«الحصان الأندلسي».. الصَّهيل خارج الجدران

  • 7/6/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نوف الموسى (دبي) تتفرد تشكلات الحياة المعرفية في المدن العصرية في قدرتها على دمج الأفراد في التكوين الثقافي للمجتمعات، عبر إبراز قيمة ابتكار الحالة البصرية للمكان، بهدف إثراء الذاكرة بتنوع روحي ينبع من تلاقي الذات الإنسانية بالمنجز الإبداعي، كما هي الحال مع منحوتة (الحصان الأندلسي)، للنحّات الجنوب أفريقي فنسنت دا سيلفا، التي تموضعت في وسط مدينة دبي، وشرعت في إقامة مفهوم «المسرح المتحفي المفتوح»، ممثلاً الإمكانية الأفضل لاستثمار المقتنيات الفنية خارج الاعتيادية المتحفية، خاصة أن التعابير الضمنية لتلك الأعمال الفنية، توازي روح وحالة مدينة دبي، المدينة التي تحتفي بأقصى لحظات البناء والسعي لحياة أفضل. يُقرأ في أعمال النحّات فنسنت دا سيلفا صدى الطبيعة الخام، واللافت هو بحثه العميق في الحياة البرية، وهو تحد حقيقي تجاه فهم (الفهم)، وإدراك الحياة من خلال التعبير عنها بموهبة النحت، فالأخير يُعد أداة سامية لإزالة شوائب المادة الخام التي تصنع منها المنحوتة وإبراز الشعور المتمثل في الشكل النهائي لها. ففلسفة النحت، كما يقول الباحثون في مجال النحت قائمة على ملامسة الجوهر، والحصان الأندلسي، كنموذج، يستمد قوة حضوره من الغاية الجامحة للمكان (دبي)، في الوصول إلى جوهر الكمال، فالحصان الأندلسي باندفاعه الحركي المتمثل في ارتفاع إحدى قدميه الأماميتين، وجموح ملامحه وجهه الساحر، لا تنسج فقط لوحة جمالية عالية الإتقان بل أيضاً تعكس قمة إحساسه بالحرية المطلقة، وهو المتأهب للوثب مجدداً. بقيت الإشارة إلى أن المنحوتة صنعت من الصلصال والبرونز المصبوب بارتفاع 1,8 متر وطول 2,6 متر، لتتمحور حالة الحصان الأندلسي باللون الأسود حول دلالات المهابة والقوة. حيث ساهم التأمل الذي نشأ عليه النحات فنسنت دا سيلفا للحياة البرية، في بناء تجسيد سرمدي للتفاصيل الطبيعية لحياة الحيوان، والذي من شأنه أن يدفع المشاهد والمتلقي لروح العمل الفني، نحو المزيد من التفاعل مع الجمال، وسبر أغواره.

مشاركة :