قرر الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو أمس، تعزيز التعاون والتنسيق بينهما في العديد من المجالات الدفاعية والعسكرية والأمنية. وجاءت هذه الخطوة بعد عقد قمة مشتركة بين الطرفين على هامش قمة الناتو الحالية في العاصمة البولندية وارسو التي تستمر إلى اليوم السبت. وشارك في أعمال القمة الأطلسية الأوروبية كل من الأمين العام للناتو ينس ستولتنبيرغ ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك. وفى سياق متصل قال ستولتنبرج في حديثه عن اعتراضات روسية على كتائب الحلف التي يجري نشرها بشكل دوري في بولندا واستونيا وليتوانيا ولاتفيا وهي جمهوريات شيوعية سابقة «لا نريد حربا باردة جديدة» وتابع قوله «سنواصل السعي لإجراء حوار بناء وجاد مع روسيا.» أهداف الناتو: التركيز على بناء قدرات الدفاع والأمن وتعزيز قدرة شركاء *حماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم وسط بيئة أمنية جديدة وأكثر تحديا العمل على التحليل والوقاية والكشف المبكر، من خلال توفير المعلومات في الوقت المناسب وتقاسمها وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الموظفين، والتعاون في الاتصالات الاستراتيجية والاستجابة لها ووضع إجراءات منسقة من خلال خطط تحرك مشتركة. كما قرر الطرفان الأوروبي والأطلسي توسيع التعاون في مجال العمليات العسكرية بما في ذلك البحر، وفي ملف الهجرة، من خلال زيادة تبادل التشخيص الميداني البحري، فضلا عن تحسين التنسيق والتعزيز المتبادل لأنشطة أوروبية أطلسية في البحر الأبيض المتوسط ومناطق أخرى. واتفق الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو على توسيع التنسيق في مجال الأمن الرقمي والدفاع من خلال التمارين والتعليم والتدريب إلى جانب تطوير القدرات الدفاعية المتماسكة والتكميلية والقابلة للتشغيل المتبادل للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأوصى الإعلان المشترك إلى تسهيل إرساء صناعة دفاعية أقوى وأكبر وتحفيز بحوث الدفاع والتعاون الصناعي في أوروبا عبر المحيط الأطلسي. وأشار البيان إلى ضرورة التركيز على بناء قدرات الدفاع والأمن وتعزيز قدرة شركاء الطرفين في الشرق والجنوب بطريقة تكاملية من خلال مشروعات محددة في مجموعة متنوعة من المجالات للبلدان المستفيدة المختلفة، بما في ذلك عن طريق تعزيز القدرات البحرية. وألمح الطرفان إلى أنهما ينتظران مقترحات محددة لتفعيل هذا التعاون الأوروبي الأطلسي خلال القمة الأوروبية ليوم 16 ديسمبر المقبل. من جهته قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج في العاصمة البولندية وارسو قبل بدء القمة: «سوف يبعث حلف الناتو برسالة واضحة للغاية مجددا أننا هنا لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم وسط بيئة أمنية جديدة وأكثر تحديا». وأضاف «سوف تكون هذه القمة تاريخية». وكتب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقال رأي نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أمس «إذا علمتنا العقود السبعة الماضية أي شيء، فان هذا الشيء هو أننا سوف نكون الأفضل إذا بقينا متحدين وأقوياء ومتمسكين بحق بقيمنا الديمقراطية. وأنا واثق من أننا سوف نكون الأفضل». ووصلت العلاقات بين الناتو وموسكو إلى أسوأ مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في آذار/مارس 2014، ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين وكلا الجانبين يستعرضان قوتيهما العسكرية في شرق أوروبا، وتبادلا الاتهامات باستعراض القوة والاستفزازات. وفي وارسو، من المقرر أن يمهد قادة حلف شمال الأطلسي خلال القمة الطريق لنشر أربع كتائب عسكرية، يبلغ قوام كل واحدة منها ما يقرب من 1000 جندي في كل من استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، والتي تشعر بأنها مهددة بسبب الخطوات التي اتخذتها روسيا في أوكرانيا. ومن المتوقع أيضا أن يتم دعم نشر لواء في رومانيا. وقال الرئيس البولندي أندريه دودا في فعالية قبل انعقاد القمة: «يجب أن نؤكد معا أن أي شخص يقع تحت إغراء تطبيق قانون القوة، لمجرد لحظة، سوف يفهم سريعا أن هذا الأمر غير مجد». وأعلنت بريطانيا الجمعة أنها سوف ترسل 500 جنديا إلى استونيا و150 آخرين إلى بولندا، وقال دودا: إن القرار يظهر أن «حلف الناتو متحد وأننا متضامنون». وتأتي التحركات رغم التحذيرات المتكررة من جانب موسكو من أن توسع الناتو شرقا يهدد أمنها القومي. وقال سفير روسيا لدى الناتو ألكسندر جروشكو في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت اليومية «من الواضح أن كل شخص يدرك أنه سيكون هناك رد عسكري من جانبنا» على هذه القرارات. وأضاف ستولتنبرج أنه لن يكون هناك مبرر لرد فعل روسي لأن أفعال الناتو دفاعية ويتم القيام بها ردا على ما تفعله موسكو في أوكرانيا. وذكر أن الناتو لا يرغب في « اندلاع حرب باردة جديدة» وسوف يواصل السعي لإجراء حوار مع روسيا. ومن المرجح أن يثير تعزيز الناتو لنظام الدفاع الصاروخي في أوروبا غضب موسكو أيضا. ومن المقرر أن يتم تسليم قيادة النظام والسيطرة عليه من الولايات المتحدة إلى الحلف خلال القمة. من جهته أعلن الكرملين أن أمام روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) مجالا واسعا للتعاون في حال تمكن الحلف من التخلي عن لهجته السخيفة حول خطر روسي.
مشاركة :