بعد أن عشن حياة الرفاهية سنوات طويلة، اضطرت السيدات السوريات اللاجئات في مصر للدخول إلى عالم التجارة والصناعة والعمل بكد من أجل لقمة العيش التي تحفظ كرامتهن. ومن أجل حل الأزمة المالية توجهت اللاجئات إلى «الأكل السوري» وبات لكل واحدة منهن اسم شهير في أحد أحياء القاهرة الكبرى رغم أن مدخول هذا العمل بالكاد يحقق لهن الحياة الكريمة. وحجز «الطعام السوري» مكانه على موائد المصريين خصوصا في شهر رمضان خلال السنوات القليلة الماضية بفضل طاهيات ماهرات انتشرت أرقام هواتفهن في كل أحياء القاهرة. وأطلقت 11 سيدة سورية في مصر مشروع «زيت زيتون» منذ ما يزيد على الشهر لتقديم الوجبات السورية، وتستقبل السيدات طلبات العملاء عبر الهاتف، لتحضير الأكلات مثل الكبة وورق العنب وغيرهما. وتقول المشاركات في المشروع إنه حقق نجاحا فاق التوقعات حتى أنهن يعملن على مدار الأسبوع بدلا من ثلاثة أيام فقط كما كان محددا في البداية. كما انطلقت في شهر رمضان مبادرة تحت عنوان «سوريا الأهل» للترويج للأكل السوري، وقال مؤسس المبادرة باسم الجنوبي، إن «السوريين أصحاب عزة نفس، فعلى رغم أن أغلب السيدات السوريات لم يكن يعملن وكن يمتلكن الخدم، إلا أنهن رفضن أن يتسولن أو ينتظرن إحساناً من أحد، وبدأن في البحث عن عمل لتوفير حياة كريمة لهن». وأكد الجنوبي أن المبادرة تحاول توفير فرص عمل للسوريين من خلال الوظائف التي يتميزون فيها سريعا.