لعل كل من زار وسط مدينة دبي مؤخراً جذب انتباهه تمثال رائع لحصان يزين ساحة "برج بلازا" المطلة على المتنزه التابع لمركز "دبي مول"، واقترب منه لالتقاط صور تذكارية أمامه تعكسها خلفية لأطول برج في العالم "برج خليفة" خاصة وأن الحصان رمز عربي يجسد الإرث الغني لرياضة الفروسية في دولة الإمارات العربية المتحدة. في عام 2013، كشفت "إعمار العقارية"، تفاصيل عن التمثال الذي يجسد مفاهيم البطولة والقوة والجاذبية والذي يزين أرقى كيلومتر في العالم في إطار مساعي الشركة للاحتفاء بالفنون الجميلة والإرث العريق لرياضة الفروسية في العالم العربي. "الحصان الأندلسي" هو للنحّات الجنوب أفريقي فنسنت دا سيلفا - الذي يعتبر ثاني المنحوتات الفنية المستوحاة من عالم الفروسية في وسط مدينة دبي بعد تمثال "حصان 2007" للفنان التشكيلي الكولومبي فرناندو بوتيرو والذي يشمخ إلى جوار المتنزه التابع لمركز "دبي مول". تمت صناعة "الحصان الأندلسي" من الصلصال والبرونز المصبوب بارتفاع 1.8 متراً وطول 2.6 متراً؛ وهو يجسد الإرث الغني لرياضة الفروسية في دولة الإمارات، ويعكس روح العزيمة المرتبطة بالخيول العربية الأصيلة التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المنطقة، فضـلاً عــن كونهــا رمزاً للشجاعة والفروسية في حكايا اليوم. كما يجسد التمثال بلونه الأسود اللماع الطبيعة الجامحة لهذا الحيوان المهيب من خلال تصوير حصانٍ رشيق يتأهب للوثب. ويعكس "الحصان الأندلسي" كذلك أسلوب دا سيلفا الفني الذي يعتمد تصوير الحركة في تماثيله من خلال اعتماد قوالب البرونز لضمان المحافظة على مظهرها الحركي. ويشتهر هذا الفنان المبدع بدقته المذهلة في تجسيد الحركة مع التركيز في تصاميمه على موضوع الطبيعة. وانطلاقاً من شغفه بالحياة البرية منذ نعومة أظفاره، أبدع دا سيلفا أول تمثالٍ برونزي في المرحلة الثانوية، وعمل لاحقاً في مسبكٍ من أجل تطوير مهاراته وتعميق فهمه لعملية النحت. وتشمل تشكيلة الأعمال الفنية الأخرى في وسط مدينة دبي "معاً" للفنان السوري لطفي الرميحي الذي يجسد تمثالين لرجل وامرأة عربيين. تمثال «الإبل» من إبداع النحات الجنوب أفريقي دونالد غريغ في منطقة «وسط مدينة دبي» ليثري مجموعة تماثيلها الرائعة بواحد من أهم رموز الحياة البرية العربية.
مشاركة :