حملت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي وجهها للمواطنين والمسلمين في كل مكان بمناسبة عيد الفطر، مضامين مهمة لمواجهة الإرهاب والأفكار المضللة بقوة، وحماية عقول وأفكار الشباب من الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المضللة، وتفعيل مشاركة المجتمع مع الدولة في مواجهة هذه المخاطر. ولأنه يدرك مخاطر الأمة، يرى الملك أن «تناحر العالم الإسلامي، يتطلب مضاعفة الجهود لتوحيد الصف ونصرة قضايا الأمة، والمحافظة على شباب الأمة من مخاطر الغلو والتطرف»، مؤكدا أهمية تكريس دين الوسطية والاعتدال والمحبة والسلام، وبهذا يضع الملك سلمان خريطة طريق لمواجهة تحديات الأمة من خلال المحافظة على ثروتها الحقيقية، الشباب وإبعادهم عن مخاطر الغلو والتطرف وأي فئات خبيثة مضللة تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية، ومع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية. مواجهة الإرهابيين تأكيدات الملك سلمان بأن «المملكة عاقدة العزم على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي»، تتضمن رسالة شديدة اللهجة بأنه لا مساومة مع كل من يحاول أن يؤثر على شباب الوطن والزج بهم في أي أخطار سواء كان إرهابا أم فكرا مضللا أم غير ذلك. وتظل السعودية في صدارة الدول تصديا للإرهاب على مختلف الصعد محليا وإقليميا ودوليا قولا وعملا، والدليل على ذلك رفضها وإدانتها للإرهاب بجميع أشكاله وصوره، كونه يتنافى مع مبادئ وسماحة الدين الإسلامي الذي يحرم قتل الأبرياء وينبذ كل أشكال العنف والإرهاب ويدعو لحماية حقوق الإنسان. موقف حازم وصارم وهكذا وقفت السعودية موقفا حازما وصارما ضد الإرهاب، وتصدت لأعمال العنف على المستويين المحلي والدولي، وأدانته في كل المحافل المحلية والإقليمية والدولية، وحقّقت نجاحات كبيرة في الملاحقة الأمنية للقضاء على فلول المفسدين في الأرض، وجندت أجهزتها لحماية المجتمع من خطرهم، وساهمت بفعالية في الجهود الدولية والثنائية المبذولة ضد الإرهاب وتمويله، والتزمت بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والخاصة بمكافحة الإرهاب. وكان للسعودية السبق في تحقيق خطوات ملموسة في مكافحة الإرهاب والتصدي له بقوة عبر ما طرحته من خطة إستراتيجية لمكافحة هذه الظاهرة خلال المؤتمرات واللقاءات والمشاركات العربية والدولية، وكانت أول دولة توقع على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي في صفر 1421، ووقفت مع جميع الدول المحبة للسلام في محاربته، واستئصاله من جذوره، ودعت دول العالم أجمع إلى تبني خطة عمل إستراتيجية في إطار الشرعية الدولية للقضاء على الإرهاب. وأكدت السعودية من خلال استضافتها للمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض في 25 ذي الحجة 1425 بمشاركة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية وأجنبية وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية، أكدت عزمها على محاربة الإرهاب، لقناعتها بأنه آفة عالمية خطيرة، ما يستلزم الحشد العالمي لدحرها. وصادقت السعودية على العديد من الاتفاقيات الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب منها الاتفاقية الخاصة بالجرائم وبعض الأفعال الأخرى المرتكبة على متن الطائرات (طوكيو 1963) واتفاقيه مكافحه الاستيلاء غير المشروع على الطائرات (لاهاي 1970) واتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الطيران المدني (مونتريال 1971) واتفاقية منع الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المتمتعين بحماية دولية بمن فيهم الموظفون الديبلوماسيون والمعاقبة عليها (نيويورك 1973) والاتفاقية الدولية لمناهضة أخذ الرهائن (نيويورك 1979) والبروتوكول المتعلق بقمع أعمال العنف غير المشروعة في المطارات التي تخدم الطيران المدني الدولي، الملحق باتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الطيران المدني (مونتريال 1988). كما انضمت السعودية إلى اتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الملاحة البحرية (روما 1988) والبروتوكول المتعلق بقمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة المنشآت الثابتة الموجودة على الجرف القاري (روما 1988) واتفاقية تمييز المتفجرات البلاستيكية بغرض كشفها (مونتريال 1991) والاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب (نيويورك 1999) والاتفاقية الدولية لقمع الهجمات الإرهابية بالقنابل (نيويورك 1997) وغير ذلك من الاتفاقيات. معالجة أمنية ووقائية لم تكتف السعودية بالمعالجة الأمنية لمكافحة الإرهاب بتحقيق إنجازات غير مسبوقة تمثلت في ضربات استباقية لإفشال أكثر من 95 % من العمليات الإرهابية لمنع تعرض حياة المواطنين والمقيمين للخطر، بل كان لها دورها الفاعل في معالجته وقائيا من خلال العمل على دحر أصحاب الفكر الضال، فيما عملت وزارة الداخلية على رفع معنويات رجال الأمن في الدفاع عن بلدهم ومحاربة أصحاب الفكر المنحرف، فقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي، ومنحت أسر الشهداء منهم والمصابين والمتضررين كل ما يعينهم على مواجهة أعباء الحياة، وساندهم العلماء والمواطنون، وثمنوا إنجازاتهم غير المسبوقة في التصدي للإرهابيين وإحباط مخططاتهم قبل تنفيذها وملاحقتهم الدائمة للقضاء عليهم، فقد سبق أن خاطبهم مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بقوله «عليكم بالحرص واليقظة والعزيمة في الدفاع عن دينكم أولا ثم عن بلاد المسلمين ضد أولئك الضالين». وفي إطار المعالجة الوقائية حرصت الدولة على تصحيح الأفكار المضللة لعدد من أبناء الوطن المغرر بهم، وعملت على إقناعهم بالحجة خطأ هذا الفكر التكفيري المنحرف، من خلال مواجهة الفكر بالفكر. وفي هذا الإطار شكلت وزارة الداخلية لجنة المناصحة من العلماء والدعاة والمفكرين لتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة لدى الموقوفين في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وتوجيههم إلى تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة السلمية وفق ما شرعه الله سبحانه وتعالى وبينه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في سنته النبوية، فجلسوا مع الموقوفين ودلوهم على الحق، فعاد الكثير من المغرر بهم إلى جادة الصواب.
مشاركة :