وصف إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، ما حدث في المدينة المنورة وغيرها من حوادث مؤلمة وحشد لوسائل القتل والتدمير إنما هو أمر شنيع وجريمة نكراء وإفساد في الأرض من فئة اسقطت من قاموسها تعظيم شعائر الله وحرمة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يعج بالمصلين الصائمين الركع السجود. وتساءل في خطبتي العيد أمس كيف بلغ الاستخفاف بدين الله وممارسة قتل المسلمين الصائمين الركع السجود في شهر عظيم وبلد عظيم في ساحة المسجد النبوي، فأي دين يدين به هؤلاء وأي عقيدة يعتقدون، مضيفا «إن المسلم يذهل ويتملكه العجب ويحار القلم وتعجز الكلمات من هول ما يرى ويسمع خاصة حين تبلغ الأحداث بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم». وسأل الله أن يتقبل رجال الأمن من الشهداء وهو شرف لهم لأن من قتل وهو يصلي بعث يوم القيامة مصليا ومن قتل وهو صائم بعث يوم القيامة صائما. وقال إن الإرهاب في عصرنا يعد قضية عالمية وهو حديث الساعة لا يرتبط بدين ولا وطن ولا أمة، بل هو نبتة شيطانية يزرعها في فكر من ضل سعيه وخاب عمله، فقد عم الإرهاب وتطاير شرره ولخطورته تعالت الصيحات إلى ضرورة التصدي له وتحديد مفهومه وبيان أشكاله وصوره. وأكد أن هذه البلاد تمثل مركز الثقل واشعاع الخير في العالم وستبقى كذلك بإذن الله، والمخربون ستعود أعمالهم وبالا عليهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة، وسيظل الوطن صامدا في مواجهة هذه المخاطر فهو قوي بإيمانه شامخ بتماسك بنيانه وسيف مسلط على كل من يروم زعزعة أمنه واستقراره ولن يتمكن من هب ودب أن ينخر في عصب الوطن والأمة، فهذه البلاد قامت على أسس راسخة ومبادئ ثابتة ومن يروم تقويضه أو زعزعته فلن يبلغ مراده وسيبوء بالخسران. ولفت إلى أن هذه الأحداث لها وضع طارئ وستتوارى بإذن الله فلولهم بالتوعية والبيان والقوة والسنان. وحث الثبيتي المسلمين بكشف أوكارهم وبيان ضلالهم، محذرا أن من يؤويهم أو يبرر أفعالهم فإنه مشارك لهم في قتل النفوس المعصومة. وقال: إن المجتمع كله بكل فئاته في خندق واحد وسفينة واحدة ودورنا جميعا التصدي لهذه الأفكار عبر جميع القنوات والوسائل ومنابر التوجيه والتعاون التام بين فئات الوطن والأمة للوقوف صفاً واحداً مع وجوب وحدة الكلمة والبعد عن الخلافات والقضاء على الفرقة فالمحافظة على الأمن مطلب شرعي وضياعه ضياع للدين والعلم والأنفس والأرزاق.
مشاركة :