صحف لندن تندد بعجرفة بلير

  • 7/9/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لم يبد معلقو الصحف البريطانية الكثير من التعاطف مع توني بلير الذي دعا الى الكف عن التشكيك في نواياه في ما يتعلق بالحرب الكارثية على العراق بعد ان وجه إليه تقرير تشيلكوت انتقادات قوية. وكتبت صحيفة «ذي صن» اليمينية الشعبية وكانت الأكثر حماسة لشن الحرب: «كي لا يفقد (بلير) عقله عليه ان يردد لنفسه ان العالم افضل حالاً، وأكثر امناً، بسبب انضمامه الى الهجوم الذي شنه جورج بوش على العراق. انها قمة الهذيان». وأضافت انه «يقر بأن التخطيط لما بعد الحرب كان كارثياً. هذا كل ما يقر به. وهو لا يرى سبباً للاعتذار عن قرار هو يصر على انه سيفعل الشيء نفسه مجدداً. انه ما زال يعتقد بأنه لم يكن لديه خيار. كان بوسعك ان تقول لا، يا توني». وبعد نشر التقرير الأربعاء عقد بلير مؤتمراً صحافياً استمر ساعتين، اعترف خلاله بارتكاب اخطاء لكنه دافع عن نواياه وقال انه كان سيفعل الشيء نفسه في الظروف نفسها. ووجهت الصحف أمس انتقادات لاذعة إلى رئيس الوزراء العمالي السابق الذي فاز في ثلاثة انتخابات ثم تنحى في 2007 عندما اندلعت حرب طائفية في العراق وتلطخت صورته إلى حد كبير. وقال، وهو يكاد يبكي، إنه يشعر بالحزن اكثر مما يمكن لأي كان ان يتصور بسبب الحرب. وكتبت المعلقة آن بركنز في صحيفة «ذي غارديان» ان «التشكيك في صدق أحد يبدو وضيعاً في مثل هذه الظروف (...) لكنني رأيته في مظهر المتأثر سابقاً، ومثل ملايين الناخبين لم أعد اثق به». وأضافت انه «مذنب بإظهاره عجرفة لم تضعف» في تبرير افعاله. وكتب مايكل ديكون في صحيفة «ديلي تلغراف» المحافظة ان «بلير رفض الاعتذار عن غزو العراق. هل هذا نداء صادق من رجل محطم كي نتفهمه؟ ام أنه مجرد تمثيل، وتجسيد بارع للشخصية»؟ وقال جون كريس من «ذي غارديان» ان «اداءه يظهر حزنه على نفسه في المقام الأول... (فقد ردد) أنا، أنا، أنا. كأن الحرب لا تعني فقدان 179 جندياً بريطانياً ومئات الآلاف من العراقيين. الأمر كله يتعلق به هو على الدوام». واستشهد بفيلم «حياة براين» الكوميدي، وأضاف: «كانت عينا توني تشعان بقناعته بأنه شهيد. لم يكن فتى شقياً، بل كان المسيح». وكتب تريفور كافانا في «ذي صن» ان بلير «كان على الدوام مهووساً بإرثه كرئيس وزراء. ربما كان يحلم في أن يكون مثل بطل حرب أميركي مع كل ما يتصل بذلك من منافع مجزية». وأضاف: «بدلاً من ذلك سنذكره باعتباره من أشعل عاصفة من اللهب الإرهابي في عالم ضعيف وغير مستقر».

مشاركة :