العراقيون غير مكترثين بتقرير «تشيلكوت»

  • 7/10/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يرى معظم العراقيين، ممن تعرفوا على جوانب من تقرير لجنة تشيلكوت حول مشاركة بريطانيا في غزو العراق، أن التقرير لم يأتِ بشيء جديد، بعد أكثر من 13 سنة من العهد الدموي، وبعد حصار جائر استمر 13 سنة أيضاً، فالكل يعرف أن الحرب ضد العراق بنيت على باطل، وأن ما أنتجته ليس باطلاً وحسب، بل اتسم بنتائج كارثية لم يشهد لها العراق مثيلاً، وإضافة إلى ذلك يرى الكثيرون أن التقرير لا يغير شيئاً بالنسبة للعراقيين الذين يعيشون يومياً العواقب الوخيمة لتلك الحرب غير المتكافئة. ويقول الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال: ما هو هذا التقرير، الذي خرجت به لجنة تشيلكوت؟، في إشارة إلى أن العراقيين لا يعلقون أهمية كبيرة على التقرير الذي أثار ضجة كبيرة في بريطانيا وخارجها. خطأ استراتيجي ومن الطبيعي ألا يرحب الكثير من المسؤولين الحاليين بالتقرير الذي يعتبرهم نتاج خطأ استراتيجي كبير.. فيما يرى معظم العراقيين أن هذا التقرير لم يأت بجديد، فلا أحد منهم لم يكتوِ بنيران ونتائج الغزو، إلا أن قوى سياسية وشخصيات وعامة العراقيين رحبوا بالنتائج التي توصلت إليه اللجنة، ورؤوا إمكانية مقاضاة الغزو كبداية لمرحلة جديدة. ورأت اللجنة المركزية لـالمشروع الوطني العراقي أن ما توصل إليه تقرير اللجنة البريطانية حول غزو العراق، أمر جلي منذ البداية بالنسبة للكثيرين في العراق وخارجه، ودعت إلى تحمل مسؤوليات ما خلفه الغزو من دمار وقتل مئات الآلاف من العراقيين وتهجير الملايين والانهيار الأمني والخدمي والفساد السياسي والمالي وتشكيل حكومات فاشلة أضاعت الثروات وفسحت المجال أمام الفاسدين وأشعلت الصراعات الطائفية والمجتمعية، مطالبة الدول الغازية بتعويض كل ذلك وإعادة بناء العراق وحل أزماته. كما طالب رئيس اللجنة جمال الضاري المنظمات الدولية القانونية والإنسانية بمساعدة العراق لإنقاذه مما وصل إليه من خلال بناء نظام سياسي سليم ونزيه ومدني يعيد الوحدة بين مكونات المجتمع وينهي التفرقة، داعياً جميع الشخصيات الوطنية العراقية والقوى المدنية المتطلعة إلى بناء دولة مدنية عابرة للطائفية للعمل معاً وتوحيد الجهود لمعالجة الأزمات، بما يتلاءم مع المستجدات والمتغيرات لإنهاء المحاصصة العرقية والطائفية ومحاربة الفاسدين وسراق المال العام وتحقيق الأمن في عراق بلا إرهاب ولا ميليشيات. أما النائب علي العلاق، المنتمي إلى حزب رئيس الوزراء حيدر العبادي، فأكد أن الغزو الذي قاده الأميركيون وأدى إلى سقوط نظام صدام حسين كانت له آثار كبيرة على العراق، وتوقع ألا يكون للتقرير تأثير بعد مرور كل هذا الوقت عن الغزو. تقاسم المسؤولية وتقتسم الطبقة السياسية العراقية جزءا من المسؤولية لتورطها في قضايا فساد ومحسوبية عطلت بناء دولة قادرة على فرض الاستقرار، كما زاد التدخل الإقليمي من حدة الفوضى التي تعصف بالبلاد عبر دعمها أطرافاً مختلفين. ويرى كثير من السياسيين العراقيين أن هذا التقرير يخلو حتى من فقرة يتيمة تعيد لأبناء العراق وضحايا الحرب بعض الاعتبار، ليكتفي جون تشيلكوت، بتوجيه انتقادات لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ليس بوصفه مجرم حرب وجبت إحالته أمام القضاء الدولي.. ويؤكد المراقبون أنّ اجتياح العراق عام 2003 حدث قبل استنفاد كل الحلول السلمية وأن خطط لندن لفترة ما بعد الحرب لم تكن مناسبة. تعليق ساخر يرى الباحث نبيل نايلة، أن تقرير لجنة تشيلكوت تأخر موعد إنهائه وإعلان نتائجه لسنوات بينما علّق أحد الصحافيين ساخراً بأن رواية الكاتب الروسي ليو تولستوي الحرب والسلام استغرقت كتابتها وقتاً أقل من الذي يستغرقه التقرير!.

مشاركة :