أكد خبراء في الأمن والسياسة، أن سرعة كشف أسماء وهويات العناصر الإرهابية المتورطة في تفجيرات قرب المسجد النبوي، والقطيف؛ تعكس يقظة واحترافية الأمن السعودي. وأشار الخبراء، في تصريحات لـ»المدينة»، إلى أن الاستراتيجية الأمنية، التي تتبعها الأجهزة السعودية في محوري جمع المعلومات، والتحرك السريع، والاستباقي، تعد من أنجح الاستراتيجيات المعمول بها حاليا في مواجهة الإرهاب. رصيد ضخم من النجاحات وقال الخبير الإستراتجي اللواء محمد علي بلال: إن كشف هوية منفذي الهجوم الإرهابي بالقطيف، وقرب المسجد النبوي، خلال يومين فقط من وقوع التفجير، أمر يحسب للأجهزة الأمنية السعودية، ويضيف إلى رصيدها الضخم من النجاحات في هذا الإطار. ولفت إلى أن هذه السرعة تؤكد وتعكس يقظة الأمن السعودي، واحترافيته في عمله، واعتماده على خطط استراتيجية نوعية، تتضمن خطوات مدروسة، وممنهجة؛ خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي تنجح فيها الأجهزة السعودية في كشف هوية مرتكبي هذا النوع من الجرائم على وجه الخصوص. وشدد بلال على أنه ليس من الممكن أن يحقق الإرهابيون أي تقدم يذكر؛ في مواجهتهم مع متانة وصلابة بواسل الأمن بالمملكة، مشيرا إلى أن استهداف المملكة خلال هذه المرحلة؛ يعود إلى مواجهتها الحاسمة ضد الإرهاب، ونجاح جهودها في التضييق على عناصره، وتوجيه ضربات موجعة لهم داخليا، فضلا عن تقديمها مساعدات استخبارية جليلة لبعض الدول؛ مما مكنها من مواجهة الإرهاب ووأد خططه بهذه الدول؛ الأمر الذي خلق رغبة لدى تلك العناصر، وقياداتها في الانتقام من المملكة، ورجالها. وأشاد الخبير الاستراتيجي بالضربات الاستباقية التي حققتها المملكة خلال الفترة الماضية، مؤكدا أنه لولا هذه الضربات التي قصمت ظهر البنية التحتية للإرهاب؛ لكانت الأوضاع الآن بالغة السوء، مشددا على أن العمليات الفردية التي تقع هنا وهناك، تدل على إفلاس هذه الجماعات، وعدم قدرتها على التخطيط، والمتابعة، والاتصال بعناصرها، وهو ما يمثل نجاحا باهرا للأمن في المملكة، ومصر أيضا. واختتم بلال تصريحه بالتأكيد على أن المملكة ستنتصر لا محالة على ذئاب التنظيمات الإرهابية، وستقضي عليهم، خلال وقت قصير، قائلا: «لن يمر وقت طويل حتى تنتهي المملكة من ملف الإرهاب، خاصة أنها تسير بالتوازي، في كل الاتجاهات الكفيلة بوأد الفكر الإرهابي، ولا تعتمد على البعد الأمني فقط، وهو ما يضمن تحقيق النجاح قريبا جدا». احترافية مشهودة في غضون ذلك أشاد الخبير السياسي، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، بقدرة الأمن السعودي على كشف هوية منفذي التفجيرات الإرهابية بسرعة تتجاوز أقوى الأجهزة الأمنية العالمية. وأوضح أن الاحترافية التي يمارس بها رجال الأمن في المملكة عملهم، جعلتهم قادرين على كشف مرتكبي جميع الجرائم، حتى أنهم لم يتم تسجيل أي واقعة ضد مجهول، وإنما تم الكشف عن هوية مرتكبي الوقائع الإرهابية كافة. وطالب عودة المجتمع الدولي بالتعاطي، والاستجابة لنداءات المملكة بالتكاتف في مواجهة خطر الإرهاب، وأخذ تحذيراتها من أنه سينتشر في العالم كله، ما لم تبذل جهود حقيقية لدحره، مأخذ الجد، منوها بأن السعودية كانت من أوائل القوى الداعية لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب. واختتم عودة بالقول: «المملكة تسير بخطى ثابتة نحو القضاء على الإرهاب واجتثاثه من أراضيها، والاستجابة لنداءاتها بالتعاون دوليا للقضاء على هذا السرطان اللعين؛ ستعود على جميع المجتمعات في كل الدول». الرقابة العائلية تحد من انجراف الأبناء للتطرف بدورها قالت الكاتبة الصحفية والخبيرة في علم الاجتماع هناء قنديل: إن الجهود التي تبذلها المملكة على جميع الأصعدة ستمكنها لا محالة من القضاء على الإرهاب، مشيرة إلى أن المجتمع السعودي لا يعد حاضنا لمثل هذه الأفكار الشاذة، والضالة. ولفتت إلى أن حالة الرفض والاستنكار الهائلة التي تصاحب ما يقع من حوادث إرهابية فردية، تعني أن الغالبية الكاسحة من أبناء المملكة يعيشون حالة من الوعي، والإدراك الصحيح والعميق لطبيعة الفكر الضال، والأهداف الخبيثة التي يرمي إليها، وهو ما يجعلهم محصنين ضد الارتماء في أحضان الفئة الضالة. وطالبت قنديل، وسائل الإعلام بالتركيز الشديد على نقد فكر الجماعات المتطرفة، وهدمه من أساسه، مع تسليط الضوء على حالة الاستنكار، والغضب التي ينالها كل مرتكب لهذه الجرائم الشنيعة، وعدم التعاطف نهائيا مع ما يلقونه هؤلاء المجرمون من عقاب عادل على جرائمهم. وطالبت أيضا بضرورة وجود رقابة عائلية، على نشاط كل من يمارس سلوكيات شاذة، تدل على ميله للفكر المتطرف، مثل الحديث عن تكفيره للعلماء، أو رفضه الصلاة مع الجماعة بدعوى أنهم ليسوا على صحيح الإسلام، أو تعمد الانعزال، والقراءة في أدبيات التكفيريين، مشددة على ضرورة متابعة كل من يمارس مثل هذه الأعمال بكل دقة؛ لوأد الفكر المتطرف داخله من بدايته. واختتمت بالتأكيد على ضرورة إيجاد وسائل، وآليات دولية فعالة؛ لوقف تمويل الإرهاب، ليس في مجال تنفيذ الإرهابيين لعمليات إجرامية فقط، وإنما أيضا في مجال ما يتم إنفاقه على الترويج للفكر الضال، وكسب مؤيدين له من الشباب.
مشاركة :