اتهم وزير الداخلية اللبناني الأسبق النائب احمد فتفت، حزب الله بالاندماج الكامل في الاستراتيجية الايرانية، وأنه لم يعد حزبا لبنانيا بل فرقة متقدمة للحرس الثوري الايراني، بعد ان تخلى عن عروبته. وقال في حوار لـ«عكاظ»، إن طهران تعرقل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، وتسعى الى تدمير المؤسسات اللبنانية عبر حزبها. • لبنان يقترب من عام كامل دون رئيس، من يتحمل هذه المسؤولية؟ •• كما اعلن البطريرك بشارة بطرس الراعي هناك فريق سياسي واضح يتحمل هذه المسؤولية وهذا الفريق يمارس التعطيل في المؤسسات منذ 2006، وكلما انحشر سياسيا يقوم بتعطيل المؤسسات واخرها انتخابات الرئيس، والجميع يعلم ان حزب الله ومن خلال تغيبه عن الجلسات وفرض غياب حلفائه المباشرين يؤدي الى منع المجلس النيابي من الانعقاد وحضور الثلثين لانتخاب الرئيس. وهذه السياسة مقصودة ليس لفرض رئيس معين كما يحاول ان يوحي حزب الله بل بهدف تدمير المؤسسات تدريجيا واسقاط الدولة اللبنانية لتصبح لقمة سائغة في يد مشروع الامبراطورية الايرانية الفارسية الذي اصبح حزب الله جزء منها بعد ان تخلى عن كل علاقة بالعرب والعروبة. • هل ينفذ حزب الله هذه الخطة بأوامر ايرانية مباشرة؟ •• اكثر من أوامر، إنه اندماج كامل في الاستراتيجية الايرانية في هذه المنطقة، فحزب الله لم يعد حزبا لبنانيا واصبح بشكل واضح منذ عدة سنوات يمارس دور الفرقة المتقدمة للحرس الثوري الايراني على شاطئ المتوسط في لبنان وفي الداخل السوري وفي العراق والان في اليمن. • يقولون ان التوقيع على الاتفاق النووي النهائي سيفرج عن انتخاب رئيس. •• هذا غير مؤكد خاصة وان ايران تحاول عبر حزب الله ان تفرض هذه المقولة بشكل او بآخر بطريقة غير مباشرة، فهل سيكون هناك توقيع نهائي اولا بعد الكلام الاخير الذي استمعنا اليه من علي خامنئي، اعتقد بأن الامور بعيدة بعض الشيء ولكن اذا اخذنا بالبعد الاستراتيجي لايران في المنطقة فهي تقول اما ان تعينوا الرئيس الذي اختاره انا لكم او لا رئيس وهنا المشكلة الرئيسة الظاهرة، اما المشكلة الحقيقية فهي محاولة تفريغ المؤسسات والقول إن لبنان دولة فاشلة لفرض مؤتمر تأسيسي جديد يمكن حزب الله من الوصول الى اهدافه من خلال قوة السلاح. وقناعتي أن الحزب لم يتخل يوما عما كان يعلنه حسن نصر الله منذ 25 سنة عندما قال نحن لا نسعى لدولة اسلامية في لبنان نحن نسعى لكي يكون لبنان جزءا من الدولة الاسلامية الممتدة من طهران الى بيروت. • حزب الله يزداد غرقا في الوحل الخارجي من سوريا الى العراق إلى اليمن، ما هو المطلوب لإنهاء هذه المأساة؟ •• هذه المأساة ليست مأساة حزب الله فقط، بل مأساة لبنانية خاصة وان هناك اعدادا كبيرة من الشباب اللبناني يقتلون في سوريا والعراق واليمن، وهناك خسائر كبيرة على لبنان من الناحية السياسية والاقتصادية والمؤسساتية. والمطلوب تنفيذ اعلان بعبدا رغم ان نصر الله وصفه بأنه كذبة كبيرة رغم أنه تم في وجود رئيس كتلته النيابية محمد رعد، ومن هنا فالمطلوب عودة حزب الله الى لبنانيته واقفال الحدود اللبنانية بوجه اي تمرير غير شرعي تطبيقا للقرار 1701، وأن يسلم حزب الله سلاحه للدولة اللبنانية وان يعود حزبا لبنانيا، ثم نبحث في دور لبنان الاقليمي، وأعتقد أنه اذا استمر الوضع كذلك فإن لبنان سينهار من دون ادنى شك. • هل انت خائف على لبنان؟ •• نعم بالتأكيد انا خائف على لبنان من هذا الجنون الذي يعتري المشروع الامبراطوري الايراني الفارسي وهذه اللامسؤولية التي تعتري سياسة حزب الله تجاه مسؤولياته الوطنية وانقلابه على عروبته ولبنانيته، لذلك يجب ان نطرح امور عميقة بشأن مستقبل هذا البلد.