر، الذي أطلقته الوزارة للحد من الإعاقات وتهيئة المعاقين للاندماج مع المراحل الدراسية، مشيرة إلى أنه تم إنشاء مركز متخصص للتعامل بشكل مباشر وتفاعلي مع هؤلاء الأطفال، من مواطني الدولة فحسب. مديرة إدارة تأهيل ورعاية المعاقين في وزارة تنمية المجتمع، وفاء بن سليمان، قالت «ينظر آباء وأمهات إلى فكرة وجود طفل معاق ضمن أبنائهم على أنها إدانة أو شيء مخجل ينبغي إخفاؤه عن المجتمع، أو على الأقل إبقاء الطفل داخل المنزل معظم الوقت، حتى لا يتسبب في حرج لبقية أفراد العائلة أمام الآخرين، ما يدفع نسبة منهم إلى عدم التفكير في مراجعة المراكز المتخصصة في التعامل مع هذا النوع من الحالات، كما أن فكرة التشاؤم تعرقل شك الآباء والأمهات في كون الطفل دون سن السنوات الخمس من أطفال التوحد أو مصاباً بإعاقة ما، فقدرة الأم والأب على التشخيص ضعيفة، لذا يعللان تأخر نطق الطفل، أو عدم قدرته على التعاطي والتفاعل مع من حوله بصغر سنه، ورفض فكرة إعاقته حتى لا يصاب بمرض ربما لا يكون فيه». هذا النوع من العوائق والتحديات الاجتماعية يتسبب في أوقات عدة في تأخر التعامل مع حالة الطفل المعاق، حسب بن سليمان، التي أشارت إلى أنه يقلل نسب النمو التي كان من الممكن تحقيقها مع الطفل في تطوير مستواه الاجتماعي، وقدرته على الاعتماد على نفسه، والاندماج مع أفراد المجتمع. فرق العمل المختصة في الإدارة طوّرت تطبيقاً ذكياً «نمو»، يتيح للآباء والأمهات الاكتشاف المبكر لإصابة أبنائهم بالتوحد أو بقية حالات الإعاقة، دون الحاجة إلى مراجعة المراكز المختصة أو سؤال مختصين، ما يجنبهم الخجل الاجتماعي، ويبقيهم في منازلهم، ويتجاوز فكرة التشاؤم، أو قلة الوعي والمعرفة بأعراض الإعاقات، ويضم خمسة محاور رئيسة، كل محور يحتوي على تسع نقاط. وتابعت «لا يشترط التطبيق إجابة ولي الأمر عن النقاط كافة في الوقت نفسه، بل يتاح له استكمال الإجابة في أي وقت، وفق ملاحظته لسلوك طفله، بما يضمن الإجابة بشكل صحيح عن السؤال بناء على تصرفات الطفل»، موضحة أن فرق العمل المشرفة على التطبيق ستعمل بشكل دوري على تحديثه، لتضمن لمستخدميه متابعة التطور الدائم في آلية التعامل الصحيحة مع أبنائهم، للحد من تطور إعاقتهم، وتهيئتهم للمراحل الدراسية لما بعد عمر خمس سنوات، وسيسهم التطبيق في دعم وتعزيز مساعي الإدارة بتشكيل قاعدة بيانات عن الأطفال المعرضين للإصابة بإعاقات، لمتابعتهم وعلاجهم. وزادت «بناء على النتائج التي يظهرها التطبيق عن حالة الطفل، يقدم نصيحة لولي الأمر في حال كان هناك مؤشر إلى إصابة طفله بأية إعاقة، إذ يحدد له أقرب المراكز المتخصصة في التعامل مع هذا النوع من الحالات، ويتخاطب مع الوزارة لتحديد موعد للطفل لمراجعة الوزارة لتسجيله ضمن قاعدة بيانات الوزارة».
مشاركة :