تمكنت قوات النظام السوري أمس من تضييق الخناق اكثر على الاحياء الشرقية في مدينة حلب اثر سيطرتها على تلة تشرف على آخر منفذ للفصائل المقاتلة المعارضة الى المدينة، وذلك غداة اعلان الجيش السوري تهدئة في كل البلاد لمناسبة عيد الفطر. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، تشن الفصائل المقاتلة هجمات مضادة لاستعادة المنطقة حيث تدور اشتباكات عنيفة تتزامن مع قصف جوي عنيف لقوات النظام. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن سيطرت قوات النظام على القسم الجنوبي من مزارع الملاح المرتفعة شمال مدينة حلب، مشيرا الى انها وصلت الى اقرب نقطة لها من طريق الكاستيلو، المنفذ الاخير المتبقي لمقاتلي المعارضة الى الاحياء الشرقية. وبحسب المرصد، باتت قوات النظام ترصد حاليا طريق الكاستيلو ناريا، ما يجعل عمليا الاحياء الشرقية محاصرة. واضاف عبد الرحمن لم تتمكن الفصائل المقاتلة التي تشن هجمات ضد قوات النظام منذ الساعة الثالثة صباحا من استعادة هذه المنطقة الاستراتيجية، مشيرا الى ان ذلك يعود بشكل اساسي الى القصف الجوي العنيف الذي تتعرض له المنطقة. وافاد اسلام علوش، متحدث باسم فصيل جيش الاسلام المشارك في المعارك، في حديث مع صحافيين عبر تطبيق تلغرام بمقتل اربعة من عناصره في منطقة الملاح قرب الكاستيلو كانوا مرابطين في المنطقة التي تتمتع باهمية استراتجية عالية من شأنها ايقاف النظام عن قطع الطريق الوحيد المؤدي الى المدينة. وتدور منذ حوالى اسبوعين اشتباكات عنيفة شمال مدينة حلب، وخصوصا مزارع الملاح. وشنت قوات النظام السوري بدعم من حزب الله اللبناني في فبراير الماضي هجوما واسعا في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على مناطق عدة وضيقت الخناق على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة. لكن في 27 فبراير، فرضت واشنطن وموسكو اتفاقا لوقف الاعمال القتالية في مناطق عدة في سورية، ما حال دون مواصلة قوات النظام عملياتها. وانهار الاتفاق في مدينة حلب بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ. واعلن الجيش السوري هدنة موقتة على كل الاراضي السورية لمدة 72 ساعة لمناسبة عيد الفطر الذي بدأ الاربعاء، الا انها سرعان ما سجلت انتهاكات وخصوصا في مدينة حلب. وقصفت قوات النظام الاربعاء الاحياء الشرقية، ما اسفر عن مقتل شخص، فيما اطلقت الفصائل المعارضة القذائف على الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام ما ادى الى مقتل ثلاثة مدنيين في حي سيف الدولة بعد منتصف الليل، بحسب المرصد.
مشاركة :