الأسـر الاحســائيـة والتطوير المدني

  • 7/20/2013
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

--> إن تراكم الانجاز ووفرته يستوجب الاشارة اليه و التعريف به و الاسر الاحسائية الكبيرة والتي تعرف بالمصطلح العامي (الحمولة) كثيرة ومتنوعة وقد تميزت في الاعوام الاخيرة بحراكها المدني و الأنشطة المنوعة لتطوير أبنائها في شتى المجالات. استدعى هذا التراكم للانجاز المدني التعرف عليه. في جلسة من الأسبوع الاول من شهر رمضان ضمت لفيفا من الاسر الاحسائية المختلفة التي قطعت شوطا طويلا في مشاريعها المدنية والمتمثلة في الصندوق الخيري والمناشط الاجتماعية العامة كالدورات التدريبية والبرامج المختلفة لتطوير ورفع كفاءة ابنائها العلمية والمهنية. كما تتميز بعض الاسر بالقدرة على احتواء الخلافات الاسرية لنشاطها المتميز في مجال اصلاح ذات البين. ان هذا الوعي المتميز للاسر الاحسائية الكبيرة يعبر عن حالة متقدمة من روح التكافل والترابط و باعث على بيئة خصبة من المودة و التراحم. كما يعبر هذا النشاط المدني في استغلال الكفاءات العلمية والمهنية المختلفة إن الحس القوي بالترابط والاندفاع نحو التكتل في داخل الاسرة الاحسائية على الرغم من عوامل الطرد القوية التي يخلقها التمدن السريع يعبر عن حالة مهمة نابعة من النفس الاحسائية التي تنزع نحو الألفة والاجتماع والترابط مع ذاتها بالرغم من كل هذه المغريات المدنية و التحديات الاجتماعية المستجدة.لابناء الاسر التي تعتبر اليوم في وفرة كبيرة كنتيجة طبيعية لحركة التنمية الطويلة التي مرت بها المملكة و ما تعكسه هذه الاسر من هذا الحراك المدني هو استثمار لهذه الوفرة من الكفاءات الشبابية المتنوعة التخصصات. ان الحس القوي بالترابط والاندفاع نحو التكتل في داخل الاسرة الاحسائية على الرغم من عوامل الطرد القوية التي يخلقها التمدن السريع يعبر عن حالة مهمة نابعة من النفس الاحسائية التي تنزع نحو الالفة والاجتماع و الترابط مع ذاتها بالرغم من كل هذه المغريات المدنية والتحديات الاجتماعية المستجدة. و لكن بالرغم مما يحققه مشروع الاسرة الاحسائية المدني من ايجابيات الا ان الانهماك في هذا المشروع أفرز و يفرز سلبيات عديدة، لعل أهمها هو حالة التقوقع التي يخلقها النشاط الاسري الداخلي مما يبعث جملة من التساؤلات المهمة. على سبيل المثال هل الانهماك في تحقيق الذات في بيئة الاسرة يشد من المهارات الفكرية و الاجتماعية للفرد أم يضعفها و ذلك لمحدودية بيئة التفاعل وساحة النشاط الذي يقوم به الفرد؟ ما هو حجم التأثير على العلاقات البينية لافراد الاسرة مع افراد المجتمع؟ و هل يجعل من الفرد في تشكيله النفسي على علاقة ممتدة مع افراد مجتمعه أم علاقة مترددة؟ و لعل من أبرز السلبيات التي تفرزها المشاريع الاسرية بروز سؤال جوهري حول المجتمع الاحسائي. هل المجتمع الاحسائي بنية متركبة من أسر تعمل مع ذاتها أم أن الاحساء مجتمع أسر متداخل العلاقات الاسرية؟ و اذا صح الاخير و هو الاقرب يبرز اشكال آخر و هو ان شدة الانشغال في التركيبة الداخلية يجعل من الاسر الصغيرة و المحدودة الامكانات في ضعف من تطوير نفسها مما يؤدي الى بروز مستنقعات راكدة من أسر فقيرة القدرات بين أسر متطورة و متقدمة الكفاءات و القدرات. و لتجاوز مثل هذا الاشكال المهم و الذي هو حتما في طور التكوين اذا لم يكن قد تكون حتما ، لابد من اخذه بنظر الاعتبار اما بخلق شبكة علاقات بينية تربط الاسر الكبيرة بهذه الاسر لخلق حركة تزامن فيما بينها في التطور. كذلك فان مثل هذا الحراك المدني المهم و ما يخلقه من ايجابيات و ما يفرز من سلبيات يعد من مهام وزارة الشؤن الاجتماعية لرعايته وتطويره واستثماره لابراز هذه التجربة الرائدة انموذجا وطنيا و مفخرة من مفاخر المملكة بين دول العالم. aalluwaimi@gmail.com مقالات سابقة: د. احمد محمد اللويمي : -->

مشاركة :