تتكامل الأدوار الإيجابية من أجل الوطن، في ظل توجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، بين الأمير محمد بن سلمان والأمير محمد بن نايف، ومن حسن الأقدار للمملكة وجود أبناء العم معا في وقت واحد، ليعملا معا كل فى سلطاته لخدمة المملكة، فيد تبني والأخرى تحمي، وكل من حضر اجتماعات بين الأميرين، ولي العهد وولي ولي العهد، يشهد بأن تعاملهما يسوده الوئام والاحترام، وتصدر الأميرين للمشهد في المملكة معا تحت عباءة خادم الحرمين الشريفين، ورؤية كل منهما ونهجه لخدمة المملكة يعد منحة من المولى -عز وجل-، فكل منهما يحمل على عاتقه سمو وعظم شأن المملكة وتقدمها في إطار محيطها السياسي والاقتصادى وتأثيرها داخليا وخارجيا، واستمرار دورها العظيم لخدمة الإسلام والعالم أجمع في نفس الدور الذي تسير عليه المملكة منذ نشأتها وحتى الآن. إن الاحترام الكبير الذي يحظى به شخص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وحكمته المشهود لها وشغله منصب وزير الداخلية قبل سنوات وعمله على استقرار الدور الأمني للمملكة داخل حدودها، وتوفير البيئة اللازمة لأمن المجتمع السعودى؛ يعد تهيئة للدور الإستراتيجي الذي يسير عليه الأمير محمد بن سلمان ورؤيته الاقتصادية التي تحتاج أكثر ما تحتاج إلى قدر من الاستقرار في داخل المملكة. تحقق أفكاره يدل على عظم التناغم والتوافق بين الأميرين، ويساعد على خدمة الوطن الذي يحتاج إلى كل منهما؛ لاستكمال دوره على أكمل وجه. إن انتماء كل من الأميرين إلى عمر سني مختلف عن الآخر قد يكون بابا للتكامل بين الجيلين وليس محلا للنزاع، فحكمة خادم الحرمين الشريفين في اختيار كل منهما في الموقع الذي يرى قدرة كل منهما على شغله، جعل التكامل فرضية قريبة بما يحمل كل منهما من أفكار تتجاوب مع أفكار الآخر ومتحدة على هدف واحد. الصعود المباشر لولي ولي العهد في المملكة وقدراته اللا محدودة في تنمية الأفكار الاقتصادية يحتاجان إلى معاونة صادقة من أجهزة الدولة المختلفة، والاستقرار الاقتصادى يتطلب أيضا استقرارا أمنيا.. وكان الدور الذي يضطلع به الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية في الاستقرار الأمني دافعا قويا للأمير محمد بن سلمان في تنفيذ وطرح أفكار اقتصادية تدفع بالمملكة خطوات بعيدة نحو التقدم والازدهار، ليس فقط في النواحي الاقتصادية، ولكن للتناغم بين الدورين قد تكون هناك قفزات أسرع في كل المناحي داخل المملكة وخارجها، وهذا ما نشهده في توقيع اتفاقيات مع كبرى الشركات في العالم. التفكير في إنشاء مجلس للشؤون السياسية والأمنية كان نابعا في الأصل لاستكمال الدور المحوري الذي يقوم به الأميرمحمد بن نايف في خدمة المملكة باستتباب واستقرار الأمور الداخلية، وترتيب كل ما من شأنه خدمة الوطن في ظل إستراتيجية منظمة تؤدي إلى رفعة المملكة، بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين، ومواكبة التطورات الحالية والمستقبلية. ومهما حاول أعداء الله والإسلام النيل من هذا الوطن وإثارة الفتن فإنهم لن ينالوا إلا الخسران والذلة؛ لأننا شعب واحد ويد واحدة خلف قيادتنا. وليس ببعيد عن هذا الدور دور مجلس الشؤون الاقتصادية، الذي يعمل فيه الأمير محمد بن سلمان، متكاملا مع مجلس الشؤون السياسية والأمنية في نهج المملكة الجديد، ورؤية خادم الحرمين الشريفين بإنشاء المجلسين، بعد إلغاء مجالس الأمن الوطني وبعض اللجان الأخرى. ليقوم المجلسان بالأخذ على عاتقيهما تدعيم أركان المملكة ورفعة شأنها وتخطيها لمراحل مستقبلية بأمان واستقرار ينسحب على كل ربوعها، وتبرز ثمرته فى جميع مناحي الحياة. في خطاب الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عند إنشاء المملكة العربية السعودية، وجه حديثا تظهر أصداؤه اليوم، فقد أعرب عن أن الدولة تقوم على رجال يعملون بصدق وعلم، وفي تحديده للصفات التي يجب أن يكون عليها رجل الدولة في المرحلة التي قامت فيها المملكة بشكلها الحديث، تنطبق الأوصاف حقيقة على ما ذهب إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في وقتنا الحالي، فاختياره لكلا الرجلين موفق إلى أبعد الحدود، فكل منهما يملك من الأدوات ما يمكنه من العبور بالمملكة إلى أبعد نقاط التقدم، وكل منهما يحمل من الصفات المطلوبة فيه بقدر ما يسهل عمله، فهم يحملون الصدق والعلم والإخلاص، وفي تعاونهم تظهر ثمرة حسن الاختيار والآمال المرسومة والمعتمدة عليهما. رؤية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف كولي للعهد تنبع من حسن اختيار لرجل فيه مواصفات رجل الدولة الحريص على أمنها، وليست مختلفة عن رؤيته في تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، فهو مثل صاحبه في قدرته على تحسين وتعزيز قدرات المملكة، وقد تظهر أثار حسن اختياره للرجلين في التعاون المشترك بينهما من أجل هدف واحد وهو تعزيز مكانة المملكة داخليا وخارجيا وأثرها على المحيط العربي والمحيط العالمي. وهذا ما يظهر جليا في الرؤية الوطنية للمملكة العربية السعودية 2030، حفظ الله بلادنا وأدام نعمتي الأمن والأمان علينا في ظل قيادتنا الرشيدة، إنه سميع مجيب.
مشاركة :