لم يُبدِ معلقو الصحف البريطانية الكثير من التعاطف مع توني بلير الذي دعا إلى الكف عن التشكيك في نواياه بشأن الحرب الكارثية على العراق، بعد أن وجّه له تقرير شيلكوت انتقادات لاذعة. وكتبت صحيفة الصن الأكثر مبيعاً، أن بلير لكي لا يفقد عقله لا يزال عليه أن يردد لنفسه أن العالم أفضل حالاً وأكثر أماناً بسبب انضمامه إلى الهجوم الذي شنه جورج بوش على العراق. إنها قمة الهذيان. وأضافت أن بلير يقرّ بأن التخطيط لما بعد الحرب كان كارثياً. هذا كل ما يقر به وهو لا يرى سبباً للاعتذار عن قراره خوض الحرب، ويصر على أنه سيفعل الشيء نفسه مجدداً. إنه لا يزال يعتقد أنه لم يكن لديه خيار. كان بوسعك أن تقول لا، يا توني. وركزت الصحف أمس على توجيه انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء العمالي الأسبق الذي فاز في ثلاثة انتخابات، ثم تنحى في 2007 عندما اندلعت حرب طائفية في العراق، وتلطخت صورته إلى حد كبير. وقال بلير وهو يكاد يبكي، إنه يشعر بالحزن أكثر مما يمكن لأي كان أن يتصور بسبب الحرب. وكتبت المعلقة أن بركنز في صحيفة الغارديان أن التشكيك في صدق أحد يبدو وضيعاً في مثل هذه الظروف... لكني رأيته بمظهر المتأثر سابقاً ومثل ملايين الناخبين، فأنا لم أعد أثق به. وأضافت أنه مذنب بإظهاره عجرفة لم تضعف في تبرير أفعاله. وكتب مايكل ديكون من صحيفة ديلي تلغراف المحافظة، أن بلير رفض الاعتذار عن غزو العراق. وقال: ما الذي نفهمه من هذا؟ نداء صادق صادر عن رجل محطم من أجل أن نتفهمه؟ أم أنه مجرد تمثيل، وتجسيد بارع للشخصية. وقال جون كريس من الغارديان، إن أداءه يظهر حزنه على نفسه في المقام الأول. أنا، أنا، أنا. الحرب لا تعني 179 جندياً بريطانياً ومئات الآلاف من العراقيين القتلى. الأمر كله يتعلق به هو على الدوام. وكتب تريفور كافانا من الصن، أن بلير كان على الدوام مهووساً بإرثه كرئيس وزراء. ربما كان يحلم أن يكون مثل بطل حرب أمريكي مع كل ما يتصل بذلك من منافع مجزية. وأضاف: بدلاً من ذلك سنذكره باعتباره من أشعل عاصفة من اللهب الإرهابي في عالم ضعيف وغير مستقر.(ا.ف.ب)
مشاركة :