أكدت السنوات العشر الماضية صحة المزحة التي كان عشاق السيارات الكلاسيكية يتداولونها عندما يتحدثون عن القيمة الاستثمارية لهذه السيارات العتيقة، حيث أظهر تقرير لصحيفة "فاينانشيال تايمز" الاقتصادية البريطانية أن قيمة السيارات الكلاسيكية القديمة زادت بوتيرة أسرع مما حققته أكبر صناديق التحوط الاستثمارية في العالم. وبحسب "الألمانية"، فقد أشارت الصحيفة إلى دراسة أعدتها مؤسسة "نايت فرانك لوكسري إنفستمنت إندكس" تناولت تطور أسعار، وقيمة السيارات القديمة ذات القيمة التاريخية الموجودة لدى هواة جمع هذه السيارات خلال السنوات العشر الماضية. وأظهرت الدراسة أنه لو كان شخص قد اشترى مجموعة من هذه السيارات قبل عشر سنوات، لكان العائد على استثماره فيها قد بلغ 161 في المائة خلال خمس سنوات، ثم بلغ 467 في المائة بعد عشر سنوات. في المقابل فإن العائد على استثمارات صناديق التحوط بلغ 4.75 في المائة بعد خمس سنوات و7.83 في المائة بعد عشر سنوات، أما إذا خفضت فترة الاستثمار في السيارات الكلاسيكية إلى عام واحد، فالعائد سيبلغ 17 في المائة في حين لم يزد العائد على الاستثمار في صناديق التحوط عن 2 في المائة خلال سنة. من ناحيته حذر موقع "موتور تريند" المتخصص في موضوعات السيارات من الاندفاع غير المدروس لشراء سيارات كلاسيكية قديمة، على أمل تحقيق هذا العائد الكبير، حيث أشار إلى أن هذا النمو القوي في أسعار السيارات القديمة ذات القيمة التاريخية لا ينطبق إلا على السيارات التي يصنفها المختصون باعتبارها "ذات قيمة استثمارية". في الوقت نفسه؛ فإن هذا النمو القوي في أسعار هذه السيارات أدى إلى زيادة كبيرة في المعروض منها، مع اتجاه المزيد من هواة جمع السيارات القديمة إلى عرضها للبيع لتحقيق أرباح كبيرة وهو ما يمكن أن يوجد حالة من الغموض في هذه السوق التي قد تدفع بالأسعار إلى التراجع تدريجيا مع انسحاب المستثمرين من السوق. ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز عن فريتس كايزر الرئيس التنفيذي لإحدى شركات إدارة الثروات قوله، إنه إذا كنت تعتقد أنك ستشتري سيارة فيراري ثم تبيعها بضعف ثمنها أو ثلاثة أمثال ثمنها بعد عامين أو ثلاثة، فأنا لست متأكدا من أن هذا سيحدث، أما إذا كنت من هواة جمع السيارات، فالوقت الآن مناسب تماما للشراء.
مشاركة :