أصبحت الهجمات الإلكترونية مصدر تهديد حقيقيا لاقتصاديات الدول، حسب خبراء في مجال أمن المعلومات، مؤكدين أن تلك الجرائم لم تعد تقتصر على سرقة أموال البنوك أو الأفراد، بل وصلت إلى قطاعات جديدة مثل أمن الموانئ، التي قد تتعرض لهجمات خطيرة من عصابات الجريمة المنظمة أو الإرهابيين أو حتى الدول المعادية. وقال الخبراء إن العصابات الإلكترونية تهدد الرفاهية التي تجلبها المدن الذكية، التي أصبحت تحتاج هي الأخرى إلى التسلح بأنظمة دفاعية في مواجهة تمدد واتساع تهديدات الهجمات الإلكترونية المتطورة، محذرين من أن تمكين التقنيات المدمجة والاستفادة من إنترنت الأشياء في البنية التحتية للمدينة الذكية يجلب إليها مخاطر يجب أخذها بعين الاعتبار للحفاظ على سلامة المواطنين. وذكر الخبراء أن الجرائم الإلكترونية أصبحت اليوم واقعاً في الإمارات، بوقوع نحو مليوني شخص من سكان الدولة ضحية للجرائم الإلكترونية خلال العام الماضي. وقالوا إن الأرباح الضخمة التي تحققها الجرائم الإلكترونية تجاوزت أرباح تجارة المخدرات، مشيرين إلى نجاح القراصنة الإلكترونيين في سرقة مليار دولار من خزائن أكثر من 100 بنك عالمي خلال عامين، متوقعين أن تصل قيمة قطاع الأمن الإلكتروني العالمي إلى 155,74 مليار دولار في حلول العام 2019، بعد أن أصبحت الجريمة الاقتصادية تصنف الثانية الأكثر شيوعاً في منطقة الشرق الأوسط، لذلك صار توحيد جهود جمع المعلومات والدفاع أمرا حتميا. الحوكمة والجرائم وذكر الدكتور أشرف جمال الدين الرئيس التنفيذي لمعهد «حوكمة» أن موضوع حماية الشبكات من عمليات الاختراق ومواجهة الجرائم الإلكترونية أصبح من العناصر الرئيسية التي تمت إضافتها إلى المفاهيم الحديثة للحوكمة لحماية الشركات من المخاطر التي تواجهها، مؤكداً أن أكبر التحديات التي تواجهها الشركات حاليا هي المخاطر التشغيلية ومنها «مخاطر التعرض للجرائم الإلكترونية، وبيئة الرقابة الداخلية والامتثال القانوني التنظيمي. خسائر مالية وأكدت ريان هزيمة، مديرة علاقات العملاء في شركة «سيمانتك» المختصة في مجال حماية المعلومات، أن حدوث الجرائم الإلكترونية أصبحت اليوم واقعاً في الإمارات خصوصاً مع زيادة استخدام سكان الدولة للهاتف المحمول، إذ ينبغي عليهم اعتماد نهج يجعل معلوماتهم الشخصية ومعلومات المقربين منهم في أمان، مشيرة إلى أن تقارير الشركة تشير إلى وقوع نحو مليوني شخص من سكان الإمارات ضحية للجرائم الإلكترونية خلال العام الماضي. ... المزيد
مشاركة :