قال النائب السابق عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش في حديث لـ»المدينة»: إنه لا يخفى على أحد اليوم بأن إيران تحاول دائمًا إعادة مجد الإمبراطورية الفارسية التي أسست منذ ألفين وخمسمائة سنة وعادت وتأسست تحت شعارات وعقائد مختلفة في فترات تاريخية أخرى، لكن الضغينة بقيت متأصلة في الفكر الشعبي الفارسي على مرحلة الفتح العربي الاسلامي الذي أسقط الإمبراطورية الساسانية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وبالمحصلة أصبحت العداوة مع عرب الخليج مسألة تقليدية أضيف إليها مع الإمبراطورية الصفوية بُعدا مذهبيًا فيه الكثير من الأساطير». غلوش ركز على الآتي: إيران تحاول إعادة مجد الإمبراطورية الفارسية حزب الله منغمس في الحرب الإقليمية بأوامر إيرانية وأضاف: إن سعي إيران لإعادة مجد السلطة على المنطقة تجدد مع عهد ولاية الفقيه، وهو أمر كان واضحًا من مبدأ تصدير الثورة الذي أطلقه الخميني وتجسد بإنشاء منظومات مشابهة للحرس الثوري في دول عربية عدة أهمّها لبنان الذي كان نصيبه حزب الله، وهو فعليًا فيلق متقدم للحرس الثوري، وقد كان نصرالله واضحا في خطابه الأخير حول مصادر سلاحه وماله. ورأى علوش أن المملكة تشكل الثقل الأكبر الباقي في العالم العربي على مختلف المستويات وهي عنصر القوة الوحيد المتبقي بما لها من وجود حاسم في الخليج العربي وعلى المستوى الاقتصادي في العالم، كما أنها تختزن ثقلًا معنويًا من خلال احتوائها على مهد الإسلام، وهي بالتالي شكلت حجر عثرة ثقيل في مواجهة المشروع الإيراني. وقال: لقد شكل دخول إيران على اليمن مأزقًا معقدًا في وجه المملكة وقبول السعودية بالأمر الواقع كان سيعني أن الصواريخ الإيرانية ستكون في اليوم التالي على الحدود مع أعداد لا تحصى من الانتحاريين مما كان سيشكل خطرًا وجوديًا داهمًا على مجمل الخليج. وكان هذا الواقع سيؤدي حتمًا إلى نشر اضطرابات محلية في كل كيان سياسي خليجي على أساس مذهبي. أما في لبنان فقال: إن حزب الله منغمس في الحرب الإقليمية بكل طاقته والتصعيد المحلي يسير على الوقع الإقليمي، ولكن لبنان له نكهة خاصة لأن الحزب في النهاية يعلم أن الوضع الإقليمي آت عاجلا أم آجلا إلى نهاية ليست بالضرورة سعيدة للمشروع الإيراني، وبالتالي فإن الخطة البديلة ستكون حفظ مستعمرة يقتطعها كمستعمرة إيرانية في ظل تسويات تفرض معالمها على الأرض من خلال ما حدث ويستمر من تطهير مذهبي على طرفي الحدود الشرقية الشمالية للبنان وقد يكون ما حدث في بلدة القاع المسيحية مؤخرا جزءًا من المشروع.
مشاركة :