وارسو ـ كالات: بدأ قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمس قمة يصفها الحلف بالتاريخية، في الوقت الذي حذرت روسيا فيه من أن القمة ستزيد من حدّة التوتر في شرق أوروبا. وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج في العاصمة البولندية وارسو: إن الحلف يبعث برسالة واضحة للغاية مجدداً أننا هنا لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم وسط بيئة أمنية جديدة وأكثر تحدياً". وأضاف "سوف تكون هذه القمة تاريخية". التقت أمس دول حلف الأطلسي الـ 28 أمس في وارسو سعيا لتعزيز الخاصرة الشرقية للحلف في مواجهة المخاوف التي تثيرها روسيا، وإعادة تأكيد تماسكها بالرغم من قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأكدت هذه الدول صباح أمس على استمرار العلاقة الوثيقة بين الاتحاد الأوروبي الذي قد يضعفه خروج بريطانيا والحلف الأطلسي، إثر لقاء عقد قبل انطلاق القمة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. ومن الجانب الفرنسي، تناولت باريس مسألة بريكست من منظور مختلف عن باقي الحلفاء. وأقر دبلوماسي فرنسي بأن فرنسا وبريطانيا تجسدان معاً القسم الأعظم من القدرات العسكرية للاتحاد الأوروبي وأن الاتحاد الأوروبي سيخسر بعض قدراته هذه مع خروج بريطانيا، غير أنه لفت إلى أن لندن كانت كذلك تشكل عقبة في وجه تطوير الدفاع الأوروبي. وقال المسؤول "إن الاتحاد الأوروبي يخسر من جهة قسماً من القوى المحرّكة، لكنه من جهة أخرى يتخلص من بعض ما كان يعترض طريقه". والقرار المرتقب الأكثر أهمية بنظر بولندا التي تستضيف القمة وجيرانها من دول البلطيق القلقين على أمنهم منذ ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم واندلاع النزاع مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، يتعلق بنشر أربع كتائب متعدّدة الجنسيات تضمّ كل منها 600 إلى ألف عنصر في استونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا. وستتولى بريطانيا وكندا وألمانيا والولايات المتحدة قيادة هذه الكتائب وستؤمن القسم الأكبر من عناصرها. وعلى غرار دول أخرى من الحلف، ستشارك فرنسا فيها بمستوى فوج أي 150 عسكرياً. وشهدت العلاقات بين الروس والغربيين تطوّرات جديدة في سياق تزايد التوتر بين الطرفين. ونددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسلوك روسيا في أوكرانيا معتبرة أنه قوّض الثقة المتبادلة مع الغرب. وصرحت ميركل أمام البرلمان الألماني "حين يتم الطعن في سيادة القانون وحرمة الحدود بالأقوال والأفعال، عندها تتراجع الثقة بالتأكيد". غير أن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أعلن عن عقد اجتماع "حوار" جديد بين الحلف وروسيا على مستوى السفراء في 13 يوليو في بروكسل. كما تبحث قمة الحلف الأطلسي التي تنتهي مساء اليوم السبت، مسألة الدرع الصاروخية التي يتم نشرها في أوروبا بمبادرة أمريكية والتي تثير استياء روسيا. وعلى جدول أعمال الحلفاء أيضاً مسألة تقديم مساعدات لكل من أفغانستان والعراق وجورجيا وأوكرانيا، فضلاً عن الدفاع ضد الهجمات الإلكترونية والتكتيكات الهجينة أو غير التقليدية التي تتهم روسيا بانتهاجها في أوكرانيا. وقال الرئيس البولندي أندريه دودا: "يجب أن نؤكد معاً أن أي شخص يقع تحت إغراء تطبيق قانون القوة، لمجرد لحظة، سوف يفهم سريعاً أن هذا الأمر غير مجدٍ". أمين الناتو: هناك حاجة للحوار مع روسيا وارسو ـ رويترز: قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس إن الحلف سيسعى لإجراء حوار بنّاء مع روسيا ولا يريد تكرار الحرب الباردة وذلك قبل اجتماع قادة الحلف للاتفاق على تعزيز الجناح الشرقي للتحالف. وقال ستولتنبرج في حديثه عن اعتراضات روسية على كتائب الحلف التي يجري نشرها بشكل دوري في بولندا واستونيا وليتوانيا ولاتفيا وهي جمهوريات شيوعية سابقة "موقفنا واضح. حلف شمال الأطلسي لا يسعى لمواجهة. لا نريد حرباً باردة جديدة." وتابع قوله: "سنواصل السعي لإجراء حوار بنّاء وجادّ مع روسيا." وعبّر عن ثقته في أن تأييد بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الأوروبي في استفتاء لن يضعف علاقات الحلف في أوروبا مع الولايات المتحدة وفي أن لندن ستظل عضواً "قوياً وملتزماً" في التحالف العسكري الغربي. كاميرون يؤكد التزام بريطانيا بالدفاع الأوروبي عواصم ـ وكالات: قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إن بلاده ستظلّ ملتزمة بالدفاع الأوروبي بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي وذلك رغم إعلانه الاستقالة عقب خسارة استفتاء بشأن بقاء بريطانيا داخل التكتل الأوروبي الشهر الماضي. وقال للصحفيين لدى وصوله للمشاركة للمرة الأخيرة في قمة لحلف شمال الأطلسي "ما سأقوله هو أن بريطانيا قد تكون في طريقها لترك الاتحاد الأوروبي لكننا لن ندير ظهرنا للدفاع والأمن الأوروبيين." وذكرت بريطانيا أمس أنها سوف ترسل 500 جندي إلى إستونيا و150 آخرين إلى بولندا في إطار جهود منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) للتصدي لخطر الاعتداءات الروسية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن وزير الدفاع مايكل فالون الذي يشارك في قمة للناتو في وارسو، أقرّ حزمة دعم "للحلفاء في شرق أوروبا نظراً لأنهم يواجهون تهديدات مثل الاعتداء من روسيا". وأضافت الوزارة إن القوات في إستونيا سوف "تبثّ الطمأنينة".
مشاركة :