فشل الإرهاب، أمس، في ترويع المصلين الآمنين في المسجد النبوي الشريف وقت الإفطار، ومناطق أخرى في السعودية، عبر أربعة تفجيرات انتحارية.. لكن المصلين وزائري الروضة الشريفة الذين فاق عددهم مليون مصلٍّ توافدوا إلى المسجد، وأقاموا صلاة المغرب والعشاء والتراويح في موعدها، متحدّين الإرهاب الذي تطاول على مقدسات الأمة. حاول الإرهاب أمس التطاول على المقدسات الإسلامية.. ولكنه فشل، حيث وقعت عدة تفجيرات إرهابية نفذها انتحاريون في السعودية امس، أبرزها وقع في مرآب سيارات تابع لمقر أمني قرب الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة وقع ساعة أذان المغرب، وأسفر عن استشهاد أربعة من رجال الأمن وإصابة آخرين بإصابات متفاوتة، وسبقه انفجار إرهابي متزامن فاشل نفذه انتحاريان بالقرب من مسجد في وسط مدينة القطيف شرقاً.. ذلك بعد اقل من 24 ساعة من إفشال قوات الأمن انتحاري من الوصول الى مقصده ليفجر نفسه في مرآب مستشفى في جدة. وفي المدينة المنورة فجر إرهابي انتحاري يقود شاحنة مفخخة نفسه بالقرب من مبنى أمني بجوار المسجد النبوي الشريف الذي يشهد كثافة عالية من المعتمرين والزوار الذين تقدر أعدادهم بأكثر من مليون زائر ومعتمر. وأفاد شهود عيان أن الحادث الإرهابي وقع بعد رفع أذان المغرب وقبيل إقامة الصلاة مباشرة، حيث اسفر الحادث عن استشهاد أربعة من رجال الأمن وإصابة آخرين بإصابات متفرقة، حيث كانوا يتناولون وجبة الإفطار في موقف السيارات الخاصة بالمبنى الأمني الذي وقع فيه الحادث واشتعلت النيران في بعض السيارات. تفقد موقع وفيما شوهدت سيارات الشرطة والإسعاف تنطلق نحو مكان الحادث الذي يقع بالجهة المقابلة لمقر المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة، نجحت قوات الأمن السعودية في إدارة الأزمة وضربت طوقاً أمنياً بمساحة 500 متر على المكان.. وفتحت كل الطرق أمام المارة والسيارات، وأدى المصلون صلاتي المغرب والعشاء دون أي تأثر بالحادث الإرهابي، بل إن كثيراً من المصلين والزوار لم يسمعوا بالحادث في وقته. وقام أمير منطقة المدينة المنورة، نجل خادم الحرمين الشريفين الأمير فيصل بن سلمان بتفقد مكان الحادث وزيارة الجنود المصابين في مستشفى الأنصار.. فيما باشرت السلطات الأمنية تحقيقاتها حول الحادث. وفي القطيف وقع تفجير إرهابي متزامن قرب مسجد نفذه انتحاريان فشلا من الوصول إليه، ولم يصب خلاله أحد بأذى. وقبل ذلك بأقل من 24 ساعة نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الناطق الأمني لوزارة الداخلية قوله إن رجال الأمن في جدة اشتبهوا في وضع أحد الأشخاص وتحركاته المريبة.. وعندما بادروا باعتراضه فجر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه داخل مواقف مستشفى سليمان قرب القنصلية الأميركية. وأوضحت الوكالة انه نجم عن ذلك مقتل المهاجم وإصابة رجلي أمن بإصابات طفيفة نقلا على إثرها إلى المستشفى، فيما لم يتعرض أحد من المارة أو الموجودين بالموقع لأذى. وذكر ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الوزارة على علم بالتقارير عن وقوع انفجار في جدة وأنها تسعى إلى مزيد من المعلومات من الحكومة السعودية. وأضاف أن كل موظفي القنصلية بخير. إدانات وفيما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأشد العبارات التفجيرات الإرهابية، ودعا وزير الأوقاف المصري د. محمد مختار جمعة إلى وقفة جادة ضد الإرهاب، وقال: إن رجال الأمن الذين استشهدوا، استشهدوا دفاعاً عن مسجد الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ، من ناحيتها أعلنت هيئة كبار العلماء في تغريدة على حسابها الرسمي في تويتر بعد التفجير الإرهابي، الذي وقع بجدة: خاب وخسر، وهلك الخارجين، والحمد لله الذي سلّم عباده. واستشهدت في تغريدتها بقول الرسول الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ : من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة.
مشاركة :