لن أكتب هنا عن «مها الوابل» لأنها صديقتي وشهادتي فيها مجروحة، بل سأكتب عنها لأنها امرأة سعودية تستحق أن يؤلف عنها كتاب لا مقال. فمن يتابع يومياتها في هولندا يُدرك حجم المسؤولية التي تحملها هذه المرأة تجاه الإسلام والوطن، فهي سفيرة حقيقية تتحرك بهذا الحس الذي يؤرقها دوماً. مها لا تذهب إلى أحد لتلقي مواعظ أو محاضرات وتقدم نفسها للآخر على أنها صاحبة الحقيقة المطلقة، بل هي على طبيعتها تتصرّف بكل تلقائية. قد يقول القائل ماذا فعلت؟ فأجيب: بأنها فعلت ما عجزت عنه كل اللجان والهيئات التي تعمل تحت مسمى (تحسين الصورة) فهي تتجول في كثير من المدن الهولندية ويكفيها أن تطرح نفسها كأنموذج مشرّف وفعّال للمرأة السعودية. فمثلا في يوم العيد فتحت حفل معايدة بمنزلها لجميع الناس والجاليات العربية، مها لا يهمها التكاليف المادية ولا يهمها أي خسارة طالما أنها تكسب إعجاب الناس بالمملكة وبالإسلام، ليروا بأنفسهم الأخلاق الإسلامية على حقيقتها. مها في يوم العيد قامت بعمل علب من الهدايا بنفسها وكتبت عليها معايدات تحمل شعار السعودية واسم أسرة زوجها وأولادها باللغتين العربية والإنجليزية، وذهبت برفقة طفليها سليمان ولولوة يتجولون على بيوت الهولنديين ويطرقون أبوابهم ويقدمون لهم هذه الهدايا ليدركوا معنى مناسبة العيد في ديننا الإسلامي. في الوقت الذي يلوث فيه الدواعش ومن يتبعهم من أحزاب سياسية إسلامية إرهابية، سمعة بلادنا وسمعة ديننا الإسلامي السمح الذي يرفع راية الحب والتعايش، في الوقت نفسه، الذي يقتل فيه الدواعش آباءهم وأمهاتهم وأقاربهم، مها الوابل تُقدم الحياة الجميلة التي أتى بها ديننا. مها الوابل لا تعمل هذا اليوم، بل هي منذ سنوات تقوم بأعمال جليلة للأسف لا ينظر لها الإعلام كما ينظر لامرأة خالفت الأنظمة وقادت سيارتها في شوارع المملكة لتصبح بطلة عالمية. الإعلام قصّر كثيراً مع مها الوابل وأمثالها من النساء اللاتي حملن على عاتقهن راية حب هذا الوطن وتقديم أجمل ما فيه سواء بالداخل أو الخارج. مها الوابل قامت بجهود عظيمة لا تعد ولا تحصى ومن أبرزها موسوعة (نساء للوطن) قدمت فيها أبرز النماذج النسائية السعودية، ولم يعط الإعلام هذا الكتاب حقه لأنه ليس فيه امرأة ممن صنعت بطولات من ورق! لا تأخذوا بحكمي على مها الوابل بل تابعوها على تطبيق سناب شات mahaalwabel واحكموا بأنفسكم، وأنا واثقة أنني لم ولن أعطها حقها كما تستحق.
مشاركة :